-

خالد بن الوليد

خالد بن الوليد
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

خالد بن الوليد

هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب، يكنّى بأبي سليمان القرشيّ المخزوميّ المكيّ،[1] وأمّا قرابته لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فكانت جدّتاه بنتا عمّ خالد بن الوليد رضي الله عنه، ثمّ أصبح بينهما مصاهرة؛ إذْ تزوّج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي خالة خالد بن الوليد رضي الله عنه،[2]

قُدّر عمر خالد بن الوليد تقديراً؛ إذْ لم تكن العرب تهتمّ بتاريخ ميلاد أطالفهم، فبلغ عند وفاته ستين سنة تقريباً، فقُدّر مولده بنحو أربعين سنة قبل الهجرة النبويّة، وكانت مواصفات خالد بن الوليد الجسديّة تشبه مواصفات عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فكثيراً ما كان يخلط النّاس بينهما إذا تحدّثوا لأحدهما، ونشأ خالد بن الوليد مع أقرانه على تعلّم وممارسة الفروسيّة حتى أصبح من أفضل الفرسان فعلا شأنه بين قومه، ومن صفات خالد بن الوليد:[3]

التّضحية وحبّ الفداء: فرُوي عنه أنّه كان يُفضّل الليلة الباردة الشديدة التي في صباحها لقاء العدوّ على النوم الهانئ وعلى بشارته بالعروس التي يحبّها ويبشّر منها بولد.

الكرم: فكان خالد بن الوليد يُكرم ويُجزل في العطاء لِمن يزوره من أشراف العرب ولو من ماله الخاصّ، حتى لامه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- على ذلك.

الشّجاعة: حيث كان خالد بن الوليد مثالاً في الإقدام والبذل في ساحات القتال بلا خوف ولا وجل.

الحِنكة والذّكاء: فكانت قريش تستفيد من إمكانات خالد بن الوليد لثقتهم بحِنكته، حيث قاد جيش المشركين في غزوة أُحد واستطاع أن يُحقّق النّصر حينها على المسلمين لغفلةٍ منهم، وكان صاحب قرارات سديدة في ظروف المعارك والقتال، ففي أحد الغزوات همّ بالهجوم على المسلمين في وقت صلاة العصر وهم مُصلّون لولا أنّ الله -تعالى- أنزل آيات صلاة الخوف، فلم يستطع أن يميل عليهم حينها.

مواقف خالد بن الوليد

أعلن خالد بن الوليد إسلامه في السّنة الثّامنة للهجرة، وكانت حياته مليئةً بالانتصارات والأحداث العظيمة قبل وبعد إسلامه، وفيما يأتي بيان بعض بطولاته التي قام بها:[4][5]

  • قال المؤرّخون عن خالد بن الوليد أنّه لم يخسر حرباً خاضها قطّ، وأنّه قدّم أعمالاً يستعجب منها العقل؛ كقطع المفازة من حدّ العراق إلى أوّل الشّام في خمس ليال، وفي يوم مؤتة انقطع في يده تسعة سيوف، ولم يبقَ معه إلّا صفيحة يمانيّة يُقاتل فيها، ممّا يدلّ على شجاعته وإقباله على القتال وقوّة ضربته حين يُمسك بالسيف.
  • كان خالد بن الوليد صاحب تكتيك مُحكَم في ساحة القتال؛ ففي يوم مؤتة بعد أن استشهد القادة الثلاثة الذين عيّنهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهم: زيد بن حارثة ثمّ جعفر بن أبي طالب ثمّ عبد الله بن روّاحة، حمّل المسلمون الرّاية لخالد بن الوليد وكان القتال شديداً وكانت الظروف عصيبة على المسلمين؛ إذْ لم يكن أيّ تكافئ بالعدد؛ فكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف وعدد الرّوم مئتي ألف، فأعاد خالد ترتيب الجيش فعكس الميمنة ميسرة وبدّل الميسرة بالميمنة، وأعاد المقدّمة إلى الخلف؛ فظنّ العدوّ أن جيشاً جديداً وصل، فنزلت عزيمة الرّوم وضعفوا بعد شعورهم بوصول المدد، فاستطاع خالد أن ينسحب بالمسلمين دون خسائر.
  • حفر عدوّ المسلمين في فتح الأنبار في العراق خندقاً عظيماً بينهم وبين المسلمين؛ ليمنعوا وصول المسلمين إليهم لقتالهم، فأمر خالد بن الوليد بنحر الجِمال وإلقائها في الخندق فصنع منها جسراً ليعبر الخندق ويصل إلى أعدائه.
  • حبس خالد بن الوليد الماء عن البعير في قطع المسافة بين العراق والشّام بمسافة تسعمئة كيلومتر، مع جيش يُقدّر بعشرة آلاف مقاتل، تحت شمس الظّهيرة وحرارة الصحراء والجوع والعطش، ممّا كان سبباً في نجاتهم من الموت جميعاً، ثمّ أورد البعير إلى الماء حتى شربت كميّة كبيرة ثمّ قطع شفاهها، فلم تأكل فوق الماء شيئاً، فبقي الماء نقيّاً صالحاً للشرب، فقام الجيش بعد ذلك بنحر البعير ليأكلونه ويشربون الماء الذي خزّنه.
  • انتصر خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على نفسه حيث ملأ الإيمان قلبه فكانت انتصاراته لله -تعالى- وحده دون رغبةٍ منه أن يُذكر أو يعلو شأنه بسبب انتصاراته المتتالية، فأحسّ أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّ المسلمين قد يركنوا إلى قائدهم وبسالته وذكائه، ويظنّون أنّ النّصر بيد خالد بن الوليد وينسون فضل الله -تعالى- عليهم، فلذلك بعث إلى أبي عبيدة عامر بن الجرّاح ليقود الجيش عن خالد بن الوليد.

وفاة خالد بن الوليد

خاض خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عدّة غزوات فكان من المُتوقّع أن تكون وفاته استشهاداً في إحدى المعارك إلّا أنّ الله -تعالى- اختار له الوفاة على فراشه في مدينة حِمْص في السنة الواحدة والعشرين للهجرة، وفي لحظاته الأخيرة بكى وتذكّر الوقائع التي خاضها وتمنّيه أن يكون موته في إحداها، لكنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن سأَل الشَّهادَةَ بصِدقٍ، بلَّغه اللهُ مَنازِلَ الشُّهَداءِ، وإنْ مات على فِراشِه)،[6][4] ولم يترك خالد ين الوليد خلفه إلّا غلامه وسلاحه وفرسه، وقال عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- فيه: (قد ثلم الإسلام ثلمة لا ترتق)، وقال فيه أبو بكر رضي الله عنه: (عجز النّساء أن يلدن مثل خالد).[5]

المراجع

  1. ↑ "نسب خالد رضي الله عنه"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-2. بتصرّف.
  2. ↑ "قرابة خالد بن الوليد لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-2. بتصرّف.
  3. ↑ "جوانب من الحياة الشخصية لخالد بن الوليد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "مقتطفات من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "سيف الله المسلول"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-3. بتصرّف.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن حنيف، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.