الثقافة الهندية
الثقافة
عند التقاء مجموعة من الأفراد على مساحة من الأرض، فإنهم يبدؤون بالسعي للتطوير وصقل مهاراتهم، وذلك من خلال التجربة وتعلم الأمور الجديدة التي ستميزهم عن غيرهم من الأفراد في أماكن أخرى، وبذلك فسوف يتشكل عندهم إرثٌ غير مادي، حيث سيكون مزيجاً من العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات الدينية واللغة واللهجة والأحكام والقوانين.
بالإضافة إلى الفنون والمبادئ وطريقة اللبس أو الأكل وغيرها من السلوكيات، والأمور المعنوية الأخرى، التي يتم توريثها لأفراد هذا المجتمع جيلاً بعد جيل، لتصبح بصمتهم الخاصة، حيث يطلق على جميع هذه المميزات اسم الثقافة، ولكل دولة في العالم ثقافتها الخاصة، وفي هذا المقال سنتناول الثقافة الهندية.
الثقافة الهندية
تحتوي الهند على أقدم آثار بشرية على مستوى العالم، وهي واحدةٌ من أكثر الدول التي توالت عليها الحضارات المختلفة، فهي مهد حضارة وادي السند التي يرجع تاريخها إلى العام 3000 قبل الميلاد، هذا عدا عن الحضارة الفارسية والإغريقية والآرية والإسلامية وغيرها، وجميعها استقرت في الهند نتيجة لموقعها الاستراتيجي، ومكانتها التجارية والاقتصادية الكبيرة منذ القدم.
لكن فيما يخص الثقافة الهندية، فإن المؤثر الأكبر عليها كان نتيجة للأعمال التي قاموا بها ملوك الإمبراطورية المورية والذين قاموا بترسيخ الهوية الثقافية للهند، من خلال تطوير العلوم المختلفة كالفلسفة والدين والأدب وغيرها، لدرجة أطلق على تلك الفترة بالعصر الذهبي الهندي، وقد تواصل هذا النمو الثقافي بعد أن تم احتلال الهند من قبل المغول، وخاصة في الفترة التي حكم فيها الإمبراطور شاه جهان الذي قام بتشييد تاج محل، ولكن من أكثر ما يميز الثقافة الهندية هو تأثرها بثقافات وحضارات الدول الأخرى، لكن بدون أن يؤثر على موروثها الأصلي.
أقسام الثقافة الهندية
تزخر الحضارة الهندية بالتنوع في مختلف المجالات، التي يمكن اختصارها بالنواحي التالية:
- الدين: ظهرت من القدم في الهند أربعة أديان أساسية وهي: الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية، هذا بالإضافة إلى الديانات التي ظهرت نتيجة الفتوحات والدعوات التبشيرية؛ كالإسلام والمسيحية واليهودية، ولكن تبقى الهندوسية هي التي تحظى بالنسبة الأكبر من التابعين، حيث تتميز الأعياد الدينية في الهند بأنها احتفالات تزخر بالألوان، ويتخللها العديد من الرقصات، ومن أشهر الأعياد في الهند عيد ديوالي، غانيش، بونغال، وبوذا جايانتي وغيرها.
- المطبخ: تعتمد الهند بشكل كبير على الأرز والقمح كغذاء أساسي في يومهم، هذا بالإضافة إلى تميزهم بطعامهم المليء بالتوابل الحارة، ومن أشهرها؛ الكاري والفلفل الأسود.
- الأزياء واللباس التقليدي: يعتبر الساري الهندي اللباس التقليدي للنساء هناك، بالإضافة إلى الدوهتي واللونجي للرجال، حيث تختلف ألوانها وتصاميها بحسب المناسبة أو الحالة الجوية.
- الفنون: مما لا شك فيه بأن الهند متميزة من ناحية الفنون التي تقدمها، سواء كان في الموسيقى، الرقص، الأفلام السينمائية أو حتى الأدب، فبالنسبة للموسيقى الهندية ذات الطابع الكلاسيكي، فقد تم تصنيفها إلى نوعين؛ وهما الهندستانية لأهل الشمال، والكارناتيك لأهل الجنوب، بالإضافة إلى الموسيقى الشعبية، والموسيقى الخاصة بالمناسبات الدينيّة، كما وأن الهنود يمتازون بالرقص كرقصة البانجرا، والبيهو، كاتهاك وغيرها، أما في ما يخص السينما، فهي تعتبر الأكبر على مستوى العالم، حيث يطلق عليها اسم بوليوود، ومن الجدير بالذكر أن في الهند أكثر من 13 ألف صالة لعرض الأفلام، ومن ناحية الأدب فإن من أكبر الشعراء في الهند والعالم هو طاغور.