معلومات عن قيام الاتحاد في الإمارات
الاتحاد الإماراتي
تعتبر دولة الإمارات العربيّة المتّحدة حالياً جزءاً لا يتجزّأ من الإقليم المعروف تاريخيّاً باسم إقليم عُمان، وقد خضع للاحتلال البريطانيّ خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، فيما اعتبرت بريطانيا كلّ مستعمراتها جزءاً لا يتجزأ من إمبراطوريتها العظمى، وعلى الرغم من ذلك فإن فطنة حاكم إمارة أبو ظبي أوعزت إليه المبادر لإقامة اتحاد يكفل توازن المنطقة سياسياً واستراتيجياً بعد زوال الاستعمار، وسنتحدث في هذا المقام عن مراحل إقامة الاتحاد.
مراحل قيام الاتحاد في الإمارات
- لمعت فكرة إقامة اتحاد تعاوني بين دول المنطقة عام 1968م لدى الشيخ زايد بن آل نهيان، وذلك إنطلاقاً من قرب حلول عام 1971 كآخر عام حدّدته بريطانيا لتصفية وجودها في المنطقة.
- في الثامن عشر من شباط فبراير لعام 1968م عقد الشيخ زايد اجتماعاً سرياً أولياً مع حاكم إمارة دبي الشيخ راشد بن آل مكتوم، وقد تم هذا الاجتماع في منطقة حدودية بين الامارتين تعرف بمنطقة السميح، وهنا لا بد من التنويه أن الاجتماع كان سرياً؛ لأنّ بريطانيا لم تكن منسحبة فعلياً من البلاد، وأن انسحابها فجأة سيولد خللاً استراتيجياً ساسياً واقتصادياً في المنطقة، فأراد الشيخ زايد الامساك بزمام الامور خشية تدهورها.
- كان من بين المستعمرات المنوي إخلاؤها كل من: أبو ظبي، ودبي، ورأس الخيمة، والفجيرة، وعجمان، وأم القوين، والشارقة، وقطر، والبحرين، وعليه فقد تم توجيه برقيات دعاوٍ إلى حكام المناطق المذكورة سابقاً، وذلك بهدف إقامة اجتماع موسع يتم فيه تدارس ثلاثة أفكار رئيسيّة وجوهريّة هي الجيش، والاقتصاد، والدستور.
المشاكل التي واجهت قيام الاتحاد في الإمارات
على الرغم من الاتفاق الوردي بين الإمارات التسع في سبيل تشكيل لجنة خاصّة لدراسة الدستور المقترح، إلّا أنّ الخلافات شبّت بعد تعدّد وجهات النظر بين الحكام، وكانت أبرز مواطن الخلاف تدور حول موضعين رئيسيين هما:
- موقع عاصمة الاتحاد الاماراتي وكيفية اختيارها.
- آلية تمثيل الدول الأعضاء في المجلس.
إصرار الشيخ زايد على إقامة الاتحاد في الإمارات
بعد ظهور التحديات الكبيرة والتي شكلت عقبة حقيقة أمام فكرة الاتحاد، تكاتفت الصعوبات بعد أن أعلنت البحرين عن نيتها بالاستقلال، ثمّ تبعتها قطر، ولكن الشيخ زايد لم ييأس، وظلّ مرابطاً على فكرة إقامة اتحاد ولو بين امارتين، واكمل المسير على النحو التالي:
- عقد اجتماع ضم حكام الامارات السبع، وأجرى مباحثات حقيقية لتحقيق أمله المنشود بيد أن حاكم غمارة رأس الخيمة لم يعلن انضمامه.
- في اليوم الثاني من شهر كانون الأول ديسمبرلعام 1971م توصل الحكام إلى قرار تاريخي، وتوجت جهود الشيخ زايد بإقامة الاتحاد رسمياً، فانتخب رئيساً، والشيخ راشد نائباً له، ثم رحبت الحكومات والشعوب بهذا الاتحاد، وانضم إلى مجلس الأمن الدولي ليكون العضو 132.
- في العاشر من شباط فبراير قرر اكم إمارة رأس الخيمة الانضمام إلى الاتحاد، والموافقة على الدستور، وأجمع الاتحاد على قبول عضوية الإمارة على الرحب والسعة.