-

علامات الكبرى لقيام الساعة

علامات الكبرى لقيام الساعة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قيام الساعة

يوم الساعة هو نهاية العالم ونهاية الحياة الدنيا، وهو اليوم الذي يقومون الناس فيه من موتهم للحساب؛ لذلك سميّ بهذا الاسم، وليوم الساعة علامات كثيرة تسبقه حتى تعرف الناس باقترابه فهو لا يأتي فجأة، وموعد يوم الساعة لا يعلمه إلا الله وحده، حيث قال في كتابه العظيم (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ) [الأعراف:186]، وعندما سُئل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن يوم الساعة قال:(وما المسؤول عنها بأعلم من السائل)، وقد بيّن لنا رسولنا محمد صل الله عليه وسلم أنّه يوجد علامات ليوم الساعة، وهي قسمان، علامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى، وفي هذا المقال سنتناول علامات الساعة الكبرى.

علامات الساعة الكبرى

هي العلامات والآيات الدالّة على اقتراب نهاية الكون وقيام الساعة، وهي آيات غير مألوفة للبشر في الأشكال والأحجام، ويحدث معها خوارق ليست عادية لنظام الطبيعة، وعلامات الساعة الكبرى تأتي متتالية ومتتابعة، فقد تأتي العلامة تلو الأخرى، أو تتبعها، أو تصاحبها.

دليل على علامات الساعة الكبرى

روى الإمام مسلم حديث عن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: (اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر، فقال " ما تذاكرون؟" قالوا: نذكر الساعةَ، قال: "إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ" فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم).

ترتيب العلامات الكبرى لقيام الساعة

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم العلامات الكبرى ليوم الساعة، ولكن لم يذكرها بالترتيب، وقد اجتهد العلماء وقاموا بترتيبها، وهي كما يلي:

  • ظهور المسيح الدّجال: وصف النبي محمد صل الله عليه وسلم الدجال في الحديث الشريف: (رأيت رجلًا جعدًا قططًا أعورَ عينِ اليمنى كأن عينَه عنبةٌ طافيةٌ كأشبهِ من رأيت من الناسِ بابنِ قَطَنٍ واضعًا يدَيه على عواتقِ رجلينِ يطوفُ بالبيتِ فقلت من هذا فقالوا هذا المسيحُ الدجالُ)، وقد سميّ بالمسيح لأنّ عينه اليمنى ممسوحة، ولأنّه يقوم بمسح الأرض بوقت قصير، ويعتبر الدّجال أكبر فتنة في التاريخ، حيث إنّه يخرج ومعه نار وجنة، وتكون ناره جنة وجنته نار، والدّجال يدّعي بأنّه يحيي الموتى، وهو في الحقيقة يشكّل الجن على هيئة ميت ليفتن الناس به، ويسلّط على رجل واحد فقط.
  • نزول سيدنا المسيح عليه السلام: ينزل الله سبحانه وتعالى سيدنا المسيح عيسى بن مريم لمقاتلة الدّجال، فيبقى سيدنا المسيح يطارده حتى يقتله، وثم يسود الأمان والسلام لمدّة أربعين عاماً.
  • ظهور يأجوج ومأجوج: هم قوم مسجونون وراء سدّ منيع، ومنذ القدم يحفرون في السد ويحاولون الخروج إلى الناس، وكلما حفروا من هذا السد حفرة يأتوا في اليوم التالي ويجدوها مغلقة، ويبقون على هذا الحال حتى يأتي يوم ويجدوها كما تركوها ويكملون الحفر حتى يخرجوا، وعند خروجهم يخرجون بأعداد كبيرة، ويمرّ أوّلهم على بحيرة طبرية ويشرب منها، وعند قدوم آخرهم لا يجد الماء، وسيفسدون الأرض ويقتلون الكثير من الناس، حتى تأتي نهايتهم ويقضي الله عليهم بمرض يرسله في أعناق الخراف، ومن ثم يمطر الله عليهم مطراً غزيراً ليغسل به الأرض من جثثهم ذات الرائحة الكريهة.
  • ظهور الدابة: وهي دابة تخرج من الأرض وتحدث الناس بلغتهم وتنصحهم، وعندما ترى هذه الدابة مؤمناً تختم له على جبينه بأنه مؤمن، وعندما ترى كافراً تختم له على جبينه بأنّه كافر، ويصبح الناس ينادي بعضهم يا مؤمن أو يا كافر، وخروج الدابة يتزامن مع طلوع الشمس من مغربها، ولكن لا نعلم من سيأتي أولاً.
  • طلوع الشمس من مغربها: وهي شروق الشمس من الغرب لمدة ثلاثة أيام، ثم تعود وتشرق من الشرق، وعند شروق الشمس من الغرب تغلق أبواب التوبة ولا يقبل أيّ عمل بعدها.
  • ظهور الدخان: تمتلئ السماء بدخان كثيف، ويبدأ الناس بالاستغفار والتوبة والصلاة، ولكن تكون قد أغلقت أبواب التوبة.
  • حدوث ثلاثة خسوفات: يحدث خسوف في المشرق، وخسوف بالمغرب، وخسوف في جزيرة العرب، وهذه الخسوفات تبتلع الناس، وتأتي ريح طيبة تقبض كل من في قلبه ذرة إيمان، ويبقى على الأرض الأشرار والكفار.
  • نار الحشر: وهي نار تأتي من جهة اليمن لتجمع الناس وتحشرهم في أرض الشام أرض المحشر.