-

العدالة والرحمة في الحضارة العربية الإسلامية

العدالة والرحمة في الحضارة العربية الإسلامية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العدالة والرحمة في الحضارة الإسلامية

ضربت الحضارة العربيّة والإسلاميّة عبر تاريخها أروع المثل والنّماذج في تطبيق معاني العدالة والرّحمة بين النّاس، ذلك أنّ تلك الحضارة العظيمة قد استمدت قيمها وخصائصها من خصائص دين الإسلام العظيم، الذي شكّل المرجع لها في جميع جوانبها الرّوحيّة والفكريّة والأدبيّة والمادّيّة.

مظاهر العدالة في الحضارة الإسلاميّة

ولقد تميّزت تلك الحضارة العربيّة والإسلاميّة عن غيرها من الأمم والحضارات أنّها كانت حضارة تستند إلى قيم العدالة والمساواة بين النّاس، فلا فضل لعربيٍ على أعجمي، ولا لأبيضٍ على أسود، ولا لغنيّ على فقير، كما تميّزت تلك الحضارة بأنّها حضارة جاءت لتحقيق الرّحمة بين النّاس، وإنّ من مظاهر العدالة والرّحمة في الحضارة العربيّة والإسلاميّة:

  • القصص الكثيرة التي رويت في التّاريخ العربي والإسلامي وأكّدت معنى العدالة في المجتمع العربي والإسلامي، فلقد وقف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يومًا أمام القاضي شريح بناءً على دعوى تخاصم بينه وبين يهوديّ سرق درعه، ولأنّ عليًا رضي الله عنه لم يأتِ ببيّنةٍ على دعواه فقد حكم شريح القاضي بالدّرع لليهودي، فلم يملك اليهودي بعد أن رأى عدالة الإسلام سوى أن يؤمن بتلك الدّعوة العظيمة، كما روت كتب التّاريخ كيف اقتصّ عمر الفاروق رضي الله عنه من ابن والي مصر عمرو بن العاص حينما ضرب رجلاً قبطيًّا من عامّة الشّعب.
  • تأكيد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على العدالة في تطبيق الحدود والعقوبات بين النّاس حينما جاءه رجلٌ يشفع لرجلٍ في حدّ من حدود الله فقال: (والذي نفسي بيدِه! لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقت لقطعتُ يدَها).

مظاهر الرّحمة في الحضارة الإسلاميّة

  • تأكيد النّبي عليه الصّلاة والسّلام معنى التّراحم بين المسلمين وأهمّيته في أحاديث كثيرة، بل تأكيد الرّحمة بالحيوان والرّفق به وعدم تحميله ما لا يطيق، فقد مرّ النّبي الكريم على جملٍ يذرف الدّموع شاكيًا ظلم صاحبه، فنادى النّبي صاحبه ليعظه بكلماتٍ تؤكّد معاني الرّحمة والإنسانيّة في الحضارة الإسلاميّة.
  • الضّوابط التي وضعتها الشّريعة الإسلاميّة في حالة الحرب، ومنها النّهي عن قتل الأطفال والنّساء رحمةً بالنّاس ورفقًا بمن لا يقاتل.
  • القصص التي تؤكّد معنى الرّحمة في الحضارة العربيّة والإسلاميّة فلقد مرّ عمر الفاروق رضي الله عنه يومًا بشيخٍ يهودي يسأل النّاس، فتألّم لذلك قائلاً والله ما أنصفناك يا رجل، أخذنا الجزية منك شابًا قادراً، ثمّ تركناك وحيدًا في شيخوختك، ففرض له من بيت مال المسلمين ما يكفيه ويسد حاجته في الحياة.