ابن قتيبة
ابن قتيبة
هو أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ، ويُعرَف بابن قتيبة، وهو أحد أعلام القرن الثالث الهجريّ، فهو عالم، وفقيه، وناقد، وأديب لغويّ، وقد اختلفت المصادر التاريخيّة في تحديد يوم ولادته؛ فمنها ما ذهب إلى أنّه وُلِد في مدينة الكوفة، ومنها ما ذهب إلى أنّه وُلِد في مدينة بغداد، ولكنّ الرأي الراجح أنّه وُلِد سنة 213هـ؛ أي ما يُوافق 828م، إلّا أنّه لم يبقَ فيها وقتاً طويلاً؛ حيث انتقل وهو صغير السنّ إلى بغداد، فنشأ فيها، وأخذ العلم عن علمائها، وعاش معظم أيّامه فيها، كما أنّه عاش فترة ولايته القضاء في الدينور، وإليها نُسِب.[1][2]
نشأة ابن قتيبة وحياته العلميّة
قضى ابن قتيبة معظم أيّام حياته في مدينة بغداد حيث اجتمع علماء البصرة، والكوفة، وتعلَّم منهم الكثير من العلوم، كالحديث، والفقه، والتفسير، واللغة، والأدب، والنحو، والتاريخ، وغيرها، وكان منهم: أبو حاتم السجستانيّ الذي أخذ عنه النحو، واللغة، والقراءات، وأبو الفضل الرياشيّ الذي أخذ عنه اللغة، والشِّعر، والقاضي يحيى بن أكثم، والجاحظ، وإسحاق بن راهويه الذي كان من أصحاب الإمام الشافعيّ، وأحد أئمّة المسلمين، وغيرهم الكثير من العلماء، وكان ابن قتيبة يُعتبَر إمام المدرسة البغداديّة التي تجمع بين مدرسة البصرة، ومدرسة الكوفة.[1][2]
عاش ابن قتيبة في عصر الدولة العبّاسية، وعاصرها وهي في أوج قوّتها، وعاش الصراع بين الثقافتَين: العربيّة، والفارسية، والصراع بين الأجناس العربيّة، وغير العربيّة، وما نتج عن ذلك كلّه من معاداة للعرب، بالإضافة إلى أنّه عاصر أيضاً صعود، وسقوط الفكر الاعتزاليّ، وذلك كلّه أثَّر في طريقة تفكيره، حيث ظهر هذا التأثير في مُؤلَّفاته على اختلافها.[1][2]
حياة ابن قتيبة العمليّة
وَلِي ابن قتيبة القضاء في مدينة دَينور الواقعة ضمن بلاد فارس، وهناك لُقِّب بالدينوريّ، وقد كان بالمدينة العديد من العلماء، والفقهاء الذين اتَّصل بهم، وتداول معهم أمور الفقه، والحديث، وفي عهد المُتوكِّل العبّاسي الذي كان له دور كبير في سقوط المعتزلة، عاد ابن قتيبة إلى بغداد، وبذل جهده، وسخَّر قلمه؛ لإعلاء منزلة السنّة، وتفنيد الحجج التي ظهر بها خصومها، وقِيل فيه إنّه في أهل السنة بمنزلة الجاحظ عند المعتزلة.[1][2]
اتَّصل ابن قتيبة بأبي الحسن عُبيد الله بن يحيى وزير المُتوكِّل، وأهداه كتاباً يضجُّ بالعلم، والأدب، وفي بغداد عمل ابن قتيبة مُدرِّساً، وكان يقرأ كُتبه لتلاميذه الذين كانوا يحضرون حلقات تدريسه، وقد تتلمذ على يديه، وروى كُتبه العديد، ومنهم: أبو بكر محمد بن خلف المَرْزبَان، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أيّوب بن بَشِير الصائغ، وابنه أبو جعفر أحمد بن عبدالله بن مسلم، وعبدالله بن جعفر بن درستويه الفسوي، وغيرهم.[1][2]
مُؤلَّفات ابن قتيبة
تعدَّدت مُؤلَّفات ابن قتيبة، وكُتبه، كما تعدَّدت مواضيعها؛ حيث اشتملت على مواضيع الدين، والأدب، واللغة، والتاريخ، ومن أشهرها: مشكل القرآن، وغريب الحديث، والردّ على المُشبّهة، وإعراب القراءات، وتفسير غريب القرآن، وتأويل مختلف الحديث، والشعر والشعراء، وجامع النحو الكبير، وكتاب الردّ على القائل بخلق القرآن، وكتاب الأنواء، وكتاب المعارف، وعيون الأخبار، وفضل العرب، ودلائل النبوّة، وأدب الكاتب، والمسائل والأجوبة، وعيون الشعر، وغيرها الكثير.[3]
وفاة ابن قتيبة
على الرغم من اختلاف المصادر في تحديد تاريخ وفاته، إلّا أنّ الرأي الراجح أنّه تُوفِّي سنة 276هـ في شهر رجب؛ أي ما يوافق عام 899م، وقِيل في سبب وفاته إنّه أكل هريسة فأصابته الحرارة، ومن ثمّ صاح بشدّة، وأُغمِي عليه، وبعد أن أفاق اضطرب ساعة، ثمّ هدأ، وبدأ يتشهَّد إلى وقت السَّحَر، ثمّ مات -رحمه الله وأئمّة المسلمين جميعاً-.[4][2]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "الدِّينَوري، ابن قتيبة"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-7. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ (1996م)، عيون الأخبار (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 12-15، 38، جزء الرابع. بتصرّف.
- ↑ علي الشيري (1990م)، الإمامة والسياسة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الأضواء، صفحة 13.
- ↑ محمد عبدالله محمد فضل الله (2006م)، القضايا النقدية بين الجاحظ وابن قتيبة، السودان: جامعة أم درمان الإسلامية، صفحة 79. بتصرّف.