-

مظاهر البيئة الجاهلية

مظاهر البيئة الجاهلية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

البيئة الجاهليّة

الجاهليّة مصطلح ظهر مع بدايات ظهور الإسلام، يشار فيه إلى الفترة التي سبقت الإسلام، ويرتبط بالجهل من الناحيّة الدينيّة، وهي الحالة التي لا يلتزم بها النّاس بدين معيّن، ولكن تميّز العرب في الجاهليّة من النّاحيّة الحضاريّة والفكريّة بوجود تنوّعٍ فكريٍّ إبداعيٍّ وحضاريٍّ تثبته الآثار والمخلّفات الأدبيّة العديدة في منطقة شبه الجزيرة العربيّة، منها نذكر: سدّ مأرب في اليمن كدليل على التقدم العلميّ والعمرانيّ، والقصائد العديدة والمؤلّفات ومن أشهرها المعلّقات العشر كدليل على التّقدم الفكري والثّقافي. وفي مقالنا سنتحدّث عن أهم المظاهر البيئية في الجاهليّة.

مظاهر البيئة الجاهليّة

المظاهر الدينيّة

كان العرب في الجاهليّة يجهلون أمور الدين، حيثُ كان بعضهم يتوجّهون إلى عبادة النّباتات، والجمادات، والطيور، والحيوانات، والنّجوم والكَواكب، وكانوا يجمعون في عبادتهم بين كوكب القمر ويقابله ودّ، ونجم الشّمس ويقابلها اللات، وكوكب الزّهرة ويقابلها العزَّى، كما وكانوا يقدّسون النار ويقدّمون القرابين إليها في كثير من العبادات والاحتفالات، أما عبادة الأصنام والأوثان فكانت العبادة الشائعة والمنتشرة بشكلٍ كبير في تلك الفترة.

المظاهر العقليّة

تعتبر المظاهر العقليّة من أكثر المظاهر التي تميّز بها الجاهليّون، فقد تميزّوا بالعقليّة المتفتّحة والمميّزة، وبرعوا في العديد من المجالات، ومن أهمّها:

  • اللغة: حيث تمثل ذلك بإتقانهم للّغة العربية الفصحى، وبراعتهم في الأدب عامة، والشعر والنّثر بشكل خاص، وضُرب بهم المثل في البلاغة وفصاحة اللّسان، وخيرُ دليل على ذلك ما وصلنا منهم من الخطب، والوصايا، والأمثال، بالإضافة إلى تميّزهم باستخدام ألفاظٍ ومفردات واضحة ومعبّرة.
  • الشّعر: حيث نظّم الشّعراء في العصر الجاهليّ الشّعر وأبدعوا فيه فكانوا يصفون كلّ ما حولهم من الجماد، والنّبات، والحيوان، واستخدم الشّعر كذلك للمدح، والإعجاب، ورثاء الميّت، ولأغراض الهجاء، والفخر، والمدح، والغزل.
  • الخطابة: انتشرت الخطابة في العصر الجاهليّ بسبب قلّة انتشار الكتابة، وتتميّز الخطابة بصفة الإقناع والتي تمثّل صفةً أساسيّة وشرطاً لصحّتها، ولا يجب أن تغيب عنها، كما تتميز بعددٍ من الخصائص المختلفة عن غيرها من الفنون ومنها الحماسة، وتنوع الموضوعات، وفصاحة الألفاظ، وبلاغة العبارات، وكانت غايتها في ذلك العصر هي التفاخر بالنفس، أو النُصح، أو الإرشاد.

مظاهر الحياة الاجتماعيّة

كانت الحياة الاجتماعيّة للعرب قبل الإسلام قائمة على النّظام القبليّ حيث تعتبر القبيلة هي الوحدة السياسيّة عندهم، وتتكون القبيلة من جماعة من النّاس ينتمون إلى أصل واحد مشترك تجمعهم وحدة الجماعة وتربطهم رابطة العصبيّة للأهل والعشيرة، ويعبّر ذلك عن شعور التّماسك والتّضامن والاندماج فيما بينهم.