الهبوط على سطح القمر
الهبوط على سطح القمر
يعرف الهبوط على سطح القمر بأنّه وصول مركبة فضائيّة إلى سطحه، وهذا يشمل كافّة البعثات المأهولة وغير المأهولة، وقد كانت المركبة الفضائيّة لونا 3 كانت أوّل مركبة هبطت على سطح القمر في 20 تمّوز من عام 1959م، وهي مركبة تابعة للاتّحاد السوفيتي، ثمّ نفّذت الولايات المتّحدة ست محاولات هبوط مأهولة بين عامي 1969م و1972م، كما نفّذت العديد من المحاولات غير المأهولة، وفي هذا المقال سنعرّفكم على العديد من المعلومات عن الهبوط على سطح القمر.
الخلفية العلمية للهبوط على سطح القمر
للوصول إلى سطح القمر لا بد للمركبة الفضائيّة أن تخرج من مجال الجاذبيّة الخاص بالأرض، وذلك عن طريق استخدام الصاروخ بدلاً من الطائرات النفّاثة، أو المناطيد في إرسالها؛ وذلك بسبب القدرة على زيادة سرعة الصواريخ عند الارتفاع لمسافات عالية في الفضاء، وخارج الغلاف الجوّي للأرض، وبالتالي ستنجذب المركبات الفضائيّة بصورة أكبر إلى سطح القمر؛ بسبب الجاذبيّة من أجل الهبوط السليم، لذلك يجب تجهيز المركبة للهبوط القاسي، حيث تكون مقاومة للصدمات، أو بجعلها تتباطأ على قدر كافٍ للهبوط بشكلٍ سهل، وبسرعة ضئيلة عند التلامس مع سطح القمر، وللعودة إلى الأرض لا بدّ من التغلّب على سرعة الإفلات من القمر؛ لتتمكّن المركبة الفضائيّة من الإفلات من حقل الجاذبيّة الخاص بالقمر، ثمّ استخدام تقنيات الدخول إلى المجال الجوّي فور وصولها إلى الأرض؛ بهدف امتصاص الطاقة الحركيّة للمركبة الفضائيّة العائدة، وتقليل سرعتها من أجل توفير الهبوط الآمن.
حالات الهبوط على سطح القمر
حالات الهبوط غير المأهول
أرسلت بعض الدول العديد من المركبات الفضائيّة إلى سطح القمر، وكان الاتّحاد السوفييتي أوّلها، حيث أجرى أوّل هبوط عام 1959م، وذلك بإرسال مركبة لونا 3 بسرعة عالية، ثمّ تكرّر هذا النجاح عام 1962م عندما أرسل الأمريكيّون مركبة رينجر 4 أثناء الحرب الباردة، كما أرسلت دول الأخرى بعض مركباتها بسرعة عالية وصلت إلى حوالي (8,000 كم/ساعة)، فهبطت المركبة المداريّة القمريّة اليابانيّة هايتن على سطح القمر في 10 نيسان من عام 1993م، ثمّ أجرت وكالة الفضاء الأوروبيّة عمليّة هبوط خاضعة للتحكّم مع المركبة المداريّة الخاصّة بها، والمعروفة باسم سمارت-1 في 3 أيلول من عام 2006م، بالإضافة لوكالة الفضاء الهنديّة أي أس أر أو، التي أرسلت مركبتها الخاضعة للتحكّم باستخدام مسبار "أم أي بي" في 14 تشرين الثاني من عام 2008م، ثمّ أجرت المركبة المداريّة القمريّة الصينيّة تشانغ آه-1 عمليّة هبوط خاضعة للتحكّم في 1 آذار من عام 2009م، ولا بد من الإشارة إلى أنّ بعض المركبات استخدمت الصواريخ الكابحة؛ للحفاظ على هبوطها على سطح القمر، بهدف إجراء عمليّات علميّة عليه.
حالات هبوط الإنسان
هبط اثنا عشر رجلاً من روّاد الفضاء الأمريكي على سطح القمر، فقد سافروا على متن كبسولة هبوط تابعة لرحلات ناسا خلال فترة زمنيّة ممتدّة على مدار 41 شهراً، حيث بدأت من 20 تمّوز عام 1969م تحت تنسيق كل من نيل أرمسترونج، وباز ألدرين على متن رحلة أبولو 11، وانتهت في 14 كانون الأوّل من عام 1972م، تحت تنسيق كلّ من جين جيرنان، وجاك شميت على متن رحلة أبولو 17.