ابن القيم وعلم النفس
ابن القيم
هو العالم المُسلم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ويُعرف باسم ابن قيم الجوزية وُلِد في السابع من شهر صفر عام 691هـ في دمشق في سوريا، ونشأ وترعرع في كنف عائلة ملتزمة دينياً وعلمياً. وقد انخرط ابن القيم في عدة مجالات، من بينها الإمامة، والتدريس والتصدي للفتوى، بالإضافة إلى التأليف، ولم يترك طريقاً إلّا سلكه في التأليف، ومن اشهر مؤلفاته: الطب النبوي، وزاد المعاد في هدى خير العباد، وهداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، وعدداً من الكتب في علم النفس أيضاً ككتاب الروح، وحظوظ النفس، ومدارج السالكين.[1]
ابن القيم وعلم النفس
ترك ابن القيم إرثاً ضخماً من المؤلفات في علم النفس، حيث أظهر اهتماماً كبيراً منه بالصحة النفسية بشكل عام إذ اعتبر أنّ الصحة النفسية توازي السعادة القلبية أو الحياة الطبية ذات الصلة بالإنسان، وأنها من النعم التي مّن الله عليه بها. وتشير دراسات ابن القيم كافةً إلى أنّ نظرته للسعادة تأتي نتيجة للهدى، أما شقاؤه فينبثق عن ضلاله، وان السعادة الحقيقية مصدرها سعادة القلب والروح والنفس التي لا تأتي إلّا برضا الله سبحانه وتعالى وهديه.[2]
ينفرد ابن القيم رحمه الله بأنّه ممن اهتموا بنفس الإنسان وليس بدنه، حيث قال أنّ الإنسان في طبيعته خيّرة. وأمّا باقي علماء النفس فقد ركزوا الضوء على البدن وما يبدو عليه. وقد برز اهتمام ابن القيم بعلم النفس بما قدمه من مناهج مشهورة في ذات السياق، وهي: المنهج الإنشائي، والوقائي، والعلاجي، وتتفق شروحات ابن القيم مع الدراسات النفسية الحديثة إذ تتشابه من حيث المناهج وقواعد الصحة النفسية، أما وجه الاختلاف فيكمن بالتفسير.[2]
مباحث ابن القيم في علم النفس
لابن القيم العديد من المباحث في علم النفس، منها:[3]
- حقيقة النفس: يعتبر ابن القيم أنّ نفس الإنسان واحدة وتنفسم إلى ثلاثة أنواع وفقاً لصفاتها وهي:
- الحاجات والدوافع: يشير ابن القيم في هذا المبحث إلى أنّ الدوافع الموجودة في نفس الإنسان للقيام بالأفعال التي تتماشى مع ضرورة بقائه ومصلحته هي حكمة من الله سبحانه وتعالى، كما أشار أيضاً إلى ما يشعر به الإنسان ويحتاجه من متطلبات فسيولوجية كالجوع والبرد والحر والتعب، فيلجأ الإنسان إلى القيام بأفعال تواءم سد هذه الحاجات.
- الانفعالات والعواطف: يهتم ابن القيم في المبحث هذا بكل ما يبديه الإنسان من انفعالات وعواطف تعتبر هامة في حياته كالحزن والخوف والمحبة.
- النفس المطمئنة: تكون النفس مطمئنة بقربها من الله سبحانه وتعالى، وعبوديته، ومحبته لله وإرضائه والتوكل عليه في كل شيء.
- النفس اللوامة: وهي تلك التي تعاني من تقلب وتردد مستمر وجاءت التسمية من كثرة لومها لصاحبها.
- النفس الأمارة: وهي تلك التي تأمر صاحبها بكلّ سوء.
المراجع
- ↑ "ابن قيم الجوزية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد العزيز بن عبد الله الأحمد (1999)، الطريق إلى الصحة النفسية عند ابن قيم الجوزية وعلم النفس (الطبعة الأولى)، الرياض - المملكة العربية السعودية: الفضيلة، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ "الدراسات النفسية الإسلامية القديمة"، www.acofps.com، 25-2-2011، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2018. بتصرّف.