-

الإسلام والحياة

الإسلام والحياة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ظهرت في الآونة الأخيرة الدعوات إلى التحرر من سُلطة الدين على الحياة والدعوة إلى فصل الدين عن الحُكم وما شابه ذلك من الدعوات التي وُصِفت بأنّها دعوات علمانيّة، وقد سجّل التاريخ كافّة الأنظمة الوضعيّة والتي تخلّت عن دين الله وبيّن أنّها باءَت بالفشل ولم تدُم إلاّ زماناً يسيرا، بينما الدين ونحنُ نقصد بذلك الإسلام أوجدَ حُلولاً مُتكاملة تتواءم وحياة الناس العامّة والخاصّة. في هذا المقال سنتحدّث عن العلاقة الوثيقة بين الإسلام والحياة.

الإسلام والحياة

جاءِ الإسلام بمنهجٍ وشريعة تدعمُ الروح والجسد معاً، وهيَ بذلك تُعطي الدُنيا حقّها والآخرة الباقية بلا شكّ حقّها، فلم ينظر الإسلام للحياة الدنيا على أنّها دارٌ فانية وبالتالي فلا نهضة ولا عُمران ولا حياة، بل وصفها الإسلام بأنّها مزرعةٌ للآخرة، فهي ميدانٌ للتنافس والبذل وإعمارها وقيامِ العدل فيها، ويدعو الإسلام لأن لا يكون فقيرٌ على وجه الأرض من خِلال أنظمته الاقتصادية التي يعزّ نظيرها في أيامنا هذه.

إنّ من صِفات الإسلام ومزاياه التي لا تنقضي: شموليته وصلاحه لكلّ زمانٍ ومكان، فنُصوص الدين ومصادره الأصيلة من الكتاب والسُنّة تتسع لتشمل كافّة مناحي الحياة، حيث يوجد لدينا ما يُدعى بالفقه وهوَ علمٌ يستنبط الأحكام من مصادرها ويدرس معها طبيعة الحياة وطبيعة الموقف وطبيعة الشعب، فيكون الحُكم مُستنداً على الأدلّة النقليّة بفهم العقل والواقع معاً، وهذا الفقه لهُ تاريخٌ من عهدِ رسولنا عليهِ الصلاةُ والسلام وأجازهُ لأنّ فيه سعةٌ في الأمر وتيسير على الناس.

الإسلام في الحياة الاجتماعيّة

نجد الإسلام يدخل في تنظيم حياتنا الاجتماعيّة والاقتصادية والسياسية؛ فهو يحُضّ على صِلة الأرحام والإحسان إلى الجِوار ولو كانَ بعيداً، ويضعُ الحُقوق الاجتماعيّة والواجبات؛ فللوالدين حقٌّ على الأبناء وعليهما واجبات، وكذلك الزوج تجاه زوجته والعكس، فهي كُلّها أمورٌ اجتماعيّة نظّمها الدين وأوضحَها بكافّة تفاصيلها.

الإسلام في الاقتصاد

نرا الإسلام في الاقتصاد؛ حيث يمنع الإسلام الرِبا ويعتبره جريمةً اقتصادية كُبرى لما له من آثار ماليّة واضحة وخطيرة، وبالمُقابل يُشجّع على الصدقة ويفرض الزكاة التي تكون في أموال الأغنياء للفُقراء، وهذهِ حياةٌ لو طبّقها العالم لم يوجد فقير ولا مُحتاج على وجه الأرض، فأيّ حياة أسمى وأكثر رفاهيّة مع وجود الإسلام العادل. في الشأن السياسيّ نرى الإسلام قد حكمَ العالم قُروناً طويلة وخُصوصاً تلكَ التي طُبّقَ فيها الإسلام كما ينبغي حيث تترجمت الأنظمة الإسلاميّة واقعاً نموذجيّاً ما زالَ العالَم يذكرهُ ولا يجحدهُ، لذا فالإسلام هوَ منهج حياة ولا يتعارض مع حاجات الحياة النافعة التي ترتقي بالحياة ولا تضعها.