-

معلومات عن دولة كمبوديا

معلومات عن دولة كمبوديا
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كمبوديا

تقع كمبوديا في جنوب شرق آسيا، ويُمكن اعتبارها أرضاً للسهول والأنهار العظيمة؛ وتقع وسط طرق تجارة برية ونهرية مهمة؛ حيث إنها تشكّل وصلة ربط بين الصين، والهند، وجنوب شرق آسيا؛ الأمر الذي جعل منها مركزاً لنقل الحضارة التي اكتسبتها على مدى ألفي عام من الهند والصين إلى باقي حضارات جنوب شرق آسيا، وتتميزعاصمة كمبوديا بنوم بنه؛ التي تعد واحدة من ضمن عدد قليل من المراكز الحضرية في كمبوديا بتأثرها بالعديد من الثقافات مثل الثقافة الآسيوية، بالإضافة إلى ثقافات فرنسا والولايات المتحدة.[1]

يُمكن اعتبار القرن الثاني عشر العصر الذهبي لكمبوديا؛ حيث إنها وصلت إلى ذروتها آنذاك ممثلة باسم امبراطورية الخمير الكمبودية، وتميزت خلال تلك الفترة ببناء مجمعات المعابد الضخمة المعروفة باسم أنغكور وات، بالإضافة إلى بناء ثوم العاصمة الامبراطورية لأنغكور، ثم تبع ذلك 400 عام من التراجع اصبحت بعدها مستعمرة فرنسية بالإضافة إلى أنها عانت من اضطرابات الحرب واحتلال اليابانيين خلال القرن العشرين ومن ثم عدم الاستقرار السياسي المرتبط بتحقيق استقلالهم، وعانت كمبوديا من مأساة حصلت في الفترة بين عامي 1975م و 1979م، حيث تم قتل أكثر من 1.5 مليون كمبودي بسبب حرب العصابات الشيوعية الريفية.[1]

نظام الحكم في كمبوديا

تُعدّ كمبوديا دولة ملكية دستورية بموجب دستور عام 1993م، ويكون الملك الذي يمثل رمزاً للوحدة والخلود للأمة رئيسا للدولة، أما رئيس الحكومة فهو رئيس الوزراء المنتخب، وتنقسم السلطات الأساسيّة في النظام السياسيّ الكمبودي إلى ثلاث سلطات كما هو مبين بالآتي:[2]

  • السلطة التنفيذية: يتم تشكيل الحكومة التنفيذية من قِبل الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، ويتم تعيين رئيس الوزراء من قِبل الملك؛ بناءً على توصية من رئيس الجمعية الوطنية ونواب رئيسها، ويقوم رئيس الوزراء بعد توليه منصبه بتعيين مجلس وزراء.
  • السلطة التشريعية: تنقسم بدورها إلى قسمين: مجلس الشيوخ والذي يُعدّ المجلس الأعلى للهيئة التشريعية الكمبودية ويضم 61 عضواً؛ الذين يتم انتخاب 57 عضو منهم خلال انتخابات المجالس البلدية وأعضاء الجمعية الوطنية، ويتم تعيين اثنين من قِبل الملك، والاثنان الآخران يتم انتخابهم من قبل مجلس النواب في البرلمان، والجمعية الوطنية والتي تتكون من 123 عضواً، وعند انتخابهم يقضون فترة عضوية تبلغ مدتها خمس سنوات، ويقوم أعضاؤها بانتخاب رئيس الجمعية واثنين كنائبيْن له.
  • السلطة القضائية: تم إنشاء العديد من المحاكم لتشمل كل مقاطعة وبلدية، وأهمها المحكمة الشعبية العليا، وعند وصول سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا عام 1992م، حدثت عدة تغييرات على النظام القضائي في كمبوديا، بما في ذلك إنشاء محكمة استئناف، وقد نتج عن ذلك نظام محاكم ثلاثي الطبقات الذي يتألف من محاكم ابتدائية (محاكم بلدية، أو محاكم إقليمية، أو عسكرية)، ومحكمة الاستئناف والمحكمة العليا، وتغطي المحاكم الإقليمية المقاطعات والبلديات، بينما تختص المحكمة العسكرية بالولاية القضائية على البلد.

علم كمبوديا

يُعرف علم كمبوديا باسم الخمير (بالإنجليزية: Khmer)، وهو أحد الرموز الوطنية للبلاد، وقد اُستخدم لأول مرة عام 1948م عندما كانت كمبوديا تحت الحكم الفرنسي، إلا أنه اُستبدل في عام 1953م عندما حصلت كمبوديا على الحكم الذاتي، وتم استبداله عام 1970م بعد إنشاء جمهورية الخمير، ومن حينها تبنت كمبوديا ستة أعلام وطنية أخرى مختلفة، ثم أعيد تقديمه لاحقًا في عام 1993م تزامنا مع إعادة الملكية في كمبوديا وانتخاب الجمعية التأسيسية للبلاد.[3]

تم تصميم علم كمبوديا على شكل مستطيل أفقي مقسم إلى ثلاثة أجزاء بشكل أفقي أيضاً، ويكون الجزء العلوي والجزء السفلي باللون الأزرق، أمّا المنتصف فهو باللون الأحمر وبسماكة ضعف الجزء الأزرق، وأيضا تتركز صورة بيضاء لمعبد أنغكور وات في منتصف العلم على الشريط الأحمر، ولقد جاء التصميم بهذه الألوان بناءً على المعتقدات الثقافية للبلاد؛ حيث يمثل اللون الأحمر شجاعة الأمة الكمبودية، ويمثل أيضًا ديانة كمبوديا البوذية، واللون الأبيض يمثل أيضًا المعتقدات الدينية للبلاد، أمّا اللون الأزرق فيمثل شعوراً بالإخاء، والتعاون، والوحدة بين الشعب الكمبودي، ومن الممكن أيضًا أن يمثل ملكية مملكة البلاد.[3]

جغرافية كمبوديا

الموقع الجغرافي والتضاريس

تقع كمبوديا التي تبلغ مساحتها الإجمالية 181,040كم2 في جنوب شرق آسيا على ساحل خليج تايلاند التي تحدها من الغرب، وتحدها من الشمال جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، ومن الشرق فيتنام، وتشترك كمبوديا مع الدول التي تحدها بالإضافة إلى الصين وميانمار في حوض نهر ميكونغ، أما بالنسبة لموقعها الفلكي فتقع كمبوديا في نصفي الكرة الشمالي والشرقي وعلى دائرة عرض 12.5657 شمالاً، وخط طول 104.991 شرقاً، ويجدر بالذكر أن الأسطح المائية تغطي ما نسبته 2.2% من المساحة الكلية لكمبوديا، بما في ذلك بحيرة تونلي ساب (بالإنجليزية:Tonle Sap)، وتحتوي كمبوديا أيضاً على هضاب في الشرق، وعلى السهول المتواصلة التي من أهمها سهل بحيرة تونلي ساب، ويقع نهر ميكونغ في وسط كمبوديا، أما جبال الهيلدون فهي تقع بالجزء الجنوبي الغربي من البلاد.[4][5]

المناخ

يتأثر مناخ كمبوديا بعدة عوامل مختلفة من ضمنها موقعها بين المناطق المدارية والرياح الموسمية، وتتصف بمناخ استوائي موسمي، وتمتاز بفصلين متميزين: موسم الجفاف؛ الذي يرتبط بالرياح الموسمية الشمالية الشرقية ، ويكون الهواء خلاله أكثر جفافاً وبرودةً، ويمتد من شهر تشرين الثاني إلى شهر نيسان، أمّا الموسم الثاني فهو الموسم الرطب؛ إذ يتم هطول الأمطار التي تأتي إلى حد كبير من الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من المحيط الهندي، ويمتد من شهر أيار إلى شهر تشرين أول، ويبلغ هطول الأمطار ذروته في هذا الموسم في الأشهر حزيران، وأيلول، وتشرين أول، إلا أن هطول الأمطار يختلف على نطاق واسع من سنة إلى أخرى.[4]

سكان كمبوديا

يبلغ عدد سكان كمبوديا حوالي 16,585,641 نسمة بحسب احصاءات أواخر العام 2019م، وتحتل كمبوديا بهذا الرقم المرتبة 70 في قائمة البلدان حسب عدد السكان، وتشكل ما نسبته 0.21٪ من إجمالي عدد سكان العالم؛ وتبلغ الكثافة السكانية فيها نحو 93 شخصاً لكل كيلومتر مربع، ويتمركز حوالي 23.8٪ من اجمالي عدد السكان في المناطق الحضرية، أما متوسط العمر الحالي لسكان كمبوديا فيبلغ 24.3 سنة.[6]

تُعدّ البوذية الديانة الرسمية في كمبوديا وفقا للدستور؛ والتي تشجعها الحكومة من خلال الاحتفالات، والتدريب الديني، والتعليم البوذي في المدارس العامة، والدعم المالي للمؤسسات البوذية؛ وبالرغم من ذلك فإنّ القانون ينص أيضاً على حرية المعتقد والعبادة الدينية، بشرط ألّا يتعارض ذلك مع معتقدات الآخرين ودياناتهم ولا ينتهك النظام العام والأمن.[7]

اللغة في كمبوديا

تُعد لغة الخمير اللغة الرسمية في كمبوديا، ويتحدث بها معظم سكان البلاد، ويعود أصلها إلى لغة محلية صادرة من عائلة مون خمير، ومن اللغتين الهنديتين القديمتين بالي والسنسكريتية؛ التي يمكن ملاحظة بعض الكلمات المشتقة منها في اللغة المكتوبة والأدب الرسمي وكذلك الشعر، وتضم اللغة الكمبودية عدداً صغيراً من المفردات المستعارة من اللغات الصينية، والتايلاندية، والفيتنامية، والفرنسية، والإنجليزية أيضاً، ويجدر بالذكر أن الخمير ليست لغة نغمية مثل اللغات الأخرى، وهذا يفسر سبب وجود صعوبة لدى الطلاب الكمبوديين في تطوير اللغة الإنجليزية الواضحة النطق لديهم.[8]

الثقافة في كمبوديا

كانت الثقافة الكمبودية والتعبير الفني؛ معتمدة على تاريخ البلاد وفخر الكمبوديين بها حتى عام 1970م، بما في ذلك الوجود القديم للبوذية وربط الأجداد بإمبراطورية الخمير من العصور الوسطى والتي تعرف أيضًا باسم أنغكور، ومع ذلك وبعد الأعمال التي ارتكبها نظام الخمير الحمر خلال السبعينيات، شهدت كمبوديا إحياء للقيم والممارسات الثقافية التقليدية بينما لا تزال تتعامل مع إرث نظام الخمير الحمر، ويُعتبَر مجتمع كمبوديا مجتمع متجانس، حيث حدد 97.6٪ من الكمبوديين أنهم من امبراطورية الخمير، ويُستخدم عادة مصطلح "الخمير" للإشارة إلى اللغة الكمبودية، والناس والثقافة مما يشير إلى أن الخمير يُعتبر هوية عرقية ولغوية أكثر من كيان سياسي، وتُعتبر المبادئ البوذية مثل التسامح والهدوء وتحمل المسؤولية عن أفعال الفرد هي قيم موجودة في جميع أنحاء الثقافة الكمبودية.[9]

تمثل فترة الخمير الحمر فترة مظلمة بالنسبة لمعظم الكمبوديين، فقد كان الهدف الرئيسي للنظام بقيادة بول بوت هو خلق مجتمع اشتراكي تم فيه القضاء على التأثيرات الحديثة لسكان الحضر، وأُجبِر معظم الكمبوديين على إخلاء المناطق الحضرية إلى معسكرات العمل في ريف كمبوديا من أجل العمل في الزراعة، وقد تم تدمير العديد من القطع الأثرية للتراث الكمبودي والتاريخ مثل الكتب التاريخية والملفات والأعمال الفنية والأدب والمعابد الدينية خلال هذه الفترة، ولا تزال الآثار المترتبة على النظام قائمة حتى اليوم.[9]

التعليم في كمبوديا

أولت كمبوديا اهتماماً كبيراً بالتعليم وخصوصاً في بنوم بنه العاصمة الكمبودية وكان من ضمن أولوياتها التعليم الابتدائي، ولهذا فقد صبت وزارة التعليم مساعيها لتشكيل نظام تعليمي يوفر نتائج عادلة وممتازة لجميع الأطفال والشباب ويدعم الخدمات التي تقدمها الدولة؛ ولذلك تم الانضمام إلى برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي يهدف إلى تقييم النظم التعليمية في أنحاء العالم من خلال تقييم الطلاب الذين اقتربوا من نهاية التعليم الأساسي، وأعادت كمبوديا فتح المدارس الثانوية ومؤسسات التعليم العالي في الفترة اللاحقة للعام 1979م ولاقت اقبالاً كبيراً من الشباب على المؤسسات التعليمية من مدارس وكليات؛ على الرغم من النقص الشديد في الأموال والموارد اللازمة للتعليم بالإضافة إلى الموظفين والمعلمين المدربين.[10][11]

تضمُّ العاصمة الكمبودية بنوم بنه جميع مؤسسات التعليم العالي مثل الجامعة الملكية بنوم بنه التي تأسست في عام 1960م، بالإضافة إلى المعهد البوذي الذي تم تأسيسه في عام 1930م، كما تضم ايضاً الاكاديمية الملكية لكمبوديا والتي تم انشاؤها في عام 1965م، وتجدر الاشارة إلى أن الغالبية العظمى من ملتحقي مؤسسات التعليم العالي هم من الذكور، الا أن حوالي ثلثي الاناث في كمبوديا يعرفون القراءة والكتابة.[11]

السياحة في كمبوديا

أدى الاستقرار السياسي والاقتصادي خلال السنوات القليلة الماضية إلى ازدهار قطاع السياحة في كمبوديا، كما ساهمت الزيادة الكبيرة في عدد السياح بالأخص الصينيين إلى كمبوديا في نمو هذا القطاع؛ حيث بلغ عدد الوافدين الأجانب حوالي 6.2 مليون زائر في عام 2018م وفقا للتقارير الصحفية، ويقصد أغلب السياح المجمع التاريخي والثقافي في أنكور وات، بالإضافة إلى الشواطئ في مدينة سيهانوكفيل الجنوبية، ويتوقع أن تستمر زيادة السياح مع فتح مناطق جذب جديدة في أجزاء مختلفة من كمبوديا، فقد تم توسيع المطار في مدينة سيهانوكفيل الساحلية الجنوبية لاستيعاب الطائرات الكبيرة للزائرين الصينيين، وتمت الموافقة على العديد من مشاريع تطوير المنتجعات لجزر كمبوديا، والساحل الجنوبي، والمناطق الجبلية، وأيضا وافقت الحكومة على بناء مطار جديد خارج بنوم بنه، وإضافة إلى ذلك تتطلع الحكومة إلى زيادة السياحة البيئية والاستفادة من الموارد الطبيعية مثل الجبال، والأنهار، والبحيرات، والشلالات، وأنواع الحيوانات النادرة مثل الدلافين في نهر ميكونج.[12]

تمتاز كمبوديا بتاريخ غني ومهم يتضح من وجود المعابد الرائعة وغيرها من الهياكل من الإمبراطوريات السابقة التي حكمت البلاد، وتشتهر بالمعالم الطبيعية والتنوع البيولوجي المميز، وفيما يأتي بعض المناطق الجاذبة للسيّاح:[13]

  • سيام ريب (بالإنجليزية: Siem Reap): تُعد بمثابة بوابة إلى معبد أنغكور وات، وهي عاصمة مقاطعة سيام ريب في كمبوديا، وتحتوي على المباني ذات الطراز الاستعماري والصيني، والمتاحف، والقرى الثقافية، ومحلات الحرف اليدوية التقليدية، وغيرها، بالإضافة إلى عروض الرقص التقليدية.
  • معبد برياه فيهيار (بالإنجليزية: Preah Vihear ): يعود أصله إلى إمبراطورية الخمير، ويقع في جبال دانكيرك، وصنف كموقع تراث عالمي لليونسكو في عام 2008م.
  • سيهانوكفيل (بالإنجليزية: Sihanoukville): تشتهر هذه المدينة بالشواطئ والأغوار الساحلية بتنوعها الحيوي المميز، ويُعتبر ميناء سيهانوكفيل المستقل مركزاً رائداً للتجارة والصناعة في البلاد.
  • منطقة تونلي ساب (بالإنجليزية: Tonlé Sap): تضم بحيرة تونلي ساب، وهي بحيرة عَذبة، ونهر بطول 120كم، وتُعدّ جزءاً من السهول الفيضانية الشاسعة لنهر الميكونج، وتحتوي على عدد كبير من الطيور المهاجرة مثل: البجع ذو البقع المرقطة، وفلوري البنغال، والنسر ذي الرأس الرمادي، وأيضا تحتوي على بعض أنواع الزواحف والثعابين والأسماك؛ ولهذا تم تصنيف المنطقة كمحمية حيوية لليونسكو في عام 1997م.
  • المعبد الفضي (بالإنجليزية: Silver Pagoda): يضم تماثيل رائعة لبوذا، ومن بينها تمثال بوذا الكريستالي الأخضر الصغير وتمثال ذهبي بالحجم الطبيعي لبوذا، ويستخدم حاليًا كمكان لجذب السياح كما أن له أهمية أيضاً في العديد من الاحتفالات الملكية والوطنية في كمبوديا.
  • كراتي (بالإنجليزية: Kratié): تُعدُّ بلدة صغيرة تقع شرق كمبوديا على ضفاف نهر الميكونج، وتمتاز بجمالها الخلاب وثقافتها الفريدة، وتحيط بها الهياكل الاستعمارية الفرنسية.
  • بانتاي سري (بالإنجليزية: Banteay Srei): وهو معبد كمبودي يعود للقرن العاشر، ويُعتبر جوهرة فن الخمير لجماله الرائع، وقد تم بناء المبنى من الحجر الرملي الأحمر، وتم نحته بشكل متقن.
  • أنغكور (بالإنجليزية: Angkor): تشتهر أنغكور التي كانت عاصمة إمبراطورية الخمير بمجمع المعبد الهندوسي الكبير في أنغكور وات، وتقع وسط الغابات والأراضي الزراعية بالقرب من مدينة سيام ريب في كمبوديا، وتجدر الاشارة إلى أن المعبد تم تصنيفه كموقع للتراث العالمي لليونسكو.

اقتصاد كمبوديا

واجهت كمبوديا على مدار العقدين المنصرمين ما يسمى بالمرحلة الانتقالية الكبيرة، والتي كان من أبرز ملامحها انخفاض معدل دخل الفرد الكمبودي؛ إلا أنها تطمح إلى تحسينه والوصل به إلى مستويات أعلى بحلول العام 2030م، ومما ساهم في الحفاظ على معدل نمو في الاقتصاد الكمبودي في الفترة الممتدة من عام 1998م إلى 2018م وبنسبة 8% هي الإيرادات المتأتية من صادرات الملابس بالإضافة إلى ايرادات السياحة؛ الأمر الذي جعل اقتصادها من أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم، أما بحلول العام 2019م يلاحظ تباطؤ قليل في معدل النمو الاقتصادي بحيث تشير التوقعات بأنه سوف يستقر عند نسبة 7% في نهاية العام.[14]

وفقاً للتقديرات الرسمية؛ فقط طرأ تحسن ملحوظ فيما يخص معدلات الفقر في كمبوديا؛ حيث بلغ معدل الفقر حوالي 13% في عام 2014م مقارنةً بنسبة تجاوزت ال 47% في عام 2007م، وتجدر الإشارة إلى أن معظم الفقراء يعيشون في المناطق الريفيّة بنسبة تصل إلى 90%، وعلى الرغم من تحقيق كمبوديا هدفها التنموي المتمثل بخفض نسبة الفقر إلى النصف في العام 2009م، إلا أن هنالك ما يقارب 4.5 مليون شخص في كمبوديا يُعدّون شبه فقراء.[14]

لا تزال كمبوديا تصبُّ مساعيها في تحسين الفجوة الموجودة في بنيتها التحتية وذلك عن طريق الاستفادة من ربط المناطق ببعضها وزيادة الاستثمارات في البنى التحتية للمناطق الريفية والحضرية، بالإضافة إلى انها تطمح على المدى البعيد إلى توسيع استخدام التكنولوجيا وتعزيز ريادة الأعمال وتنمية مهارات جديدة تناسب متطلبات سوق العمل، وذلك كله للالتقاء بهدف كمبوديا المتمثل في تحقيق الزيادة في متوسط دخل الفرد بحلول العام 2030م.[14]

عملة كمبوديا

يعتبر الدولار الأمريكي هو العملة الرئيسية المستخدمة في كمبوديا؛ إذ تتعامل الفنادق، والمحلات التجارية، والمطاعم، بالدولار الأمريكي، ويتم استخدام الريال الكمبودي فقط كتغيير بسيط بمعدل حوالي 4000 ريال/ دولار أمريكي واحد؛[15] وعلى الرغم من أن كمبوديا لم تقم باعتماد الدولار الأمريكي أو غيره من العملات الأجنبية كعملة للدولة للمعاملات، إلا أنها خلال العقد الماضي، أصبحت واحدة من أكثر الدول التي يمتاز اقتصادها بعملة الدولار في العالم.[16]

أشهر المأكولات في كمبوديا

إنّ ثقافة المطبخ الكمبودي لا تقل أهمية عن حضارة كمبوديا، ومن الأطباق المحلية الشهيّة المشهورة في كمبوديا:[17]

  • أموك (بالإنجليزية: Amok): يُعدّ الطبق الوطني لكمبوديا والأكثر أصالة، وهو عبارة عن مزيج من سمك النهر الطازج، وكريمة جوز الهند، والزنجبيل، والكركم، والليمون، ويُطبَخ على البخار في أوراق الموز ويقدم مع الأَرُز، ولكن ما يميز نكهته وجود معجون الكاري محلي الصنع.
  • كوي تيف (بالإنجليزية: Kuy teav): يعدّ طبق الفطور الكمبودي الأكثر شعبية، ويتكون من مرق غني مصنوع من الحبار المجفف، والشعيرية، وقطع من الجزر، والبَقْلة، واللفت، وأحيانا يتم إضافة القريدس من نهر الميكونغ، واللحم البقري من قبل المطاعم.
  • نوم بانغ (بالإنجليزية:Num pang): يُعتبر الساندويش التقليدي في كمبوديا، ويتم حشو قطع مختلفة من اللحوم والخضروات الطازجة مثل الخيار والجزر داخل الرغيف الفرنسي، وهي اختيار مناسب للعمال الكمبوديين.
  • الحبار المشوي (بالإنجليزية: Grilled squid): يُحَضّر الحبار مع عصير الليمون أو صلصة السمك، ويتم تقديمه مع صلصة كمبودية تقليدية تتكون من الثوم، والفلفل الحار، وعصير الليمون، والسكر، ويتم بيعه بصورة كبيرة في الشوارع المزدحمة.
  • كعك الثوم (بالإنجليزية :Chive cakes): تُعتبر هذه الأكلة من الوجبات المناسبة للأشخاص النباتيين، وتتكون من دقيق الأرز وحليب جوز الهند، ثم تُخلَط وتُقْلى في الزيت الساخن، وأحيانا يتم إضافة اللفت والخضروات الخضراء الأخرى أو صلصة الفلفل الحار.
  • مي تشا (بالإنجليزية :Mee cha): هي عبارة عن شعيرية نودلز الأرز الذي يُقدّم مع البصل الأخضر، والفاصولياء، وأوراق الخضروات، ويمكن أن يتم إضافة الأناناس، والجزر، والبصل، في المطاعم، وأيضا يُعدّ طبقا مناسبا للأشخاص النباتيين.

تاريخ كمبوديا

كان يوجد أعداد كبيرة من الكمبوديين الذين يعيشون في المنطقة المحيطة ببحيرة تونلي ساب في عام 800 بعد الميلاد، وكان منهم من يعمل بجِدّ، وأصبح حكامهم أقوياء، وسُمّيت الفترة بين عامي 802م إلى 1431م ميلادي بأنغكور؛ وخلالها حكم ملوك الخمير واحدة من أكبر المناطق في جنوب شرق آسيا، وكان هنالك العديد من الملوك الحاكمين المتدينين خلال فترة أنغكور، وكانت طقوسهم الدينية الهندوسية مهمة جدًا للشعب وللثقافة، مما أدى إلى جعل مملكة الخمير مملكة قوية جدًا، وكان ملك الخمير يربط نفسه بإله هندوسي معيّن، ثم يأمر العبيد ببناء معبدٍ ضخم يشبه الهرم لتكريم الإله ونفسه، والذي يصبح في الأخير بمثابة قبر له.[18]

تم بناء معظم معابد أنغكور من الحجارة، وتحتوي على القصص المحفورة في جدرانها، ولهذا كانت تعتبر هذه المعابد رمز للثقافة الكمبودية، وكان يرى شعب الخمير فترة أنغكور فترة عظيمة في التاريخ، إلى أن تحولت الديانة السائدة لملوك الخمير إلى البوذية، ولم يكن بناء المعالم الضخمة قويًا، فتمّ نقل عاصمة كمبوديا إلى بنوم بنه ، بالقرب من البحر، وأصبحت مجتمعاً بحرياً أكثر من مجتمع زراعي، وفي عام 1431م ، جاء جيش من تايلاند وقام بغزو أحد المعابد والسطو على بعض الكنوز، وبعد مجيء جيوش أخرى، فقد الخمير السيطرة على عاصمتهم.[18]

كانت كمبوديا تحت الحماية الفرنسية لمدة مئة عام (1863م-1953م)؛ وكان الطابع الفرنسي سائدا في المدارس، وكان سكان المدينة على علم بالاتجاهات الفرنسية في الموضة والموسيقى الحديثة، وفي عام 1941م، قرر الفرنسيون مساعدة الأمير نورودوم سيهانوك حفيد آخر ملوك كمبوديا على خلافة جده للعرش والملكية، ولكن بعد حصول كمبوديا على الاستقلال عام 1953م، أراد الملك سيهانوك أن يصبح زعيماً سياسياً حقيقياً للبلاد، وليس زعيم ديني ملكي فقط، ولذلك بعد عامين من ملكه، تنحى من العرش وأصبح سياسيًا.[18]

المراجع

  1. ^ أ ب David P. Chandler, Leonard C. Overton (13-9-2019), "Cambodia"، www.britannica.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  2. ↑ Jennifer Holligan and Tarik Abdulhak (4-2011), "Overview of the Cambodian History, Governance and Legal Sources"، www.nyulawglobal.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "What Do The Colors And Symbols Of The Flag Of Cambodia Mean?", www.worldatlas.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Cambodia", www.fao.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  5. ↑ "Where is Cambodia?", worldpopulationreview.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  6. ↑ "Cambodia Population", www.worldometers.info, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  7. ↑ United States Department of State • Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor, "CAMBODIA 2018 INTERNATIONAL RELIGIOUS FREEDOM REPORT"، www.state.gov, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  8. ↑ Bounchan Suksir, Stephen H. Moore (2010), "Khmer Learner English: A Teacher’s Guide to Khmer L1 Interference"، qa.teacherjohn.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  9. ^ أ ب "Cambodian Culture", culturalatlas.sbs.com.au, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  10. ↑ "Education in Cambodia Findings from Cambodia’s experience in PISA for Development", www.oecd.org,3-12-2018، Retrieved 2-11-2019. Edited.
  11. ^ أ ب "Education", www.britannica.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  12. ↑ "Cambodia - Travel and Tourism", www.export.gov، Retrieved 2-11-2019. Edited.
  13. ↑ Oishimaya Sen Nag (18-5-2017), "The Top 10 Tourist Attractions In Cambodia"، www.worldatlas.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت "The World Bank In Cambodia", www.worldbank.org, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  15. ↑ "Cambodia", www.gov.uk, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  16. ↑ Reza Y. Siregar, Narith Chan (2014), Factors behind Foreign Currency Holding by Household in Cambodia, Australia: australian national university, Page 1. Edited.
  17. ↑ Lauren Melnick (2018), "Cambodian Cuisine: 10 Unique Dishes You Must Try"، www.gvi.co.uk, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  18. ^ أ ب ت "Cambodian History", seap.einaudi.cornell.edu, Retrieved 2-11-2019. Edited.