-

مقدمة عن الوطن

مقدمة عن الوطن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المقدّمة الأولى

على هواكَ اجتمعنا أيُّها الوطنُ

كلمة وطن هي كلمة تحمل معانٍ عميقة وعظيمة لا يمكن تصوّرها؛ ففيها يتجلّى معنى الأمان والسكينة، معنى العطاء غير المنقطع، معنى الحبّ غير المشروط، فالوطن هو المكان الذي لن نجد لجماله مثيلًا، إذ يبقى الأفضل في أعيننا وقلوبنا مهما ابتعدنا عنه ومهما دارت بنا الأماكن وبثّت إلينا من حُسنها، فوطننا هو وجهتنا الأولى والأخيرة التي لا نجد عنها تبديلًا ولا تحويلًا.

المقدّمة الثانية

لا يوجد ما هو أهمّ من الماء والهواء للإنسان حتى يستطيع الاستمرار في العيش، إنهما سرّ الحياة، والوطن أيضاً كذلك فلا يقل أهمية عنهما، فهو ما يرتبط به الإنسان ارتباطًا وثيقًا لا ينقطع منذ ولادته وحتى مماته، فمهما ابتعد عن وطنه تبقى روحه معلّقة فيه ويغمره الشوق والحنين حتى يعود بين أحضانه ويلتقي أحبابه ويستعيد كلّ ذكرياته الجميلة التي تأبى مفارقة خياله ووجدانه، فكم تعجز الكلمات عن وصف جمال الوطن وحبّه، يقول الشاعر إبراهيم طوقان:

موطني.. موطني..

الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ

في رُباكْ.. في رُباكْ

والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ

في هواك.. في هواك

المقدّمة الثالثة

كما يُقال: "خبزُ الوطن، خيرٌ من كعك الغربة" فالوطن هو السند الذي نتكئ عليه وقت الصعاب، وهو الأمل الذي يحيي في نفوسنا كلّ جميل وخيّر، فكم منّا جرّب شعور الغربة ووجد أنّه لا مكان أجمل من الوطن؟ فالوطن هو ما ننتمي إليه إلى الأبد، وهو النبض الذي تحيا به القلوب، وهو المكان الذي يجتمع فيه المجد والعزّة، والفخر والحضارة، المكان الذي نبذل الغالي والرخيص في سبيل نهضته والارتقاء به، وهو الذي أحببنا العلم من أجله، لكي نساهم في تطوره ونحفظه ونقدم له الأفضل، فما أغلاك يا وطني على أرواحنا! وما أطهر ترابك!.

المقدّمة الرابعة

سكبتُ أجملَ شعري في مغانيها

هذي بلادي ولا طولٌ يطاولها

مهما تغنّى الشعراء من حُلو الكلام والقصائد يبقى اللسان عاجزًا عن وصف بهائك وعشقك في قلبي يا وطني، ففيك يتجلّى جمال الفجر ونور الشمس الذي يشعّ علينا ويملأ الأركان، ونستيقظ حينها على زقزقة العصافير التي تنادي باسمك، وتطمئنّ بالركون إليك، فأنت يا وطني الفخر والاعتزاز، وأنت تاريخ الأجداد وبطولاتهم، وأنت مسكننا الهانئ الذي يُشعرنا بالطمأنينة ويُبعد عنّا الهموم والأحزان، وفيك ننعم بالخيرات ونجد من الحُسن ما لا نجده في أيّ مكان، فما أعظمك يا وطني، وما أكبر وفائي لك!.