-

في أي شهر ولد الرسول

في أي شهر ولد الرسول
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرسول محمد

الرسول هو نبي الرحمة، ونبي التوبة، والحاشر الذي يُحشر الناس على قدمه، والماحي الذي يمحو الله به الكفر، واسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ويرجع نسبه الشريف إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقد أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب عدة أيام قبل أن يُبعث إلى ديار بني سعد لترضعه حليمة السعدية، ولما بلغ السادسة من عمره توفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب وحضنته أم أيمن مولاته التي ورثها من أبيه، ولما بلغ الثامنة من عمره توفي جده، فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب الذي أكرمه في صغره، ونصره وآزره في كبره، ولكنه مات مشركاً فخفف الله عنه من العذاب لما قدمه في نصرة نبيه عليه الصلاة والسلام.[1]

تاريخ ولادة الرسول محمد

اختلف علماء التاريخ والسير في تحديد تاريخ ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إنهم لم يتمكنوا من الإجماع على تحديد اليوم والشهر الذي ولد فيه النبي عليه الصلاة والسلام، ولا عجب في ذلك الخلاف إذ لم يكن لأحد أن يعلم عند ولادته -عليه الصلاة والسلام- بما سيكون له من شأن في المستقبل، وإنما كان حاله عند الولادة كحال باقي المواليد في مكة، وبعد بلوغه أربعين عاماً وبعد بعثته أخذ الناس يسترجعون ما علق في أذهانهم من ذكريات عن ولادة النبي -عليه الصلاة والسلام- وحياته مستعينين على ذلك بما كان يرويه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحداث وقعت خلال حياته، وما نقله عنه أصحابه رضي الله عنهم، لذلك لم يتمكن أحد من الجزم في تحديد تاريخ ميلاده -عليه الصلاة والسلام- بدقة.[2]

ومن الجدير بالذكر أن علماء التاريخ اتفقوا على العام واليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أجمعوا على أنه وُلد يوم الإثنين، وأنه وُلد في عام الفيل، كما بيّن ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى حيث قال في كتابه زاد المعاد: (لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوف مكّة، وأن مولده كان عامَ الفيل)، ووافقه على ذلك ابن إسحاق حيث قال: إنه ولد في عام الفيل، وقال ابن كثير بأن هذا الرأي هو المشهور عند الجمهور، وثمة عدد من الأقوال المخالفة التي تفيد بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- وُلد بعد عام الفيل بعشر سنوات، أو ثلاث وعشرين سنة، أو أربعين سنة، وفي الحقيقة أن الأقوال المخالفة عاريةٌ عن الصحة فكلها معلولة الأسانيد، والحق أنه ولد في عام الفيل كما بيّن جمهور العلماء، وقد نقل الإجماع على ذلك عدد من العلماء كابن الجزار، وابن القيم، وابن الجوزي، وابن دحية.[2]

وأما اليوم الذي وُلد فيه عليه الصلاة والسلام فهو يوم الإثنين مصداقاً لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن صوم يوم الإثنين، حيث قال: (ذاك يومٌ وُلدتُ فيه. ويومُ بُعثتُ، أو أُنزلَ عليَّ فيه)،[3] ويكمن موضع الخلاف بين العلماء في تحديد الشهر واليوم منه، حيث وردت أقوال عديدة في ذلك، فقد قيل إنه وُلد في بعد مضي ليلتين من ربيع الأول، كما قال ابن كثير رحمه الله: (فقيل لليلتين خلتا منه، قاله ابن عبد البر في (الاستيعاب)، ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني)، وقيل إنه وُلد في الثامن من ربيع الأول.[2]

كما قال ابن كثير في السيرة النبوية: (وقيل لثمان خلون منه، حكاه الحميدى عن ابن حزم، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه التنوير في مولد البشر النذير)، وقيل إنه كان في العاشر من ربيع الأول، كما روى ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر، ونقله ابن دحية في كتابه، ورواه مجالد عن الشعبي، وقيل أيضاً في الثاني عشر من ربيع الأول، ومن أصحاب هذا القول ابن إسحاق، وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عفان عن سعيد عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: (وُلِدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامَ الفيلِ يومَ الإثنينِ الثامنَ عشرَ من شهرِ ربيعِ الأولِ، وفيه بُعِثَ، وفيه عُرِجَ به إلى السماءِ، وفيه هاجرَ، وفيه مات)، وهذا هو قول جمهور العلماء.[2]

بشارات ولادة الرسول

غالباً ما يسبق الأحداث العظيمة إشارات وعلامات تؤذن بقرب وقوعها، وقد سبق مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إرهاصات دلت على نبوته، وكان منها حادثة الفيل؛ حيث حاول أبرهة الأشرم غزو الكعبة المشرفة وهدمها، ولكن الله تعالى أبادهم، وخيب سعيهم، وأرغم أنوفهم، وقد ذكر الله تعالى تلك الحادثة التي سبقت ميلاد رسول الله في القرآن الكريم حيث قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ)،[4] ومن العلامات التي سبقت ولادة الرسول -عليه الصلاة والسلام- الرؤيا التي رأتها أمه قبل ولادته، حيث رأت نوراً يخرج منها عند ولادته أضاءت له قصور الشام، ويوم ميلاده -عليه الصلاة والسلام- ظهر نجم أحمد الذي عرف به اليهود ولادة النبي عليه الصلاة والسلام.[5]

المراجع

  1. ↑ "اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "أقوال العلماء في وقت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وذِكر الراجح منها"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  4. ↑ سورة الفيل، آية: 1-4.
  5. ↑ "إرهاصات وبشارات قبل مولد خير البرية"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2018. بتصرّف.