معنى إن في خلق السماوات والأرض
معنى إنَّ في خلق السماوات والأرض
لقد احتجّ الله جلّ وعلا على سائر الخلق بقوله: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ).[1]فهو تعالى المدبّر والمسخّر والمتصرّف بكل شيء، فالغنى والفقر بيده حيث أشار عز وجل إلى كل صاحب عقل أن يتفكّر ويعتبر في آياته، فقد خلق السماوات والأرض للمعاش والرزق فجعل فيهما الليل والنهار يختلفان ويتعاقبان حتى يسعى الخلق بحثاً عن الرزق وبعدها الراحة والسكون للأجساد، ولو أبطل الله ذلك لهلك الخلق، فكيف يُوسم الفقر بمن خلق السماوات والأرض وإليه تعود الأمور وأمّا الغني فكيف يكون إذا كان رزقه بغير يده.[2]
الإبداع في خلق السماوات والأرض
إنَّ من أعظم آيات الله تعالى خلق السماوات والأرض، حيث أبدع في ارتفاع السماء واتزانها وثباتها فلا تعلو ولا تسقط، ثابتةً بلا عمد، فلولا إمساكه لها جلّ وعلا لهوَت على الأرض مدمرةً لها، تلك الأرض التي أعجز في خلقها فتنوعت أجزاؤها فمنها الناعم ومنها الخشن وبها السواد وبها البياض، معجزة الخالق التي جعل بها الجبال رواسٍ، فسبحان من جعل بها رزق الخلق وطيباته، وأمسك السماوات والأرض فلا يزولان ليجعل لعباده النفع والاعتبار وليتفكروا في عظيم السلطان وكمال القدرة، فتكون القلوب ممتلئةً بالتعظيم والتقديس وقانتةً محبة وذلّاً.[3]
البُعد العلمي في خلق السماوات والأرض
اختلف العلماء على ما تمَّ خلقه أولاً فمنهم من قال إنَّ خلق السماء كان بداية ثمَّ الأرض وغيرهم ادّعى بعكس ذلك، بيد أنَّ بعض العلماء من قال إنَّ خلْقَ السماوات والأرض كان في نفس الوقت، ففي تفسير إبن كثير لقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ).[4]أنَّ السماوات والأرض كانتا شيئاً واحداً ففصل بينهما، وهذه الحقيقة القرآنية تؤيد العلم الحديث بأنَّ الكون كان كتلة واحدة قبل أن ينفصل وتيصبح أجزاءً منها: الكواكب والنجوم والسديم، فخلق الكون يتلخص في:[5]
- خلقُ الكون بصفة عامة له ست مراحل.
- مراحل خلق السماوات والأرض تتداخل فيما بينهما.
- خلقُ الكون في البداية كان كتلة واحدة متماسكة.
- السماوات تتعدد كما هي الأرض أيضاً.
- هناك خلقٌ يتوسط السماوات والأرض.
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية: 190.
- ↑ "التفاسير"، www.altafsir.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2018. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 473-481، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 30.
- ↑ محمد منير مرسي (2005)، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، الرياض: عالم الكتب، صفحة 105. بتصرّف.