محبة الآخرين والإحسان إليهم
آثار انتشار المحبة بين الناس
إنّ في انتشار المحبة وتطبيقها بين الناس تطبيقاً لرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في بيانه لصفات المؤمنين، فبدون حبّ يتحول المجتمع إلى غابة، وتضعف أسباب بقائه، وسيكون الواقع مرًّا بلا حب صادق وراقي، ومن آثار المحبة بين الناس نهوض المجتمع ببعضه، ورقي الحياة الاجتماعية، وسبب للتطور، ومؤزرة المجتمع لبعضه بعضاً في أوقات الأزمات والكوارث، فيخفف أفراده عن بعضهم البعض بالمساندة، والتآزر، والعطاء، والإيثار.[1]
الإحسان إلى الناس
إنّ الإحسان إلى الناس يعني الإنعام عليهم، وهناك إحسان بين العبد وربّه، وهذا الإحسان أعلى مراتب الدين، وهي أن يعبد العبد الله كأنّه يراه، ومن الإحسان أن يسعى العبد إلى نفع الناس وكشف كربهم، وهو من صفات الأنبياء عليهم السلام، فيبّر المسلم بالخلق ويحسن إليهم، فيخدمهم، ويسايرهم، وهذا دليل على نقاء السريرة وصفاء القلب، كما أنّ المحسنين إلى الناس هم أول المستفدين من الإحسان، فيجنون ثمرات ذلك في أنفسهم وأخلاقهم،[2] قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[3]
صور الإحسان إلى الناس
- الإحسان إلى الوالدين: يكون ذلك بخدمتهم، والاستماع إليهم، وخفض الصوت عند الحديث معهم، وإظهار الحاجة إليهم، وتلمس حاجاتهم، والصبر عليهم في كبرهم،[4] قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).[5]
- الإحسان إلى الأهل: إنّ الأهل أولى الناس بالإحسان والخلق، منها بر الوالدين، وصلة الرحم، وهو أفضل من الإحسان لغيرهم، ويوصى بالتغافل مع الأهل والشجاعة مع غيرهم، وكظم الغيظ معهم، والرفق بهم، وتكلف ذلك معهم،[6] وذلك لحديث: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي).[7]
- الإحسان إلى الجيران: عظّم الإسلام حقّ الجار، فجعل من حقوقهم رد السلام وإجابة الدعوى، وكفّ الأذى عنهم، وتحمّل أذيتهم، وتفقد حوائجهم، والستر عليهم، وغض البصر، والجار هو من يجاور في السكن، والعمل، والدراسة وغيرها، سواء كان هذا الجار مسلمًا أم كافرًا، ذو قربى أو البعيد، فيشترك هؤلاء جميعًا في حقوق، ويختص آخرين بحقوق أخرى.[8]
المراجع
- ↑ حسين شعبان وهدان (23-10-2010)، "المحبة بين المؤمنين"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2018.
- ↑ حسام بن عبدالعزيز الجبرين (4-4-2011)، "الإحسان إلى الناس ونفعهم"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2018.
- ↑ سورة البقرة، آية: 195.
- ↑ منال المنصور، "الإحسان إلى الوالدين"، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 23.
- ↑ "أهل الشخص هم أولى الناس بإحسان خلقه معهم"، إسلام ويب، 7-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1/408، صحيح.
- ↑ ماهر السيد، "الإحسان إلى الجار"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2018. بتصرّف.