في أي سنة فرض الحج
وقت فرض الحجّ
اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج، إذ قيل في سنة خمس، وقيل في سنة ست، وقيل في سنة تسع، وقيل في السنة العاشرة للهجرة، وأقربها إلى الصواب القولان الأخيران ، وهو أنه فرض في سنة تسع أو سنة عشر، والله أعلم.
الحجّ
الحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام فيه فضلٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ؛ فالحجّ المبرور هو الذي لا يخالطه شيءٌ من الإثم والذُّنوب والمعاصي، وقد كملت أحكامه، فوقع على الوجه الأكمل، وقيل: هو المُتقبَّل؛ فعلى المسلم إذا استقر عزمه على الحجّ أنْ يتوب من جميع المعاصي، ويخرج من المظالم بردِّها إلى أهلها، ويردّ الودائع والأمانات والدُّيون التي لديه للنَّاس.
كما عليه أن يطلب الحِلّ ممّن بينه وبينه مَظلمة، وعليه أنْ يكتب الوصية ويعهد إلى من يقضي ما لمْ يتمكن من قضائه من الحقوق التي عليه، كما عليه أنْ يؤمن لأولاده وأهل بيته ما يكفيهم من النَّفقة حتى يقفل راجعاً من الحجّ، كما عليه أنْ يحرص على اختيار رفيق السَّفر الصَّالح يعينه ويساعده في حجِّه.
يجب على المسلم الذي يريد أداء الحجّ تصحيح نيّته؛ فيقصد بحجِّه وجه الله تعالى، ويكون رقيق الطباع وحَسن الخُلُق، حيث يجتنب المخاصمة ومضايقة النَّاس في الطُّرُق، ويمسك لسانه عن الشتم والغيبة.
حجّة الوداع
في السَّنة التَّالية لِفرض الحجّ على المسلمين أي في السَّنة العاشرة خرج النّبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكّة لأداء فريضة الحجّ، وهي الحجَّة الوحيدة التي حجَّها الرَّسول الكريم، وسُميت بالوَداع لأنّه عليه السَّلام وَدَّع فيها المسلمين، وألقى خُطبة الوداع التي اشتملت على الوصايا والتَّعليمات الخالدة، وبعد رجوعه من مكّة بفترة وجيزةٍ انتقل عليه السَّلام إلى جوار ربِّه بعد أنْ بلَّغ الرِّسالة وأدَّى الأمانة.