محمد عليه الصلاة والسلام
محمد -عليه الصلاة والسلام-
هو أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، ولد في ربيع الأول من عام الفيل في مكة المكرمة، وكان يتيم الأب، وتوفية والدته وهو صغير، فتبناه جده عبد المطلب ثم أبو طالب حتى كبر، وكان يعمل منذ صغره في التجارة ورعي الأغنام، وقد أرسله الله سبحانه للناس كافة، ورحمة للعالمين، لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
طفولة محمد -عليه الصلاة والسلام-
تربى محمد -عليه الصلاة والسلام- في أشرف بيت من بيوت مكة، وكانت مرضعته حليمة السعدية، وقد نشأ الرسول -عليه الصلاة والسلام- في بداية طفولته في صحراء بني سعد، مما كان للصحراء وقسوتها الأثر الكبير في تشكيل شخصيته وبنية جسده الطاهر، وفي السنة الرابعة من عمره حدثت مع الرسول حادثة غريبة، حيث كان يلعب مع الغلمان، فنزل عليه جبريل -عليه الصلاة والسلام-، وشق صدره وأخرج قلبه، ثم أخرج منه قطعة سوداء، فقال جبريل: "هذا حظ الشيطان منك"، ثم غسل بطنه وقلبه في وعاء من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده إلى مكانه.
وكان المراد من هذه الحادثة، إعداد محمد عليه الصلاة والسلام للنبوة منذ الصغر، وتطهيره من وساوس الشيطان، وبعد هذه الحادثة علمت مرضعته -صلى الله عليه وسلم- بما حصل له، فأعادته إلى والدته خوفاً عليه، فطمأنتها والدة الرسول -عليه الصلاة والسلام عليه-، وقد اختلفَ العلماءُ في الأخذِ بهذا الحادثة أو ردِّها.
شباب الرسول -عليه الصلاة والسلام-
في هذه المرحلة كان الرسول -عليه الصلاة والسلام-، بكفالة عمه أبي طالب، وكان أبو طالب رجلاً فقيراً، وقد حلت البركات على بيت أبي طالب بوجود محمد -عليه الصلاة والسلام-، حيث كانَ يرعى أغنام عمه، ولا يلهو لهو شباب قريش، ولم يسجد لصنم، ولُقب بالأمين في مكّة، وأثناء سفره مع عمه إلى الشام كانت القافلة تستريح على مقربة من صومعة، فرآه أحد الرهبان وبشّر عمّه بنبوّته ومكانته العظيمة وأوصاه عليه، وأثناء عودتهم كانت تظلُّه غمامة من الحر، وعندما سمعت خديجة بهذه الحادثة تقدمت بطلب الزواج منه، فوافق الرسول -عليه الصلاة والسلام- وتزوج منها، حيث كان يبلغ من العمر الخامسة والعشرين، وأنجبت منه خمسة أولاد.
محمد بعد البعثة
نزلت الرسالة السماوية إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو في الأربعين من عمره، وكانت بداية بعثته -صلى الله عليه وسلم- بالرؤيا الصالحة فكان لا يرى الرؤيا إلا وجاءت مثل الفلق، وكان يتعبد بغار حراء، عندما نزل عليه الوحي أول مرة، فجاءه وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني، فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم".
ورجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فحدّث خديجة بذلك وأخبرها الخبر، وقال: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام-
كانت دعوة الرسول في البداية بالسر، واستمرت ثلاث سنوات، ولم يتبعه إلا الفقراء والمساكين، وكانوا يجتمعون مع الرسول في دار الأرقم للتفقه بالدين، حتى أمر الله سبحانه رسوله الكريم بالجهر في دعوته، فاشتدت قريش بمعادتها للمسلمين وتعذيبهم، وحاولت بشتى الطرق إنهاء الدعوة، ولما اشتد البلاء بالمسلمين أُمروا بالهجرة إلى الحبشة، وحاصر الكفار من تبقى من بني هاشم في شعب أبي طالب مدة ثلاث سنوات، وتوفيت زوجة الرسول خديجة، وعمه أبي طالب في عام الحزن.
هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف بصحبة زيد بن الحارث، وتلقى من أهلها الأذى الشديد، ثم عاد إلى مكة، وأسْريَ به في حادثة الإسراء والمعراج من مكة إلى المسجد الأقصى.
بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين في بيعتين؛ العقبة الأولى والثانية أثناء موسم الحج ثم هاجر إلى المدينة، بعد أن افتداه علي -رضي الله عنه-، فمضى مع صاحبه أبي بكر إلى غار ثور؛ للاحتماء من الكافرين وبعد نجاتهما من كيد الكافرين، تابعا سيرهما إلى المدينة، وهناك بنى الرسول أول مسجد في الإسلام، وقام بعدة غزوات وحروب ضد المشركين حتى فتح مكة، وفي شهر ذي القعدة السنة العاشرة هجرية كانت حجة الوداع، وفي ضحى الإثنين/ ربيع الأول، سنة الحادي عشر هجرية، كانت وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-.