-

تفسير ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره

تفسير ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تفسير الآية

قال تعالى في محكم تنزيله: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)،[1] وهنا يُبيّن الله عز وجل أن من يعمل خير ولو بوزن ذرّة فإنّه سيلقى الأجر والثواب في الآخرة، ويُقابله من يعمل وزن ذرة من الشر فسينال الجزاء والعقاب، وفي ذلك حث للناس لعمل الخير وطاعة الله تعالى، والبعد عن حدوده ومعصيته، وقد قال أهل التفسير ما من عمل يقوم به مؤمن أو كافر في الحياة الدنيا سواء أكان خيراً أم شراً، إلّا أراه الله عمله في الأخرة، فيُغفر للمؤمن سيئاته ويُعذّب الكافر بما قدّم، فيما قالت طائفة أخرى من المفسرين أن الله يُعجّل عقوبة سيئات المؤمن في الدنيا بأهله وماله ونفسه، فإذا مات لا يكون عنده ذرة من شر، ويؤخر حسناته إلى يوم الحساب، أمّا الكافر فيُعجّل الله ثواب حسناته في الدنيا بزينة حياته فإذا غادرها لا يكون لديه وزن ذرة من خير، ويؤخر عقاب سيئاته إلى الآخرة.[2]

سبب نزول الآية والدرس المستفاد

يقول بعض المفسرين أن هاتين الآيتين نزلت في رجلين، كان أحدهما إذا ما طلبه سائل خجل في تقديم تمرة أو كسرة خبز له؛ لقلّته، فيقول ما هذا بشيء أقدمه للسائل فالجزاء على العطاء، أمّا الرجل الثاني فكان يتساهل بالذنوب الصغيرة، ويقول إنما وعيد النار بالكبائر فليس علي شيء، فنزلت الآيات تحث على عمل الخير والبعد عن الذنوب، فالخير وإن قل يوشك على الكثرة، والشر وإن كان صغيراً فيوشك أن يكبر، وهنا لا بد أن يستفيد المؤمن من الخير ولو كان يسيراً فإن الله تعالى حافظه وعارضه عليه يوم القيامة، وهذا يدل على كرمه تعالى فمهما عصاه المؤمن، فإنه لا يُضيع عليه أجر عمل خير ولو بمثقال ذرة.[3]

نظرة في سورة الزلزلة

سورة الزلزلة مدنية النزول وعدد آياتها ثمان، حملت في ألفاظها صيحة عظيمة وزلزال يهز القلب والأرض، فلا يكاد الإنسان يفيق من رعب الزلزال حتى يواجه يوم القيامة بما يحمله من حساب وجزاء في مشهد يخلع كل فؤاد ويهز كل ثابت وكيان،[4] فقد اشتملت السورة على أحكام الآخرة وما به من إخراج لما تحمل الأرض في أعماقها، وما بها من أهوال ويوم الوعيد، وتأكيداً على بعث الناس ونشورهم، فعودة البشر ثابتة لخالقهم جلّ وعلا، فمن عمل خيراً سيرى الأجر والثواب، ومن عمل شراً سيرى الحساب والعقاب.[5]

المراجع

  1. ↑ سورة الزلزلة، آية: 7-8.
  2. ↑ "التفاسير"، www.altafsir.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "تفسير القرآن"، library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 93-94، جزء 12. بتصرّف.
  5. ↑ سعيد حوّى (1424 هـ )، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 6632، جزء 11. بتصرّف.