-

هل حليب الصويا مضر

هل حليب الصويا مضر
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حليب الصويا

سُجل أول استخدام لحليب الصويا منذ ما يُقارب 2000 سنةٍ في الصين، ويُعدّ حليب الصويا أول حليب نباتيّ استخدم لتوفير المواد الغذائية حينما كانت إمدادات الحليب غير كافية، بالإضافة إلى استخدامه من قِبل الأشخاص الذين يعانون من متلازمة عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance)، وحساسية الحليب (بالإنجليزية: Milk allergy)، ومن الجدير بالذكر أنّ حليب الصويا يعتبر مصدراً غنياً بالأحماض الدهنية الأحادية والمتعددة غير المشبعة المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، ويحتوي حليب الصويا على مادة الآيسوفلافون (بالإنجليزية: Isoflavones)؛ وهي مادة معروفة بخصائصها الوقائية ضد السرطان، وأمراض الأوعية الدموية، وهشاشة العظام، كما أنّها مسؤولة عن فوائد هذا الحليب بالإضافة إلى بروتينات الصويا المعروفة أيضاً بخصائصها الوقائية والعلاجية للعديد من الأمراض، ويُعدّ حليب الصويا غنياً بالكيميائيات النباتية، مثل: الفايتوستيرول (بالإنجليزية: Phytosterol) الذي يمتاز بتقليل مستويات الكوليسترول في الدم.[1]

مضار حليب الصويا

يرتبط حليب الصويا عند بعض الأشخاص بعددٍ من المخاوف الصحية، وفي ما يأتي بعضٌ منها:[2][3]

  • احتمالية تأثيره في وظائف الغدة الدرقية: حيث وجدت دراسة أن النساء اللواتي تناولنَ كميات كبيرة من الصويا زاد لديهنَ خطر تراكم الهرمون المحفز للغدة الدرقية (بالإنجيلزية: Thyroid-stimulating hormone) الذي يُعرف اختصاراً بـ TSH، إذ إن وجوده بنسب مرتفعة قد يدل على قصور الدرقية، ومن الجدير بالذكر أن الدراسات لم تتوصل إلى النتائج نفسها بالنسبة للرجال، وتجدر الإشارة إلى أنّ استهلاكه بكميات مرتفعة قد يؤدي أيضاً إلى بعض المشاكل بالنسبة للذين يعانون من هذا القصور بالرغم من عدم تشخصيهم به.
  • التعديل الوراثي للكائنات: أو اختصاراً بـ GMOs التي تُعرف بأنها أي كائن سواءً أكان نباتاً، أو حيواناً، أو كائناً دقيقاً تم التعديل في مادته الوراثية بطريقةٍ لا تحدث بشكل طبيعي وذلك بحسب ما بيّنته منظمة الصحة العالمية، وتبين في إحدى المراجعات أنّ استهلاك المواد المُعدلة وراثياً يرتبط باحتمالية الإصابة بأمراض مقاومة للمضادات الحيوية، كما أن هنالك مخاوف تتعلق بسلامة استخدام هذه المواد على المدى البعيد، وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية فإنّ 94% من الأراضي الزراعية لفول الصويا استُخدمت لزراعة فول الصويا المُعدلِ وراثياً في عام 2014 في الولايات المتحدة.
  • عدم احتوائه على كمية وفيرة من الكالسيوم: لذا فإنّه يجب اختيار حليب الصويا المُدعم بالكالسيوم الذي يحتوي على ما يُقارب ثلاثة أضعاف ما يحتويه حليب الصويا غير المُدّعم خاصةً عندما يتعلق ذلك باختياره كبديل عن الحليب البقري بالنسبة للأطفال.
  • مشاكل الحساسية: ففي مثل هذه الحالات فإنّ الجهاز المناعي في الجسم يُميز بروتينات معينة موجودة في الصويا على أنها مواد ضارة، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مناعية مضادة لبروتين الصويا تُدعى بالغلوبيولين المناعي هـ أو اختصاراً IgE؛ إذ إنّها تتعرف على الصويا فور تناولها لتعطي إشارة للجهاز المناعي لإفراز مادة الهستامين ومواد كيميائية أخرى في مجرى الدم تؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسيّ بدرجة بسيطة أو شديدة في أعضاء الجسم المختلفة؛ وظهور أعراض تتراوح بين ما يسمى بمتلازمة حساسية الفم؛ حيث يبدأ الغشاء المخاطي في الفم والحلق بالوخز، والانتفاخ بعد بضعِ دقائقَ إلى ساعاتٍ من تناول الصويا، إلى الإصابة بصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis) التي تكون مصحوبة بصعوبة في التنفس، وهبوط الدورة الدموية.[4][5]

فوائد حليب الصويا

يلجأ الأشخاص لاستهلاك حليب الصويا بسبب معاناتهم من حالات صحية تُؤدي لمشاكل في جهازهم الهضمي، أو لتفضيلهم اتباع نظام غذائي صحي، ومن أبرز الفوائد التي يوفرها استهلاك هذا النوع من الحليب ما يأتي:[2][3][6]

  • صحة القلب: إذ وجدت الدراسات أن تناول الصويا يقلل بشكل كبير من الكوليسترول الكلي، ويزيد من الكوليسترول الجيد، بالإضافة إلى خفض مستوى الكوليسترول الضار الذي يرتبط بتراكم الدهون في الشرايين وتبين أن نسبة الانخفاض الأكبر فيه كانت لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول مقارنة مع الأشخاص الأصحاء، كما أن منتجات الصويا غير المصنعة كحليب الصويا كانت أكثر كفاءة من مستخلصات بروتين الصويا أو المكملات.
  • مصدرٌ غنيٌ بالبروتين: ولذلك فإنّه يمكن تناول حليب الصويا كبديل للحليب البقري الذي يحتوي على بروتين الكازين (بالإنجليزية: Casein)؛ الذي يسبب تفاقم أعراض الحساسية، وزيادة المخاط، ومشاكل في الجهاز المناعي وبخاصة لدى بعض الأطفال الذين يعانون من الربو، أو التهاب الجيوب؛ أو نزلات البرد المتكررة التي تصيب الأذن، ولذا فإنّه يوصى بخفض شربهم للحليب البقري نتيجة للمشاكل المرتبطة بهذا النوع من البروتينات التي لا توجد في حليب الصويا.
  • خالٍ من اللاكتوز: حيث يُعد حليب الصويا بديلاً جيداً للذين يعانون من عدم تحمل سكر اللاكتوز، وذلك لعدم احتوائه على هذا السكر الذي يوجد في الحليب البقري ويؤدي للإصابة بالإسهال، وتكوّن الغازات، والانتفاخ نتيجةً لشربهم أو تناولهم الحليب البقري أو منتجاته.
  • قليلٌ بالسعرات الحرارية: وذلك عند استهلاك كوبٍ من حليب الصويا الذي لا يحتوي على أيّةِ محليات أضيفت خلال عملية التصنيع، بينما يحتوي حليب الصويا المُحلى على ما يُعادل السعرات الحرارية التي يحتويها كوبٌ من الحليب البقري قليلِ الدسم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ حليب الصويا غير المُحلى يمتلك طعماً غير مستساغٍ ويمكن التغلب على هذه المشكلة بشراء الأنواع غير المُحلاةِ ومن ثم إضافة منكهات لها، أو محلياتٍ قليلة السعرات، أو السكريات الصناعية، أو باستخدامه في الوصفات التي عادة ما يضاف لها لإضفاء نكهة على الطبق النهائي.[7].
  • احتمالية تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي: وذلك بالنسبة للأشخاص الأصحاء، أما بالنسبة للمرضى الذين عانوا سابقاً من مرض السرطان فإنّ استهلاكهم لحليب الصويا الذي يحتوي على الآيسوفلافون الذي يؤثر بشكل مماثل لهرمون الإستروجين يسبب نمو أورام الثدي وذلك بحسب الدراسات أجريت على الفئران عام 1998، ولكنّ العديد من الدراسات اللاحقة التي بحثت أثر الصويا على سرطان الثدي وجدت أنّ تناول الصويا يقلل من احتمالية إعادة الإصابة بسرطان الثدي للمرضى الناجين منه، كما أنهم يعيشون لفترة أطول مقارنة بالناجين الذين تناولوا كميات أقلَّ من الصويا؛ وبناءً على ذلك اعتبرت جمعية السرطان الأمريكية والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان أنّ تناول الصويا لمرضى سرطان الثدي يُعدُّ آمناً.[8][9]
  • احتمالية التخفيف من أعراض انقطاع الطمث: حيث إنّه يحتوي على الآيسوفلافون الذي يعمل عمل هرمون الإستروجين المعروف بانخفاض مستوياته خلال انقطاع الطمث مما يؤدي إلى ظهور أعراض، مثل: الهبات الساخنة؛ لذا فإنّ تناول حبوب الصويا قد يُخفف من هذه الأعراض.[10]

القيمة الغذائية لحليب الصويا

بحسب وزارة الزراعة الأمريكية التي يرمز لها بـ USDA فإنّ الكوب الواحد الذي يساوي 240 ميليلتراً من حليب الصويا يحتوي على العناصر الغذائية الموضحة بالجدول الآتي:[11]

العنصر الغذائي
الكمية الغذائية
السعرات الحرارية
101 سعرةٍ حراريةٍ
البروتين
6 غرامات
الكربوهيدرات
12 غراماً
الدهون
3.5 غرامات
الدهون الأحادية غير المشبعة
0.504 غرام
الدهون المتعددة غير المشبعة
0.504 غرام
السكريات
9 غرامات
الفسفور
79 مليغراماً
الحديد
1.08 مليغرام
البوتاسيوم
300 مليغرامٍ
فيتامين د
120 وحدة دولية
فيتامين أ
499 وحدة دولية
فيتامين ب 12
3 ميكروغرامات

المراجع

  1. ↑ Swati Sethi, Sk Tyagi, Rahul Anurag (2-9-2016), "Plant-based milk alternatives an emerging segment of functional beverages: a review", Journal of Food Science and Technology, Issue 9, Folder 53, Page 3408–3423, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Megan Metropulos,Megan Ware (30-12-2017), "Is soy good for your health?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Pros And Cons Of Soy Milk", www.everydayhealth.com, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  4. ↑ "Soy allergy", www.mayoclinic.org,(11-4-2018), Retrieved 1-3-2019. Edited.
  5. ↑ Prof. Dr. med,Dr. h.c. T. Zuberbier (7-2016), "Soya allergy"، www.ecarf.org, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  6. ↑ "Lactose intolerance", www.mayoclinic.org,(21-4-2018), Retrieved 1-3-2019. Edited.
  7. ↑ Laura Dolson (11-12-2018), "Using Soy Milk on a Low-Carb Diet"، www.verywellfit.com, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  8. ↑ "3 myths about soy that you should stop believing right now", www.health24.com,(8-3-2018), Retrieved 1-3-2019. Edited.
  9. ↑ "Soy Milk", www.nutritionfacts.org, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  10. ↑ Melissa Groves (22-11-2018) , "Is Soy Good or Bad for Your Health?"، www.healthline.com, Retrieved 1-3-2019. Edited.
  11. ↑ "Full Report (All Nutrients): 45179321, SOY MILK, UPC: 025293600270"، www.ndb.nal.usda.gov,(10-3-2018), Retrieved 10-3-2019.Edited