-

مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام

مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التوازن والاعتدال

جاءت الشريعة الإسلامية بمنهجٍ رباني شامل اتسم بخصائص عدة، كان منها خاصية التوازن والاعتدال، فلا يوجد في الإسلام إفراط ولا تفريط، ولا يوجد إهمالٌ أو تشدد، بل هو منهاج وسطي تميزت به الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم يحقق التوازن بين متطلبات الروح والجسد، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًاً) [البقرة: 143].

مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام

الاعتدال في الإنفاق

وضعت الشريعة الإسلامية منهجاً واضحاً متوازناً في إنفاق الأموال، فلا تقتير على النفس وتضييق عليها، ولا إسراف أو تبذير دون ضوابط أو حدود.

الاعتدال في المأكل والمشرب

المسلم لا يأكل حتى يشعر بحاجته للأكل، وإذا أكل كان معتدلاً في طعامه دون أن يصل إلى مرحلة الشبع الكامل، وبين النبي عليه الصلاة والسلام الميزان الحق، والمقدار الصحيح الذي يحقق سلامة الإنسان البدنية، ويحافظ على صحته، ففي الحديث: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ: فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه) [سنن الترمذي] .

الاعتدال في العبادة

على الرغم من أنّ العبادة هي أمرٌ ممدوح يدل على إيمان الإنسان وتقواه، إلا أنّ الإسلام أمر بالرفق بالنفس، وعدم تحميلها ما لا تطيق من الأعمال، بل على المسلم أن يؤتي كل شيء في الدنيا حقه، فكما أنّ لربه عليه حق في العبادة، فإن لأهله حق في الرعاية، ولنفسه كذلك.

الاعتدال في المحبة والبغض

وضعت الشريعة الإسلامية منهجاً شاملاً وسطاً حتى في المشاعر الإنسانية، فإذا أحب المسلم عليه أن يحب بقدرٍ دون مغالاة، وكذلك إذا كره، والسبب في ذلك أنّ النفوس الإنسانية متقلبة متغيرة، فربما ابتعد عنك يوماً من تحبه حباً شديداً، مما قد يؤثر في نفسك، ويؤذيها أيما إيذاء.

الاعتدال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يدرك المسلم أنّ عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولكنه يراعي المفاسد التي قد تترتب على نهيه، ويوازن بينها وبين المصالح التي ستعود عليه من فعله هذا، وكلما كان المسلم متوازناً معتدلاً في أمره ونهيه، مراعياً في ذلك أحوال البشر وطباعهم المختلفة، حصد ثمار عمله دون أن تذهب سدى.

الاعتدال في التعامل مع الأعداء والمخالفين

المسلم مأمورٌ بأن يشهد بالحق، وأن يعدل بين الناس ولو كانوا أعداء له، لأن ذلك من علامات المتقين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ...) [المائدة: 8] .