تفسير ظاهرة مثلث برمودا
مثلث برمودا
أشارت دراسات وأبحاث تم إجراؤها في القرن العشرين إلى أنّ منطقة مثلث برمودا ذات خطورة عالية، ومن جهة أخرى فنّدت خفر السواحل للولايّات الأمريكية المتحدة حقائق تؤكّد أنّ هذه المخاطر المذكورة مزعومة، وأنّها لم تُسجّل حالات كثيرة لاختفاء طائرات وسفن في هذه لمنطقة، وأنّ خطورتها كغيرها من المسطّحات المائيّة والمحيطات.
موقعه
يُطلق على مثلث برمودا عدة مسميات ومن بينها مثلث الشيطان، وباللغة الإنجليزيّة (Bermuda Triangle)، ويحتلّ موقعاً جغرافيّاً في المحيط الأطلسيّ بين منطقتَي برمودا وبورتوريكو، وتتّخذ هذه المنطقة شكل المثلث المتساوي الأضلاع، ويصل طول كلّ ضلع تقريباً إلى نحو ألف وخمسمئة كيلومتر تقريباً، وتبلغ مساحته الإجماليّة حوالي مليون كيلومتر مربّع.
أمّا منطقة برمودا ككّل فإنّها تتّخذ موقعاً لها في الجهة الغربيّة للمحيط الأطلسي، بالقرب من الساحل الجنوبيّ الشرقيّ لولاية فلوريدا، ويحتضن مثلث برمودا كلّاً من فلوريدا، وجزر برمودا التابعة لبريطانيا، وجزر البهاما، ويعدّ مثلث برمودا الأكثر عمقاً في المحيط الأطلسيّ، واستمدّ المثلث اسمه من جزر برمودا التي يبلغ عددها ثلاثمئة جزيرة.
حقيقة ظاهرة مثلث برمودا
شغلت ظاهرة مثلث برمودا الأوساط العلميّة والصحفيّة وأثارت ضجيجاً عالياً، وتضاربت الآراء والأفكار والحقائق حول ما يحدث في مثلث برمودا، إلا أنّ خفر السواحل الأمريكيّة قد أكدت استناداً لإحصائيّات أعدّتها شركة لويدز لندن المتخّصصة بسجلات الحوادث أنّ لغز مثلث برمودا قد اختفى تماماً؛ نظراً لعدم ظهور أدلّة أو براهين تدّل على غموضه، وكان من أهمّ البحوث التي عُنيت بهذا الأمر بحوث كوش، التي توصّلت إلى أنّ أبحاث سابقة قادت إلى أخطاء وتناقضات كبيرة، وأكّدت بحوثه إلى أنّ معظم الكوارث التي ذُكرت ونُسبت إلى مثلث برمودا هي في الواقع قد وقعت خارجه، وليس له أيّ صلة بها، وتوصّل بحث كوش إلى:
- الظروف الجويّة: حيث إنّ الباحثين والكتّاب لم يرد ضمن دراساتهم أيّ ذكر للعواصف والرياح العاتية، التي يكون لها الأثر في وقوع الكوارث، لذلك فإنّه قد توصّل إلى أنّ هذه المنطقة لم تُسجّل عدداً كبيراً من ضياع السفن والطائرات، بشكل ملحوظ أكثر من غيرها.
- المبالغة: أكّد كوش في بحوثه ودراساته أنّ معظم المعلومات التي تم تضمينها في الأبحاث كانت مبالغاً بها لدرجة كبيرة.
- اعتبر كوش أنّ ظاهرة مثلث برمودا عبارة عن أسطورة خرافيّة، من نسج خيال الكتّاب، استخدموا بها أسلوب التشويق والإثارة.
تفسيرات هذه الظاهرة
وتالياً بعض التفسيرات التي اعتمدها الباحثون فيما يتعلّق بظاهرة مثلث برمودا، وما شاع حوله:
- أخطاء البوصلة: أشار بعض الباحثين إلى أنّ المنطقة التي يقع فيها مثلث برمودا هي منطقة ذات طاقة غير عاديّة، فتكمن بها قوة مغناطيسيّة فائقة للعادة، أمّا آخرون فقد عزوا أسباب حوادث مثلث برمودا إلى وجود أخطاء في البوصلة المستخدمة من قبل الملّاحة، ولم يكن مستخدمو البوصلة المغناطيسيّة لديهم علم بأنّ الجهة الشماليّة التي تشير إليها البوصلة هي القطب الشماليّ المغناطيسيّ، أمّا القطب الشماليّ الجغرافي فهو باتّجاه الشّمال، على طول سطح الأرض، ويحدث تقابل بينهما في منطقة تجمّعهما.
- أعمال التدمير المقصودة: من الممكن تصنيف ما يحدث للسفن أو الطائرات في تلك المنطقة إلى صنفين هي: أحداث حربيّة، وأحداث قرصنة، ومن الممكن أن تكون السفن قد تعرّضت للهجوم من قبل غوّاصات خلال الحروب العالميّة الأولى والثانية، أمّا بالنسبة للقرصنة فمن الممكن أن يكون القراصنة قد استولوا على السفن العابرة للبحار بطريقة غير شرعيّة.
- أخطاء بشريّة: من الممكن أن يكون حدوث الكوارث للسفن والطائرات بفعل أخطاء يرتكبها البشر ذاتهم، بغض النّظر إن كانت مقصودة أو غير مقصودة.
- هيدرات الميثان: أشارت إحدى الدراسات التي أجرتها أستراليا إلى وجود احتماليّة بتأثير وجود كميّات كبيرة من هيدرات الميثان، التي تعدّ أحد أشكال الغاز الطبيعيّ على منحدرات القارات، والتي بدورها قد تؤدّي إلى خفض كثافة المياه، وبالتالي إغراق سفن بأكملها، وكما أنّه من الممكن أن تؤدّي انفجارات الميثان الدوريّة إلى إنتاج كميّات ضخمة من الرّغوة على سطح الماء، الأمر الذي يحول دون السّماح للسفن أن تطفو فوق سطح الماء وبالتالي غرقها.
- العواصف الاستوائيّة: سجّلت العواصف الاستوائيّة أوّل حادثة بالتاريخ في عام 1502م حيث عملت على تدمير أسطول الإسبانيّ فرانسيسكو دي بوباديا فتكبّدت خسائر مدمّرة في ذلك الوقت.
- الأمواج المدمّرة: بقيت الأمواج المدمّرة ضمن دوّامة الألغاز الغامضة حتى حلول عام 1995م، إذ كانت تتسبب بغرق العديد من السفن كما ساهم البترول المتسرّب من ناقلاته في تدمير هذه السفن.
- الأهرامات الكريستاليّة: تمكّن عالم المحيطات الدكتور ميير فيرلاج من اكتشاف ظاهرة الأهرامات الكريستاليّة، وذلك باستخدام موجات السونار، فتبيّن له في بداية الأمر وجود هرمين ضخمين، فتبادرت له الشكوك حولهما بأنّهما من الزّجاج، ويقعان على عمق ألفي متر تحت سطح الماء، وبعد البحث المستمرّ توصل العلماء إلى أنّ هذين الهرمين اللذين يبلغ حجمها ثلاثة أضعاف حجم هرم خوفو مصنوعان من الكريستال، وأشار بعض العلماء وفق اعتقاداتهم إلى أنّ مثل هذين الهرمين الضخمين قد تم بناؤهما في الأصل على سطح الأرض، وبفعل التحوّل القطبيّ، الذي خلّف دماراً وانهياراً في القشرة الأرضيّة، وتعاقب الزلازل المدمّرة والتسونامي ساعد على دفن هذين الهرمين تحت سطح الماء.
أشهر حوادث مثلث برمودا
- ثيودوسيا بور ألستون: في أواخر شهر ديسمبر من عام 1812 اختفت سفينة باتريوت، وقد كان مسارها من شارلستون في جنوب كارولينا وصولاً إلى نيويورك، وكان على متنها ابنة نائب رئيس الولايات المتحدة السابق، وسمّيت الحادثة نسبة لها "ثيودوسيا بور ألستون".
- ماري سيلست: يعود اختفاء طاقم السفينة المشهورة ماري سيلست إلى مثلث برمودا، وذلك بعد أن تمّ العثور على السفينة بما حملت من مؤن وماء وما تحمله من شحنة، ما زالت في مكانها، إلا أنّ الطاقم اختفى، ولم يكن لهم أيّ أثر، علماً بأنّهم كانوا من أشهر البحّارة في ذلك الوقت، وتم العثور عليها عند مضيق جبل طارق بالقرب من ساحل البرتغال.
- إلين أوستين: تواردت القصص حول هذه السفينة التي من المفترض أن تكون مهجورة، ويُذكر أنّ قصتها تكرّرت مع طاقمين فازا بها كجائزة، وفي كلّ مرة كان الطاقم الفائز يبحر بها فيختفي الطاقم دون السفينة، إلّا أنّ سجلّات لويدز لندن فتحت تحقيقاً حول الحادثتين، وتبيّن أنّ سفينة إلين أوستين هي بالأساس كانت تُدعى ميتا، وتم إنشاؤها في عام 1854م وتم تسميتها باسم إلين أوستن، ولم تسجّل القوائم أيّ اختفاء أو ضحايا منذ ذلك الوقت.
- دييرنغ: كان طاقم سفينة ضوئيّة قد التقى بالمركبة الشراعيّة كارول دييرنغ، وكان ذلك في الثامن والعشرين من شهر يناير عام 1921م حيث أخبر قبطان المركبة الشراعيّة كابتن السفينة الضوئيّة جاكويسون أنّ مركبته قد فقدت مراسيها، وقد فشلت عمليّة إنقاذها واختفت منذ ذلك الوقت، وتم العثور عليها بعد مرور ثلاثة أيام، مهجورةً في دياموند شولز بالقرب من كارولاينا الشماليّة.
- يو إس إس سيكلوبس: فقدان سفينة يو إس إس سيكلوبس أثناء الحرب العالميّة الأولى من أكثر الحوادث التي أهلكت الأرواح البشريّة في التاريخ الأمريكيّ البحريّ، وكان على متنها آنذاك ما يقارب ثلاثمئة وتسعة أشخاص، وكانت بقيادة ملازم جورج ورلي، ولم يتم العثور عليها إطلاقاً، وقد وُجّهت أصابع الاتّهام إلى أعداء أمريكا كنشاط حربيّ، أو عاصفة قوية أدّت إلى إغراقها.
- الرحلة 19: اختفاء الرحلة 19 من أشهر الرحلات الجويّة المختفية، وأشهر الكوارث الجويّة، ففي عام 1945 أحاط الغموض بحادثة اختفاء خمس قاذفات قنابل للبحريّة الأمريكيّة، بالإضافة إلى طائرة إنقاذ كانت قد لحقت بالقاذفات الخمس للبحث عنها، أي بلغ مجمل الطائرات المختفية ست طائرات، على متنها سبعة وعشرون رجلاً، ولم يكن لهم أيّ أثر، ولحقت بها مجموعة استكشاف محمّلة بثلاثة عشر شخصاً، ولكنّها بعد مضي ثلاث وعشرين ثانية على إقلاعها انفجرت في الجوّ إثر وجود عيوب في خزان الوقود.
- جي-أيه إتش إن بي "نجمة النمر" وجي-أيه جي أر إي "نجمة أرييل"
- دوغلاس دي سي
- كي سي 135