-

نقص الصوديوم في الجسم

نقص الصوديوم في الجسم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصوديوم

يُعدّ الصوديوم من أهم الأيونات والمعادن التي يحتاجها الجسم بكميةٍ كبيرةٍ، ويحمل هذا الأيون شحنةً كهربائيةً تجعله قادراً على الذوبان في سوائل الجسم؛ كالدم الذي يحتوي عليه، والسائل الذي يحيط بالخلايا؛ حيث يُساهم الصوديوم في تنظيم السوائل داخل الجسم؛ كضبط حجم الدم؛ من خلال طرح الكلى للصوديوم عند زيادة حجم الدم، وزيادة تركيز الصوديوم، كما أنَّه يلعب دوراً في الحفاظ على وظائف الأعصاب والعضلات الطبيعية، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم يقوم بامتصاص الصوديوم من خلال الطعام والشراب، وطرحه بشكلٍ أساسيّ في البول والعرق، وتحافظ الكلى على مستويات الصوديوم في الجسم من خلال ضبط مستوياته المطروحة في البول، كما يُؤدي انعدام التوازن بين استهلاك الصوديوم وطرحه إلى حدوث خلل في كمية الصوديوم في الجسم؛ فعندما يكون تركيزه منخفضاً بشكل كبير فإنّه يؤدي إلى الإصابة بنقص الصوديوم (بالإنجليزيّة: Hyponatremia)، وعندما يكون تركيزه كبيراً فإنّه يسبب ارتفاع الصوديوم (بالإنجليزيّة: Hypernatremia).[1]

نقص الصوديوم في الجسم

يحدث نقص الصوديوم عندما يكون تركيز الصوديوم في الدم أقل من 135 مليلتراً مكافئاً لكل لتر؛ حيث إنَّ تركيز الصوديوم الطبيعيّ في الجسم يعادل 135-145 مليلتراً مكافئاً لكل لتر، ويؤدي نقصه إلى انتقال كمياتٍ إضافيةٍ من الماء إلى الخلايا مُسببةً بذلك انتفاخها؛ والذي قد يُعتبر خطراً كبيراً على الدماغ بشكلٍ خاص؛ وذلك لأنَّه لا يستطيع التمدد داخل الجُمجمة.[2]

أما بالنسبة لنقص الصوديوم لدى كبار السن فقد تعتبرُ حالةً متكررةً من حالات اضطرابات الأيونات في الجسم؛ نتيجةً لعدة عوامل منها؛ زيادة الهرمون المضاد لإدرار البول، أو تناول أدويةٍ تُقلل من مستويات الصوديوم في الجسم؛ كالثيازيد (بالإنجليزيّة: Thiazide) المُدر للبول، أو الأدوية المضادة للذهان، بالإضافة إلى الإصابة بمتلازمة الشاي والخبز؛ التي تعني اتباع نظامٍ غذائيٍّ يفتقر إلى الأملاح، والبروتينات، وشرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء، ويؤدي نقص الصوديوم لدى كبار السن خلال أقل من 48 ساعةً إلى الغثيان، والتقيؤ، والصداع، والغيبوبة، أما نقصه المزمن فإنّه يسبب الإعياء، والاضطرابات الإدراكية، واختلالاً في المشي، كما يؤثر سلباً على جودة العِظام فيؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، أو كسرها، وقد يزيد من خطر الوفاة.[3]

أسباب نقص الصوديوم

يوجد العديد من الحالات والعوامل المرتبطة بنمط الحياة التي تُسبب نقص الصوديوم، ومنها:[4]

  • استخدام بعض الأدوية: فقد يؤدي استهلاك هذه الأدوية إلى التداخل مع عمليات الهرمونات والكِلى التي تُحافظ على مستوى الصوديوم طبيعيّاً في الدم، ومنها: مدرات البول، ومضادات الاكتئاب، ومُسكنات الألم.
  • مشاكل في القلب والكِلى والكبد: إذ يؤثر فشل القلب وعدة أمراض معينة على الكِلى والكبد، مما قد يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم؛ وبالتالي تخفيف تركيز الصوديوم.
  • مشاكل في إفراز بعض الهرمونات: كالإصابة بمتلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المُضاد لإدرار البول؛ التي تُعرف اختصاراً بـ SIADH؛ حيث تؤدي هذه المشكلة إلى إفراز كمياتٍ كبيرةٍ من هذا الهرمون، مما يُقلل من طرح الماء خارج الجسم عن طريق البول.
  • الجفاف: الذي قد يسبب الإصابة بالتقيؤ، والإسهال بشكلٍ مُزمنٍ وحادٍ، مما يؤدي إلى فقدان العديد من الأيونات؛ ومنها الصوديوم.
  • شرب الكثير من الماء: فقد يؤدي ذلك إلى فقدان كميةٍ كبيرةٍ من الصوديوم خلال البول؛ وذلك لزيادة طرح الكلى للماء الزائد، بالإضافة إلى أنَّ التعرق، وشرب الماء بكميات كبيرة خلال التمارين الرياضية الطويلة؛ مثل: الماراثون قد يخفف نسبة الصوديوم في الدم.
  • تغيرات هرمونية: كالإصابة بمرض أديسون؛ والذي يُعرف بقصور الغدة الكظرية، ويؤثر هذا المرض على قدرة هذه الغدة على إنتاج الهرمونات التي تساعد على الحفاظ على توازن الصوديوم، والبوتاسيوم، والماء في الجسم، بالإضافة إلى أنَّ المستويات المنخفضة من هرمونات الغدة الدرقية قد تسبب نقصاً في مستويات الصوديوم.
  • المخدرات: كالأمفيتامين؛ الذي يزيد من خطر الإصابة بنقص الصوديوم الحاد، كما أنّه قد يكون مميتاً.
  • العطاش: (بالإنجليزيّة: Polydipsia)؛ وهي حالة من العطش المفرط.[5]
  • حالات نادرة: كالإصابة بمرض السكري الكاذب (بالإنجليزيّة: Diabetes Insipidus)؛ وهو مرضٌ يجعل الجسم غير قادرٍ على إنتاج الهرمونات المضادة لإدرار البول، بالإضافة إلى الإصابة بمتلازمة كوشينغ (بالإنجليزيّة: Cushing's Syndrome)؛ التي تسبب إنتاج كمياتٍ كبيرةٍ من هرمون الكورتيزول.[5]
  • أسباب أخرى: إذ يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى نقص الصوديوم في الجسم؛ ومنها:[6]
  • الحروق التي تؤثر في مساحاتٍ كبيرةٍ من الجسم.
  • مرض تليف الكبد.
  • أمراض القلب.
  • أمراض الكلى.

أعراض نقص الصوديوم

تختلف أعراض نقص الصوديوم من شخصٍ لآخر، ولا يشترط حدوث جميع الأعراض في نفس الوقت، كما يُؤدي حدوث نقص الصوديوم بشكلٍ سريع إلى زيادة شدة الأعراض؛ مثل: فقدان الوعي، والغيبوبة، وفيما يأتي أهم الأعراض الشائعة لنقص الصوديوم:[5]

  • التعب.
  • الإعياء، أو انخفاض الطاقة في الجسم.
  • الصداع.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الشد العضليّ.
  • الارتباك.
  • التهيج.

علاج نقص الصوديوم

يتم علاج نقص الصوديوم الحاد أو غير المزمن من خلال تزويد الجسم بالأيونات والسوائل عبر الوريد، بالإضافة إلى تناول الأدوية التي تُعالج أسباب حدوث نقص الصوديوم، والأعراض التي سببها نقص هذا العنصر، أما علاج نقص الصوديوم المُزمن فيكون من خلال إجراء تعديلاتٍ على النظام الغذائي، وعلى بعض العادات اليومية، وعلى بعض الأدوية.[7]

المصادر الغذائية للصوديوم

يُعتبر الصوديوم من المعادن الموجودة في بعض الأغذية بكمياتٍ قليلةٍ؛ كالحليب، والبقدونس، واللفت، أو يمكن إضافته خلال عمليات التصنيع، أو التعليب، والتغليف، ومن الجدير بالذكر أنَّ الصوديوم يختلف عن ملح الطعام بأنَّ الملح يتكون من الصوديوم بنسبة 40% من وزن الملح، كما يتكون من الكلوريد بنسبة 60%، إذ إنّه يوجد في ربع معلقةٍ صغيرةٍ من الملح حوالي 575 مليغراماً من الصوديوم.[8]، وفيما يأتي كمية الصوديوم الموجودة في بعض الأغذية:[9]

  • الفواكه والخضروات: إذ يحتوي نصف كوب من الفواكه الطازجة المُفرّزة، أو المُعلبّة، أو العصير على 8 مليغرامات من الصوديوم، أما الخضروات الطازجة أو المجمدة فيحتوي نصف كوبٍ منها على 35 مليغراماً من هذا العنصر.
  • الحبوب والخبز: إذ تحتوي الحبوب غير المطبوخة على كميةٍ قليلةٍ من الصوديوم؛ حيث يحتوي نصف كوبٍ منها على 5 مليغراماتٍ من الصوديوم، أما الخبز فقد يُعتبر غنيّاً بالصوديوم؛ حيث تحتوي القطعة الواحدة منه على 110-150 مليغراماً من هذا العنصر.
  • اللحوم: إذ يحتوي 90 غراماً من اللحم الطازج على 75 مليغرامٍ من الصوديوم، أما اللحوم المُعلبة فيحتوي 30 غراماً منها على 90-150 مليغرامٍ من هذا العنصر.

المراجع

  1. ↑ James Lewis (9-2018), "Overview of Sodium's Role in the Body"، www.msdmanuals.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  2. ↑ "Hyponatremia", www.kidney.org, Retrieved 25-9-2019. Edited.
  3. ↑ Theodosios Filippatos, Andromachi Makri, Moses Elisaf (14-11-2017), "Hyponatremia in the elderly: challenges and solutions"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  4. ↑ "Hyponatremia", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت Janelle Martel (28-3-2017), "Low Blood Sodium (Hyponatremia)"، www.healthline.com, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  6. ↑ Laura Martin (28-1-2019) ،"Low sodium level", www.medlineplus.gov, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  7. ↑ Melissa Stöppler (10-5-2018), "12 Hyponatremia (Low Blood Sodium) Symptoms, Signs, Causes, Diet, and Treatments"، www.medicinenet.com, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  8. ↑ "Sodium sources: Where does all that sodium come from? ", www.heart.org,23-5-2018، Retrieved 26-2-2019. Edited.
  9. ↑ Georgia Lauritzen, "Sodium"، www.digitalcommons.usu.edu, Retrieved 27-2-2019. Edited.