ابن عقيل الحنبلي
ابن عقيل الحنبلي
هو أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، المولود في عام أربعمئةٍ وإحدى وثلاثين هجريةٍ، والمتوفّى عام خمسمئةٍ وثلاث عشرة هجريةٍ، يُعتبر ابن عقيل الحنبلي شيخ الحنابلة، وهو مؤلف كتاب الفنون الذي قال فيه العلماء إنّه أكبر كتابٍ في التاريخ، حيث يتكوّن من أربعمئة مجلدٍ وأكثر، ويحتوي في طياته على الوعظ والتفسير والفقه، إضافةً إلى اللغة والنحو والشعر والحكايات، كما يحتوي على المناظرات التي شارك بها ومحصّلة خواطره وفكره،[1] أخذ ابن عقيل الحنبلي الفقه عن عددٍ من العلماء، منهم: القاضي أبو يعلى، أمّا علم الكلام فقد استسقاه من علي بن الوليد وأبي القاسم بن التبان.[2]
علم ابن عقيل الحنبلي
كان العلّامة ابن عقيل البغدادي الظفري الحنبلي شعلةً من الذكاء والمعرفة والفضيلة، فلا يوجد من يُماثله في زمانه، فقد قيل بأنّه لا يمكن لأحدٍ مواجهته؛ لغزارة العلم لديه، إضافةً إلى بلاغة اللسان وحُسن إلقاء الحجّة وقوّتها، حيث كان ذا محاسن ظاهرةٍ، وإمام عصره، حافظاً للحدود، صابراً وكريماً، فلم يترك خلفه بعد وفاته أكثر من ملبسه وكتبه، وشيّعه حضورٌ لا يُحصى عددهم، حتى قيل إنّهم قُرابة ثلاثمئة ألفٍ.[3]
أهمية الوقت عند ابن عقيل
يُعتبر ابن عقيل الحنبلي أنّ أهم الأمور عند أهل العقل هو الوقت، حيث يراه غنيمةً وذا تكلفةٍ باهظةٍ، وبأنّ لحظاته خاطفةً لا بدّ للإنسان أن يستفيد من فرصها، فلم يُشغل ابن عقيل نفسه بغير طلب العلم، والسعي باحثاً عن الغموض ودقائق الأمور، لا يَقبل إضاعة ساعةٍ من عمره بلا أخذ العلم والمطالعة، فإذا ما خلد إلى الراحة أشغل عقله تفكيراً، ولم يختلف ذلك عنده، سواءً كان في العشرين من عمره أم في الثمانين،[4] ومن الأمور التي تُظهر أهمية الوقت عند ابن عقيل إنّه فضّل أكل الكعك مع الماء على الخبز الذي يحتاج مضغه وبلعه إلى وقتٍ أطولٍ، وبذلك يكون قد سرق من الوقت بعض اللحظات للمطالعة والكتابة.[5]
المراجع
- ↑ أحمد خالد الطحان (11-10-2015)، "ابن عقيل الحنبلي وابن عقيل اللغوي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ الطيب بامخرمة (2008)، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 31، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث، صفحة 330-331، جزء 14. بتصرّف.
- ↑ عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء (الطبعة العاشرة)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 53-54. بتصرّف.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، سلسلة علو الهمة، قطر: الشبكة الإسلامية، صفحة 19، جزء 11. بتصرّف.