صلاة قيام الليل ووقتها
صلاة قيام الليل
تعدّ الصلاة المفروضة من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ويأتي بعدها صلاة قيام الليل، فقد قال عزّ وجل في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [المزمل:1-2]، وهذه هي السورة الثانية التي نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم، وهذا يدلّ على أنّ الله تعالى يحثّ النبي صلى الله عليه وسلّم على قيام الليل بالصلاة، وأوصى رسولنا الكريم المسلمين بالمحافظة عليها ووضّح فضلها وكلّ ما يتعلّق بها. فقيام الليل كما ورد عن الفقهاء وعلماء الأمة هو قضاء الليل كاملاً أو جزءاً منه في الصلاة وقراءة القرآن الكريم، وقيام الليل هو نفسه صلاة قيام الليل سواءً كانت قبل نوم العبد أو بعد نومه واستيقاظه ليلاً.
موعد صلاة قيام الليل
يبدأ موعدها من بعد صلاة العشاء إلى وقت طلوع الفجر، ولكن أفضل وقتٍ لها هو الثلث الأخير من الليل لنزول الله تعالى في هذا الوقت إلى السماء الدنيا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا ، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ ، يقولُ : من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ) [صحيح البخاري].
فضل صلاة قيام الليل
- تبث النور في قلب العبد وتورثه الشرف، وهي سببٌ لراحة الأبدان والتغلب على الشيطان؛ لأنّها عبادةٌ يكرهها الشيطان ويحاول دائماً ثني العبد عنها، كما أنّها تسبب جلاء البصر والحصول على الطمأنينة والراحة النفسية وإزالة الهم والغم.
- الحصول على رضوان الله تعالى وكسب الأجر، وقبول الأعمال وإطالة العمر، والحصول على محبته عزّ وجلّ، ومن أحبه الله تعالى فقد نجا.
- سببٌ لإجابة الدعاء وجلب الرزق، وخاصةً في الثلث الأخير من الليل عندما يتنزّل الله تعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله.
كيفية تأدية صلاة قيام الليل
تؤدى صلاة القيام مثنى مثنى كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم، حيث يسلّم المصلي بعد كل ركعتين، فقد قال صلى الله عليه وسلّم (صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى. فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدركُك فأَوتِرْ بواحدةٍ. فقيل لابنِ عمرَ : ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قال: أن تُسلِّمَ في كلِّ ركعتَينِ) [صحسح مسلم] ، ولم يثبت لها عددٌ محددٌ، إلّا أنّ الأفضل تأديتها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعةً فذلك أكثر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم، حيث يوتر المصلي بركعةٍ قبل طلوع الفجر، ولكن إنْ أراد العبد الصلاة أكثر فلا بأس ولكن عليه الحذر من طلوع الفجر حتّى لا تفوته ركعة الوتر.