نقص الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم
الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم
يُزوَّد الجسم بالبوتاسيوم بواسطة إضافته إلى النظام الغذائيّ، وهو أحد المواد الكيميائية المهمّة لوظائف الخلية ويتركز في داخلها، ويُبلغ البوتاسيوم المتاحٌ في مجرى الدّم 2% فقط من إجمالي البوتاسيوم في الجسم، لذلك فإنّ أيّ تغيراتٍ طفيفة في هذه المستويات يمكن أن تؤثر على وظائف الجسم، ويُعتبر الحفاظ على النشاط الكهربائيّ للخلايا إحدى أهم وظائفه، بينما يؤثر انخفاض مستوياته في الجسم بشكلٍ خاص على الخلايا ذاتُ النشاط الكهربائي المرتفع، مثل: الأعصاب، والعضلات بما فيها القلب، أما بالنسبة للصوديوم فإنّ الجسم يحتاجه للعمل بشكل مناسب، ويستخدمه للتحكم بضغط الدم وحجمه، كما أنّ العضلات والأعصاب تحتاجه لأداء وظائفها بشكل مناسب، ويوصى الحدُّ من استهلاك الصوديوم ليبلغ 2,300 ملغرامٍ يومياً، بينما يُنصح الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بتجنب استهلاك ما يزيد عن 1,500 ملغرامٍ.[1][2]
نقص الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم
نقص الصوديوم في الجسم
يحتاج الجسم الصوديوم للتحكم في كمية الماء الموجودة داخل الخلايا وحولها، لذلك إذا انخفضت مستوياته في الدم فإنّه يُصاب حينها بما يسمّى بنقص الصوديوم (بالإنجليزية: Hyponatremia)، وقد تظهر هذه الحالة بسبب بعضِ المشكلات الصحية، أو بعض الأدوية التي يتم تناولها، أو في حال شرب كمية كبيرة من الماء، مما يؤدي إلى انتفاخ الخلايا بسبب ارتفاع كمية الماء في الجسم، والعديد من المشاكل المختلفةِ التي يُعتبر بعضها من الدرجة البسيطة، وأخرى خطيرةٌ تهددُ الحياة، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة الصوديوم الطبيعية في الدم تتراوح بين 135 إلى 145 مكافئ مولي/لتر، وفي حال انخفاضها عن الحد الأدنى فإنّ الجسم يُصاب بنقص الصوديوم في الدم،[3] ويمكن أن تسبب عوامل نمط الحياة، وعدّة حالات نقص صوديوم الدم، وتُبين النقاط الآتية أهمها:[4]
- مشاكل القلب والكلى والكبد: فقد تؤدي هذه الحالات إلى تراكم السّوائل وتميُيع الصوديوم في الجسم، ممّا يُؤدي إلى خفض المستوى الكُليّ له.
- بعض الأدوية: مثل بعض مدرّات البول، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المُسكنة للألم، ويُمكن أن تتعارض هذه الأدوية مع تأثير الهرمونات، ووظائف الكلى التي تُحافظ على تركيز الصوديوم ضمن المعدل الطبيعي.
- متلازمة الإفراز غيرُ الملائم للهرمون المضاد لإدرارِ البول: حيث إنّها تسبب إنتاج مستويات مرتفعة من الهرمون المضاد لمدر البول الذي يُعرف اختصاراً بـ ADH ممّا يُؤدي إلى احتفاظ الجسم بالماء عوضاً عن إفرازه بشكلٍ طبيعي في البول.
- القيء والإسهال المُزمن أو الشّديد وغيرها من أسباب الجفاف: مما يُؤدي إلى فقدان الجسم لبعض الكهارل، مثل: الصوديوم، ويَزيد من مستوى الهرمون المضاد لإدرار البول.
- التغيرات الهرمونية: مثل قصورالغدة الكَظرية (بالإنجليزية: Adrenal gland insufficiency) التي تُؤثر في قدرة الغدد الكظرية على إنتاج الهرمونات التي تُساهم في الحفاظ على توازن الجسم من مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والماء، بينما يُمكن أن يسبب انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية انخفاض مستوى الصوديوم في الدم.
- شُرب كمياتٍ كبيرة من الماء: إذ يمكن أن يؤدي لانخفاض مستوى الصوديوم عن طريق إجهاد قدرة الكلى على إفراز الماء بشكل طبيعي، ولأنّ الجسم يفقد الصوديوم من خلال العرق فإنّ شرب الكثير من الماء أثناء تمارين التّحمل، مثل: الماراثون يمكن أيضاً أن يخفّف من محتوى الصوديوم في الدم.
نقص البوتاسيوم في الجسم
تتراوح المستويات الطبيعية للبوتاسيوم في مجرى الدم من 3.5 الى 5.0 مكافئ مولي/لتر، وتبلغ الكميات المُوصى باستهلاكها منه كلّ يوم والتي يتم التخلص منها أيضاً بواسطة الكلى 270 إلى 390 مليغرام/ديسيليتر، أمّا في حال ارتفاع الكمية التي يتم التخلص منها فإنّ إجمالي البوتاسيوم المُخزن في الجسم سيقل ويؤدي للإصابة بنقص بوتاسيوم الدم،[1] وتعتبر هذه الحالة نادرة وتحدث عند عدم الحصول على كمية كافية من البوتاسيوم، وإن كان النظام الغذائي يحتوي على كميات قليلة منه، ومع ذلك فمن غير المعتاد أن يكون هذا هو سبب نقصه في الدم، لأنّ العديد من الأطعمة تحتوي على البوتاسيوم، كما أنّ الكلى قادرة على الحدّ من إفراز البوتاسيوم إذا لم يحصل الجسم على ما يكفي منه، وقد يفقد الشخص البوتاسيوم بسرعة كبيرة لعدة أسباب، وهي موضحة بالآتي:[5]
- الإسهال المتواصل.
- القيء لمدّة طويلة.
- مشاكل الكلى.
- الآثار الجانية للأدوية المُدرة للبول.
أعراض نقص الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم
أعراض نقص الصوديوم
يُمكن لأعراض انخفاض مستويات الصوديوم في الدم أن تختلف من شخص لأخر، وقد لا يعاني الشخص من أعراض ظاهرة عند انخفاضه تدريجياً في الجسم، أمّا إذا كان الانخفاض في مستوياته بسرعة كبيرة فقد تكون الأعراض أكثرُ حدّة ويُمكن ملاحظتها، لذلك فإنّ قدان الصوديوم بسرعة هو حالة طبيعية طارئة من الممكن أن تُسبب فقدان الوعي، والنوبات، والغيبوبة، وتشمل الأعراض الشائعة لانخفاض مستوى الصوديوم ما يأتي:[6]
- الضُعف.
- التَعب وانخفاض الطاقة.
- صُداع الرأس.
- الغثيان.
- القيء.
- الشدّ العضليّ.
- التهيّج.
- الارتباك.
أعراض نقص البوتاسيوم
يظهر على الشخص الذي تقل مستويات البوتاسيوم لديه عن الحدّ الطبيعي العديد من الاعراض، ومنها:[7][8]
- التشنّجات العضلية المستمرة.
- الوهن العضليّ.
- الارتباك.
- التهيّج.
- الاكتئاب.
- ارتفاع مستوى ضغط الدم.
- الإمساك وتقلّصات في البطن.
- اضطراب النظم القلبيّ.
علاج نقص الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم
علاج نقص الصوديوم
وفقاً لـ Office of Disease Prevention and Health Promotion أو ما يُعرف اختصاراً بـ ODPHP فإنّ الجسم يحتاج إلى حوالي 1500 مليغرامٍ من الصوديوم يومياً ليحُلَّ محل ما يتم خسارته عن طريق البول أو العرق، وفي معظم الحالات يتم استهلاك ما يكفي منه من الحمية الغذائية العادية، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار مدى سرعة ارتفاع مستويات الصوديوم فمثلاً مع تناول 60 مليغراماً فقط من اللحم البقري، وكوباً من الحليب يبلغ 140 مليغراماً، وكوباً واحداً من الخضار يُعادل 100 مليغرامٍ، وبيضتان تُعادلان 350 مليغراماً، وشريحةٌ واحدةٌ من الخبز الأبيض المُكرّر الذي يساوي 175 مليغراماً، وكوباً من اللبن الزبادي العادي الذي يُعادل 150 مليغرامٍ، ودون حبوب تحتوي على الملح المُضاف فإنّ الجسم سيحصل على نصف الكمية التي يجب استهلاكها من الصوديوم.[9]
وبما أنّ العديد من الأسباب قد تؤدي إلى نقص الصوديوم في الدم لذلك فإنّ علاجه يعتمد على السبب الذي أدى للإصابة بهذه الحالة، فإذا ظهر انّه بسبب مدرات البول فإنّ الطبيب سيغيّر العلاج لتعود مستويات الصوديوم إلى الحد الطبيعي، وإذا كان النقص مفاجئاً وشديداً فسيحتاج إلى إلى علاج طارئ لتحسين مستويات الصوديوم ومراقبتها، كما أنّه قد يُوصى في البقاء في المستشفى، أمّا في حال كان السبب الصداع، أو الغثيان، أو النوبات فيجب استشارة الطبيب للحصول على وصفة طبية للحفاظ على هذه المشاكل تحت السيطرة.[10]
علاج نقص البوتاسيوم
يتم توجيه العلاج ببدائل البوتاسيوم لمن يُعاني من نقصه وذلك بحسب نوع وشدّة أعراض المريض، ويبدأ العلاج بعد إجراء الفحوصات التي تؤكد تشخيص الحالة، وعادةً ما يكون علاج الذين يمتلكون درجةً بسيطةً ومتوسطةً من انخفاض مستويات البوتاسيوم الذي يتراوح بين 2.5-3.5 مكافئ مولي/لتر ولا تظهر عليهم أعراض ذلك أو الذين لديهم شكاوي بسيطة، بتناول البوتاسيوم على شكل أقراص او سائل وهذا ما يفضل إعطائه للمريض لأنّه آمن، وغير مكلف، ويمكن للجهاز الهضمي امتصاصه، ولكن قد تؤدي الجرعة الزائدة منه إلى تهيّج المعدة والقيء، أما إذا كانت الأعراض ظاهرة أو كان مستوى البوتاسيوم في الدم أقل من 2.5 مكافئ مولي/لتر فيجب إعطاء البوتاسيوم بالوريد الذي يستغرق عدّة ساعات؛ لذلك يجب أن يكون ببطء شديد لتجنب مشاكل القلب الخطيرة وتهيج الأوعية الدموية، وبالنسبة للذين يعانون من انخفاض شديد في البوتاسيوم وأعراض شديدة فانّ كلاً من الأدوية عن طريق الفم والوريد تُعدّ ضرورية.[11]
الأغذية الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم
يوجد العديد من المصادر الغذائية التي قد تكون مصدراً جيداً للبوتاسيوم والصوديوم، ومنها ما يأتي:[12][13]
المراجع
- ^ أ ب Benjamin Wedro (19-11-2018), "Low Potassium (Hypokalemia) Symptoms, Causes, and Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ "Sodium in diet", www.medlineplus.gov، 23-4-2018. Edited.
- ↑ Louise Chang (18-11-2018), "What Is Hyponatremia?"، www.webmd.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ "Hyponatremia", www.mayoclinic.org,8-5-2018، Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Timothy Huzar (22-1-2019), "What to know about hypokalemia"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Steve Kim (28-3-2017), "Low Blood Sodium (Hyponatremia)"، www.healthline.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ "Signs of potassium deficiency", www.health24.com,14-2-2013، Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Stacey Feintuch, "Don't Ignore These Low Potassium Symptoms"، www.healthywomen.org, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Richard Fogoros (4-10-2018), "Can Consuming Too Little Sodium Cause Problems? "، www.verywellfit.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Louise Chang (18-11-2018), "What Is Hyponatremia?"، www.webmd.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ John Cunha (17-10-2018), "Low Potassium (Hypokalemia)"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Sharon O'Brien (26-7-2018), "15 Foods That Pack More Potassium Than a Banana"، www.healthline.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ Daisy Whitbread (19-1-2019), "Top 10 Foods Highest in Sodium"، www.myfooddata.com, Retrieved 28-2-2019.
- ↑ فيديو لارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم.