من هم تسعة رهط
تسعة رهط
أرسل اللهُ سبحانه وتعالى لكلّ قوم رسولاً لينذرَهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى طريق الحقّ والخير، ويحذّرهم من الشرك والظلام، وقد تعرّض الكثير منهم للتعذيب والقتل والأسر والشك والشتم، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن تسعة رهط وقوم صالح.
تسعة رهط هم مجموعةٌ من المفسدين الذين نشروا الفسادَ والظلمَ في قوم صالح، قال تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [سورة النمل:48]، وكان أسماء هؤلاء التسعة: هرما، ودعمي، ودعيم، وهريم، وصواب، وداب، ومسطع، ورياب، وقدار بن سالف.
قوم صالح
كانت ثمودُ من القبائل التي أعمرَها الله في الأرض، أي طال اللهُ في أعمارهم، فطلبوا من صالحَ -عليه السّلام- أن يدعو اللهَ ليخرج لهم آية يستدلّوا بها على صدقِ نبوّته، فدعا صالح ربّه فأخرج لهم ناقة، فأصبحوا يملأوا منها كلّ وعاء وإناء وسِقاء، ثمّ أوحى الله -عز وجل- إلى صالحَ بأنّ قومَه سوف يعقرون ناقته، فسأل قومه وقالوا: ما كنا لنفعل، وقال لهم: ((إلاّ لم تعقروها أنتم يوشك أن يولدَ فيكم مولودٌ يعقرها)).
ثم ظهر المفسدون، وهم تسعة رهط الذين حاولوا قتل صالح -عليه السلام- بعد عقر ناقته، حيث إنّهم قالوا: تعالوا فلنقتل صالحاً فإن كان صادقًا عجّلنا قتله وإن كان كاذبًا ألحقناه بالناقة، ثمّ أتوْا في الليل لقتلِه -عليه السّلام-، لكنّ الملائكةَ دمغتْهم بالحجارة، فهلكوا، وعندما أتى أصحابهم ورأوْهم، قالوا لصالح: أنت الذي قتلتهم وأرادوا قتله وتعذيبه، لكن عشيرته دافعوا عنه فمنعوهم من ذلك، وقالوا: ((إنه قد أنذركم العذاب فإن كان صادقًا فلا تزيدوا ربّكم غضباً، وإن كان كاذباً فنحن نسلّمه إليكم))، فعادوا عنه.
سبب قتل تسعة رهط لناقة صالح
كان سبب قتل قدار بن سالف وهو أحد التسعة رهط لناقةِ صالح -عليه السلام-، هو أنه كان يجلسُ مع نفر من الناس يشربون الخمر، ولم يستطيعوا الحصولَ على ماء يمزجون به خمرَهم؛ حيثُ كان ذلك اليوم يومَ شرب ناقة صالح -عليه السلام-، فحرضّه بعضهم على التخلص منها وقتلها، وقد قيل أيضاً: بأنه كانت في ثمودَ امرأتان يقال لإحداهما قبال وللأخرى قطام، وكان مصدعُ يَهوى قبال، وقدار يَهوى قطام ويجتمعان بهما، وفي إحدى الليالي قالتا لمصدع وقدار لا سبيل إلينا إلا بعد أنْ تقتلوا الناقة، فقالا: نعم، وَخرجا وأصحابَهما وقصدا الناقة وهي على حوضها وقتلوها، وقد كان قتلُها يومَ الأربعاء، وهلاكُهما يومَ الأحد.