-

مظاهر عدل الله بين عباده

مظاهر عدل الله بين عباده
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عدل الله تعالى

تعبر صفة العدل عن كمال حكمة الله سبحانه مع كمال قدرته، وكمال رحمته لخلقه، فصفة العدل تفيد معنى الإنصاف والمساواة، وهي تتضمن تلقائيّاً صفة الرحمة، والعلاقة بينهما قائمة، فمن مظاهر رحمة الله سبحانه عدله بين خلقه، وهناك مظاهر لعدل الله بين عباده، كما أنّ هناك آثار تترتب على ذلك، تشمل الفرد والمجتمع على حد سواء، وصفة العدل هذه تأتي من ضمن صفات الكمال التي يتّصف بها سبحانه، والتي تتطلب منّا وجوب حسن التصرف إزاءها.

تعرّف المسلم على صفات الله عزّ وجل وفقهه لها، وعمله بمضمونها، من لوازم تحقيق مفهوم الاستحلاف في الأرض بمفهومه المادي والمعنوي، حيث تنعكس هذه الصفات على المسلم سلوكاً تترتب عليه آثاره الإيجابيّة.

مظاهر عدل الله بين عباده

تقسيم الرزق

يقسم الله للرزق حسب حكمته، وذلك لقوله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى: 27]

العدل بين الناس يوم القيامة

يكون العدل بين الناس يوم القيامة بأخذ الحقوق وردها لأصحابها، لقوله صلى الله عليه وسلّم: (لتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلِها يومَ القيامةِ . حتَّى يُقادَ للشَّاةِ الجلْحاءِ من الشَّاةِ القرْناءِ) [صحيح مسلم] والجلحاء التي لا قرن لها .

العدل في الحياة الزوجية

يكون العدل في الحياة الزوجيّة ذلك بالمساواة بين النساء في الحقوق والواجبات، وبحسن معاملة الرجل لزوجته.

العدل في نظام المواريث

يدعو نظام المواريث إلى تقسيم تركة المتوفي على أسس متميّزة من العدل، لدرجة جعلت النصارى في العديد من البلدان يحتكمون في تقسيم التركات إلى قانون الأحوال الشخصيّة عند المسلمين؛ لأنّهم وجدوا أنَّ العدل المطلق يكمن في ذلك لا فيما سواه.

العدل في معاملة أهل الكتاب

ضمن الإسلام لأهل الكتاب في الدولة الإسلامية حق إقامة شعائرهم الدينيّة، وحقهم في الوظيفة العامّة، وحسن معاملتهم، حيث حذر صلى الله عليه وسلم من إيذائهم أو الاعتداء عليهم، وتعدُّ العهدة العمريّة التي أبرمها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع سكان إيلياء(القدس) النصارى مثالاً على هذا العدل، ونجد اليوم أنّ النصارى يعتزون ببنود هذه الوثيقة العمرية ويفخرون بها.

مظاهر أخرى لعدل الله بين عباده

  • العدل بين الأبناء: لقوله صلى الله عليه وسلّم : (اتَّقوا اللهَ واعدِلوا في أولادِكم) [صحيح مسلم]
  • العدل بين المتخاصمين: لقوله تعالى:(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات: 9].

آثار عدل الله بين عباده

  • طمأنينة الفرد، وشعوره بالسعادة.
  • محبّة تعاليم الإسلام وزيادة الثقة بها.
  • تماسك المجتمع وتقدمه واستقراره.
  • انتشار العدل بين الناس.
  • ثقة الإنسان بنفسه، واعتداده بقدراته، وأنَّ له وزناً عظيماً كفله الله له في شريعته الغراء.
  • تشجيع وترسيخ القيم الإيجابية في المجتمع، والحد من المظاهر والقيم السلبية.
  • معرفة الإنسان لدورة في المجتمع، وقيامه به بشكل جيّد ومسؤول.