-

وسائل التعليم قديماً وحديثاً

وسائل التعليم قديماً وحديثاً
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نبذة عن تطوّر وسائل التعليم

كان التعليم ولا زال من أبرز الطرق التي استخدمها البشر في تمرير الخبرات، وبناء الحضارات جيلاً بعد جيل، حيث تعددت وسائل التعليم باختلاف الأزمنة والأمكنة، وبتعدد مواضيع الدراسة وتطور التكنولوجيا الذي ما هو إلا نتيجة تراكميةً للتعلم والتعليم، كما تهدف وسائل التعليم إلى إيصال الفكرة إلى الطلاب بأبسط وأحسن صورة ممكنة، وتقديم المعلومات والأفكار والمهارات بأساليب متعددة في محاولةٍ جادةٍ لإيصال المعلومة وترسيخ المعرفة، فتطورت وسائل التعليم من الوسائل التقليدية إلى الوسائل الأكثر حداثةً، وفي هذا المقال شرحٌ لكل من هذين النوعين.

وسائل التعليم القديمة

قد تتباين وجهات النظر حول مدى تأثير وسائل التعليم القديمة، فيفضلها البعض على ما استجد من وسائل تعليمية اليوم، والبعض الآخر يقف إلى جانب مواكبة التطور، وتحسين تجربة الطالب والمعلم، لدعم مخرجات العملية التعليمية وتطويرها، إلا أن لكل فترة ما يناسبها وما يخدم متطلباتها الممكنة، حيث إنّ لأسلوب التعليم القديم صفتان أساسيتان؛ فالتعليم التقليدي هو تعليم باتجاه واحد، أي أنه تعليمٌ مركزه المعلِّم لا الطالب، حيث يتم تقديم المادة الدراسية من قبل المعلم دون تفاعل الطالب أو مشاركته فيها، وبالتالي فإن اعتماد الطالب على معلمه يتزايد بتزايد مركزية دور المعلم، مما قد يضع الطالب في حيز التلقي، عوضاً عن تفعيل دوره، وتنمية تفاعله ومشاركاته.[1]

أما الصفة الثانية التي تتصف بها وسائل التعليم قديماً فتتعلق بالوسائل التوضيحية المستخدمة في عملية التعليم التقليدية؛ كالألواح، والبطاقات، والصور، فاللوح هو أحد الوسائل البصرية الأوسع انتشاراً في عالمنا، سواء في المدارس أو المؤسسات، أو الحلقات التعليمية المختلفة، وهي من الوسائل التي لا تكاد تخلو منها أي غرفة صفيّة، وأي مؤسسة تدريبية، وذلك يرجع لعدد من الأهداف التي تحققها هذه الوسيلة التعليمية، التي استطاعت أن تبقى رغم كل المتغيرات، ومن أهداف استخدامها ما يأتي:[1][2]

  • تسهيل شرح وعرض المادة التعليميّة من قِبل المعلم، إضافة إلى التسريع من فهم المادة المقدمة، وذلك لما توفره هذه الألواح من مزيد من التوضيح والتفصيل للطلبة.
  • مساعدة الطالب على أن يبقى منتبهاً لتسلسل شرح المادة الدراسية، مع المساهمة في تقليل تشتت الطلبة، وإن شرد ذهنه فيمكنه أن يعود لما كتب على اللوح.
  • كتابة أفكار الدرس بطريقة تسلسلية ومنطقية، واستخدام الرسوم البسيطة، مما يحقق التكامل بين الكلمة المنطوقة والمكتوبة، ويسهّل حفظ المادة المعروضة، الأمر الذي يؤدي إلى حسن تذكّرها مستقبلاً.
  • تلخيص النقاط المهمة في الدرس، ومساعدة الطالب على تدوين المعلومات.
  • عرض المشكلة والأسئلة التي يدور حولها الدرس، إمّا بهدف إثارة الطلاب وتشويقهم، أو مناقشة القضايا المهمة التي يتحدّث عنها الدرس، واستخلاص الفوائد منها.

قد يعتبر اللوح الذكي مثالاً على مرحلةٍ انتقاليةٍ بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث، فهو يستخدم كوسيلة لعرض المادة الدراسية، كالنصوص والمعادلات والخرائط والرسومات البيانية، وأيضاً كوسيلةٍ للمشاركة والتفاعل والتواصل بين المعلمين وتلاميذهم، من خلال البيئة التفاعلية التي توفرها الألواح الذكية، فإشراك مزيد من الحواس في التلقي والتفاعل يرسخ المعلومة ويزيد نسبة التركيز والمتعة أثناء تلقي الدروس، وكذلك إمكانية التقييم الفوري والتفاعل مع بيئات تعليمية أخرى خارج أسوار المدرسة، لذلك حققت قفزة حقيقية على أكثر من مستوى، فباستخدام التكنولوجيا طورت الوسيلة التقليدية، وزاد نفعها وفاعليتها للمعلم والطالب والمنهج التعليمي.[3]

وسائل التعليم الحديثة

في الوقت الذي تجري فيه طريقة التعليم التقليدية باتجاه واحد من المرسل إلى المتلقي، وُجدت وسائل التعليم الحديث التي يتم فيها استخدام التكنولوجيا الحديثة، ممّا جعل عملية التعلّم أكثر سهولة وفاعلية ومتعة، وهذه الأدوات تشمل الحاسوب، والأجهزة اللوحية المختلفة، وشبكة الإنترنت، والشاشات المختلفة وغيرها.[4]

يعتبر استخدام الحاسوب في التعليم من أهم مجالات العلوم المعاصرة، لذا لا بد من التعرف على مكوّناته وأجزائه المختلفة، وتركيبه الداخلي وطريقة عمله، والبرمجيات التي تخدم العملية التعليمية وتحسنها، لذلك فإن استخدام الحواسيب في العملية التعليمية له ميزات عديدة، منها:[4]

  • مساعدة الطلاب على التفكير والإبداع والبحث بمختلف المصادر المتاحة، لإثراء المعلومة لديه، بدلاً من تلقي معلومات محددة للحفظ والتخزين.
  • دفع الطلاب لاستخدام برامج حاسوبية في ترتيب معلوماتهم وتلخيصها، وتحويلها إلى معرفة باستخدام الجداول، وتنسيق المعلومات والمراجع وحفظها لتسهيل نقلها، أو الرجوع إليها.
  • تحضير الطلاب لمستقبلٍ مليءٍ باستخدام تكنولوجيا أكثر تطوراً، وتمكينهم من تلك المهارات التي تبدو من متطلبات العصر، حتى ينتفعوا بها في مستقبلهم، ويستخدموها على أكمل وجه.

أثر شبكة الإنترنت على وسائل التعليم

تساهم الشبكة العنكبوتية اليوم كأداة فاعلة في العثور على البيانات والمعلومات المختلفة التي قد يحتاجها الطالب في العملية التعليميّة، فاستخدام الشبكة العنكبوتية يضع جزءاً مهماً من العملية التعليمية على عاتق المتعلم، فمثلاً استخدام التطبيقات التعليمية والدورات التعليمية المكثفة على الشبكة العنكبوتية تضع على المتعلم مسؤولية اختيار المادة الدراسية، وطريقة دراستها، وجدولة ساعات التعلم، وتنظيم المعلومات واستخدامها وتطويرها إلى مهارات، إلا أن من إيجابيات استخدام تكنولوجيا الانترنت في التعليم توفير مرونةٍ عاليةٍ في ما يناسب نمط حياة كل متعلم، كما أنه يوفر خيارات عديدة من حيث الموضوع واختيار المؤسسة التعليمية، حيث إن تعدد تلك الخيارات وتنوع مصادرها وأشكالها يمكّن المتعلم من استثمار تلك الفرص واستغلال وقته بالمفيد النافع، وتحقق له إمكانية تميزه الذاتي بالرصيد المعرفي، دون تحمل تكاليف باهظة، فالتعلم عبر الإنترنت متاح لكل أفراد المجتمع في كل وقت وأي مكان هم فيه، فبالعلم تنمو الأمم وتزدهر الشعوب وتتطوّر، كما أنّ تعدد أشكال الأمية يتطلب من المجتمع السعي بكل موارده لمكافحتها، واستثمار كل فرصة تعود بالعلم النافع عليه.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب "The Advantages of Traditional Schools", education.seattlepi.com, Retrieved 3-12-2018. Edited.
  2. ↑ "16 Uses of chalkboard | For Better Teaching", studyread.com, Retrieved 3-12-2018. Edited.
  3. ↑ "THE ADVANTAGES OF SMART BOARDS IN THE CLASSROOM", rise-edu.com,1-6-2017، Retrieved 3-12-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Vijay Sharma (9-8-2016), "Importance of Computer Education in Schools for Students"، klientsolutech.com, Retrieved 3-12-2018. Edited.