-

مظاهر رحمة الله بالحيوان

مظاهر رحمة الله بالحيوان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

رحمة الله

إنّ رحمة الله تعالى واسعة شملت جميع خلقه، فشملت الإنسان والنبات والحيوان، أمّا رحمة الله بالحيوان فتشمل جملة الحقوق التي شرعتها شريعة الإسلام الغرّاء فيما يتعلّق بالتعامل مع الحيوان، فهناك جملة آداب في التعامل مع الحيوان، وجملة أسس تمثل عنواناً ومظاهر مهمّة لرحمة الله بالحيوان وهي بذلك تعكس النظرة الحضاريّة للإسلام في تعامله مع الحيوان.

مظاهر رحمة الله بالحيوان

طرق الذبح والتذكية الشرعيّة للحيوان والتي تستهل بذكر اسم الله سبحانه، حيث ثبت أنّ الحيوان يستسلم ولا يقاوم متى ذكر الذابح اسم الله بصوت مسموع يسمعه الحيوان، وكذلك حد الشفرة أو السكينة، وعدم الذبح بها متى كانت تالفة؛ حتى لا يطول تعذيب الحيوان أثناء الذبح، ومن ذلك أيضاً عدم ذبح الحيوان أمام الحيوان حتى لا يروعه ويخيفه ويحزنه، فقال صلى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيٍء. فإذا قتلتم فأحسِنُوا القِتْلَةَ. وإذا ذبحتم فأحسِنُوا الذبحَ. وليُحِدَّ أحدُكم شفرتَه. فليُرِحْ ذبيحتَه) [صحيح].

الإشفاق على الحيوان

الدعوة للإشفاق بالحيوان فقد حثّ صلى الله عليه وسلّم على الإشفاق بالحيوان والعطف عليه، فمن ذلك ما رواه أبو داود عن عبد الرحمن بن عبد الله بن الخطاب عن أبيه قال: (كنا مع رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في سفرٍ، فانطلقَ لحاجتِه فرأينا حُمرةً معها فرخانِ فَأخذنا فَرْخَيْهَا، فجاءتِ الحمرةُ فجعلتْ تفْرِشُ، فجاء النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فقال: منْ فجع هذه بِولدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إليها، ورأى قريةَ نملٍ قد حرقناها فقال: من حرق هذه قلنا: نَحن، قَال: إنّه لا ينبغِي أن يعذِّبَ بالنار إِلا ربُّ النارِ) [صحيح].

تحريم إيذاء الحيوان

حذر الرسول صلى الله عليه وسلّم من إيذاء الحيوان والإساءة إليه: فقال صلى الله عليه وسلّم: (عُذِّبتِ امرأةٌ في هرَّةٍ لم تُطعِمْها ولم تُسقِها ولم تتركْها تأكلُ من خشاشِ الأرضِ، وفي روايةٍ: ربطَتْها، وفي حديثِ أبي معاويةَ: حشراتُ الأرضِ) [صحيح]، أمره صلى الله عليه وسلّم بفك القلائد من رقاب الإبل خشية أن تختنق بها.

الرفق بالحيوان

بيان الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ المسلم ينال أجر الرفق بالحيوان والإحسان إليه، فقد ذكر البخاري في صحيحه: (بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليهِ العطَشُ فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها فشرِبَ ثمَّ خرجَ فإذا كلبٌ يلهَثُ يأكلُ الثَّرَى منَ العطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ لقد بلغَ هذا الكلبَ منَ العطشِ مثلُ الَّذي كانَ بلغَ بِي فنزلَ البئرَ فملأ خفَّهُ ثم أمسَكهُ بفيهِ فسقى الكلب فشكرَ اللَّهُ لهُ فغفرَ لهُ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وإنَّ لنا في البهائمِ أجرًا فقالَ في كلِّذاتِ كبِدٍ رطبةٍ أجرٌ) [صحيح].

التسبيح

من رحمة الله للحيوانات أنّها تشترك مع البشر في تسبيحها وذكرها لله، لكن بطريقتها الخاصة، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [النور: 41] وقال أيضاً: (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم) [الجمعة: 1] من ألفاظ العموم في اللغة العربية، وهي تشمل كلّ ما في الكون من جماد، ونبات، وحيوان.