-

أساليب الدعوة إلى الله

أساليب الدعوة إلى الله
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الدعوة إلى الله تعالى

يعتبر مفهوم الدعوة مفهوماً إسلامياً، ويعني دعوة البشر على اختلاف أماكنهم وألوانهم لدين الله سبحانه وتعالى، من خلال قيام شخصٌ مؤهّلٌ لتحمّل هذه المسؤولية، ويعرّف بالداعية، حيث يدلّ الناس على الطريق الصحيح والمنهج القويم، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، والدعوة إلى الله تُعرَّف بمعاني مختلفة ومنها:[1]

  • الدعوة بمعنى الإسلام: أي مجموعة القواعد والأصول التي يُتوصّل بها إلى تبيلغ الإسلام للناس.
  • الدعوة بمعنى نشر الإسلام وتبليغه: وهو تبليغ النّاس بأصول الدين وأركانه وقواعده، وتبيان التكاليف والنواهي.
  • الدعوة بمعنى الفن: وهو علمٌ يبحث عن كيفية كسب القلوب، واستمالة المكلّفين.

أساليب الدعوة إلى الله تعالى

أساليب الدعوة هي الطرق التي يتبعها الداعية لتنجح مهمّته في جذب الآخرين لعبادة الله سبحانه وتعالى، ويستمدّ الداعية علمه وكلامه من القرآن الكريم، ومن السنة النبوية الشريفة، وسيرة الصحابة، وتتنوّع الأساليب الدعوية، ولكنها تكون ضمن مجالاتٍ أربعة وهي:[1]

  • الأساليب التي تحرّك العاطفة، والشعور، والوجدان.
  • الأساليب التي تدعو إلى التفكّر، والتدبّر، والاعتبار.
  • الأساليب التي تعتمد على التجارب الإنسانية.
  • الأساليب العامة مثل؛ الخطابة، السؤال والجواب، والقصص، وغيرها.

ويجب على كلّ داعيةٍ مسلمٍ أن ينوّع بأساليب الدعوة، لأنّ كل إنسانٍ يحتاج لأسلوبٍ خاصٍ لدعوته إلى دين الله، ومن هذه الأساليب:[2]

  • الدعوة بتلطّفٍ ولينٍ: على الداعية المسلم أن يتحلّى بصفة الحلم والصبر، فيعامل الناس معاملةً طيبةً رقيقةً يكسب بها قلوبهم، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ).[3]
  • الدعوة بالحجج والبراهين: لا بدّ للداعية أن يكون ملمّاً لما يدعو إليه من الكتاب والسنة النبوية، فبعض الأشخاص قد لا يقتنع إلا بأدلّةٍ وبراهين، فيقول الله سبحانه وتعالى: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ).[3]
  • الترغيب: ويكون بذكر كل الأمور التي تجعلهم يحبّون دين الإسلام، وتشوّقهم لقبول الحق والثبات عليه، والحديث عن الثواب الذي سيلقونه عندما يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ويصبرون على الأذى في سبيله.[4]
  • الترهيب: ويتم ذلك من خلال تخويف المدعوّين من عذاب النار وسخط الله سبحانه وتعالى، وسرد قصص الأقوام السابقة الذين عوقبوا في الدنيا والآخرة بسبب غرقهم بالمعاصي واستمرار فعلها، والتحذير من الطغيان والكفر والفسوق، ومن الانصراف عن طاعة الله والامتثال لأوامره.[4]

أهمية الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله منزلتها عظيمةٌ عند الله عزّ وجلّ، وهي من أهمّ الفرائض والتكاليف على المسلمين عامّة، وعلى العلماء خاصّة، فهي طريق الأنبياء والرسل، والأمة كلّها بحاجةٍ للدعوة إلى الله، والتبصير في الدين والترغيب إليه، فالواجب على أهل العلم أن لا يكفّوا عن نشر الدين، وأن لا يفتروا ولا ييأسوا، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)،[5] فالواجب على كل مسلمٍ أن يقوم بواجب الدعوة إلى الله سواء كان في المنزل، أو المسجد، أو الجامعة، وعليه أن يستثمر أيّ وقتٍ وأيّ مكانٍ للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.[6]

وسائل في الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله من أحب الأعمال إلى الله، ويثيب عليها بأعظم الأجور،[7] فيقول عليه الصلاة والسلام: (فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلاً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمر النَّعم)،[8] وللدعوة إلى الله وسائل يجب على كل مسلمٍ أن يكون مطّلعاً عليها، ومن هذه الوسائل ما يأتي:[9]

  • تعلّم القرآن وتعليمه ونشره: يعتبر تعلّم القرآن الكريم ونشره من أعظم وسائل الدعوة إلى الله، فالقرآن هو الكتاب المعجز المتعبّد بتلاوته.
  • إعلاء منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونشر سنّته: تعتبر السنة النبوية مصدر التشريع الثاني للإسلام، فيجب على كل مسلمٍ أن يحافظ عليها.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: على الإمام أن يقوم بما أوصى به الله سبحانه وتعالى، وما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • إحياء أهمية المسجد في الدعوة: يعتبر المسجد من أنجح الوسائل في الدعوة إلى الله، ففيه يتمّ قراءة القرآن الكريم وتعلّمه، كما يحصل فيه ذكر الله سبحانه وتعالى، ولا ننسى أنّ بداية إشراق الإسلام كان من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

صفات الداعية المسلم

لا بد للداعية المسلم أن يتحلّى بعددٍ من الخصائص الأدبيّة والعقلية، فالدعاة لا يتقاضون أجوراً على دعوتهم، بل في بعض الأحيان يتحمّلون الكثير من المصاعب والشدائد في سبيل الدعوة إلى الله، والدعاة أُناسٌ امتلأت قلوبهم بالحق، وهم شفاءٌ للعلل والأمراض، وحرّاسٌ للحق، وهم من يتصدّون لمكائد الشيطان وأعداء الإسلام، ولهم العديد من الصفات الكريمة التي يتحلّون بها، ومن هذه الصفات ما يأتي:[10]

  • الإخلاص لله تعالى: أساس الدعوة تقوم على الإخلاص لله -تعالى- وحده، لذا يجب على كل داعيةٍ أن يكون حذراً ولا يخلط نيّته الخالصة مع أي أمرٍ كان، كالرياء والسمعة.
  • قوة الإيمان: الإيمان هو زاد الداعية المسلم، فالداعية ينفّذ ما جاء في القرآن الكريم، ويطبّق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمصادر التشريع هي منهج الداعية وما يستمدّ من قوة.
  • التضحية: تعتبر هذه الصفة من أهم الركائز للداعية، فقد يبذل الداعية وقته أو ماله أو حتى نفسه في سبيل نصرة دين الإسلام ونشره.
  • الشجاعة: يجب على الداعية المسلم أن يتحلّى بالشجاعة لقول الحق، ونصرة المظلوم، فنحن في زمنٍ كثُرت فيه الفتن، ولهذا يترتّب على الداعية أن يكون شجاعاً مقداماً لا يخاف شيئاً إلا الله، لأن الدعوة هي الهمّ الأساسي له.

مراجع

  1. ^ أ ب ناصر السيف، "أهمية الدعوة الدعوة إلى الله تعالى"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ أمين الدميري (14-6-2014)، "أساليب الدعوة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة النحل، آية: 125.
  4. ^ أ ب هند شريفي (9-4-2016)، "الترغيب والترهيب في الدعوة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ سورة فصلت ، آية: 33.
  6. ↑ "أهمية الدعوة إلى الله بالأساليب المشروعة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
  7. ↑ "أساليب ووسائل في الدعوة إلى الله"، www.islamweb.net، 2009-11-16، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3009، صحيح.
  9. ↑ "أعظم الوسائل في الدعوة إلى الله تعالى "، www.ar.islamway.net، 2017-1-28، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
  10. ↑ إشراف الشيخ محمد الغزالي، إعداد أحمد العدناني (1398هـ - 1978م)، الصفات الأساسية للداعية المسلم، السعودية: جامعة الملك عبد العزيز/ كلية الشريعة، صفحة 3-33. بتصرّف.