-

من أول من إكتشف القهوة

من أول من إكتشف القهوة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القهوة

يُعتبَرُ مشروبُ القهوة واحداً من المشروبات الأكثر شعبيّةً في العالَم، ويُوصَفُ بأنَّه المشروبُ المُخمَّرُ من البذورِ التي يتمُّ تحميصها، ومن ثمَّ طحنها وتحويلها إلى مسحوق، وهو مشروبٌ استوائيٌّ من أصولٍ أفريقيّة، وتَرجِعُ شعبيّة هذا المشروبِ إلى مفعولِه وتأثيرِه في تنشيطِ الجسمِ؛ وذلك بسبب وجود مادّة الكافيين فيه، وتعودُ أصول القهوة إلى إثيوبيا، وتحديداً منطقة كافا؛ حيثُ يُرجَّحُ أنَّه تمَّ أخذُها من هناك إلى منطقة جنوب الجزيرة العربيّة، ومن ثمَّ بدأَت زراعتُها في القرن الخامس عشر، وبدأ انتشارها بين العَرب ومن يجاوِرُهم، وأصبحَت مُرتبِطةً بالجلسات الاجتماعيّة، والثقافيّة؛ وذلك من خلال انتشار المقاهي التي تُقدِّمُها بمُختلَف أنواعِها، وقد دخلَت القهوةُ إلى الدُّوَل الأوروبيّة في القرنَين السادس، والسابع عشر، وفي نهاية القَرن السابع عشر، أصبحَت بريطانيا تَزدهرُ بالمقاهي، وكذلك المُستعمَراتُ البريطانيّةُ في أمريكا، وأوروبا.[1]

في نهاية القرن السابع عشر وُجِدَت كميّاتٌ محدودة من البُنِّ في مُقاطَعةِ اليَمَنِ، في جنوب الجزيرة العربيّة، وبتَزايُدِ شعبيّة المشروب المصنوع منه، تزايَدَ انتشارُه حتى وَصَلَ إلى عدّة جُزُرٍ، مثل جزيرة جاوة في إندونيسيا، وإلى الأمريكيَّتَين في القَرن الثامن عشر، كما بدأَت زراعةُ البُنِّ في جُزُرِ هاواي عام 1825م، ومع بداية القَرن العشرين، أصبحَ إنتاجُ البُنِّ يَتزايدُ في نِصفِ الكُرةِ الغربيِّ، مثل البرازيل، وبدأَ استخدامُ الآلآت؛ لتحميصِ البُنِّ بدلاً من استخدامِ الطُّرُقِ اليدويّةِ، ثمَّ تطوَّرَت طُرُقُ جَنيِ محصولِ حبوبِ البُنِّ، وفي عام 1950م بدأَ إنتاجُ حبوبِ القهوة الفوريّة في أفريقيا.[1]

أول من اكتشف القهوة

يَعودُ اكتشافُ القهوة كما تروي الأساطيرُ إلى راعي الغنم كلدي؛ حيثُ لاحظَ أنَّ الماعزَ أصبحَت شديدةَ النشاطِ ولم تنمْ في الليل؛ وذلك بَعدَ تناوُلِها لنوعٍ من توتِ شجرةٍ مُعيَّنةٍ، وبَعدَ مُلاحَظتِه هذه أخبرَ رئيسَ الدّير في منطقتِه، والذي قامَ بصُنْعِ شرابٍ من ذلك التوت، وشاركَه مع الرُّهبانِ، وبدأَت معرفةُ التوت المُنشِّط بالانتشار، وهكذا انتقلَت الكلمةُ إلى الشَّرق، ووصلَت القهوةُ إلى جنوبِ الجزيرة العربيّة، وبدأت زراعتُها في منطقة اليَمَن، ثمَّ بحلولِ القَرن السادس عشر، أصبحَت معروفةً في بلاد فارس، ومصر، وسوريا، وتركيا، وسرعانَ ما انتشرَت القهوةُ في أوروبا، إلّا أنّ رجال الدين أدانوا هذا المشروبَ عندما وصلَ إلى البندقيّة عام 1615م، إلى أن تمَّت الموافقة عليه من قِبَلِ البابا كليمنت بَعدَ أن تذوَّقَه، ثمَّ بدأَت القهوةُ بالانتشار، من خلال إنشاء المقاهي في إنجلترا، والنمسا، وفرنسا، وألمانيا، وأصبحَت مشروباً رئيسيّاً في وجبة الإفطار، وبدأَ التنافسُ على زراعةِ القهوة؛ بسبب شعبيَّتِها، واستطاعَ الهولنديّون الحصولَ على شتلاتٍ من القهوة في النصف الأخير من القرنِ السابعِ عشر، وأصبحوا يمتلكونَ تجارةً مُنتِجةً، وناميةً في هذا المجال.[2]

القهوة الإثيوبيّة

تُعتبَرُ إثيويبا المَنشأ الأصليّ لثقافةِ وتصنيعِ القهوةِ؛ حيثُ تمَّ اكتشافُها في تلك المنطقة في القرن التاسع، ويَعتمدُ السكَّان في عَملِهم على زراعة القهوة؛ إذ يشاركُ ما يقاربُ 12 مليون شخصٍ في ذلك، وتُعتبَرُ القهوةُ جزءاً أساسيّاً من الثقافة الإثيوبيّة؛ فقد ظهرَت في العديدِ من التعبيراتِ التي تتحدَّثُ عن الحياةِ، والأشخاصِ، والطعامِ، وخيرُ مثالٍ على ذلك القهوةُ الإثيوبيّةُ الأكثرُ شيوعاً، والمعروفة باسم بونا دابو ناو (بالإنجليزيّة: Buna dabo naw)، وتعني: القهوة هي خبزُنا، وهذا يعني أنَّ القهوةَ هي المصدرُ الأساسيُّ للرزق عند الإثيوبين، وأنَّ لها دوراً كبيراً في نظامِهم الغذائيِّ.[3]

زراعةُ القهوة وإنتاجُها

تبدأُ عمليّة إنتاجِ القهوةِ بزراعتها كنبتة، وهي شُجَيرةٌ استوائيّةٌ دائِمةُ الخضرةِ، ويُزرَعُ النوعُ العربيُّ من القهوة في مناطق في أمريكا اللاتينيّة، بينما نَجِدُ قهوةَ روبوستا في أفريقيا، ويُزرَعُ كلا النوعَين في كلٍّ من الهند، وإندونيسيا، ودُوَلٍ آسيويّةٍ أخرى، وهناك العديد من الأشكال والأنواع منها، وتحتاجُ القهوة إلى عوامل مناخيّة مُعيَّنة؛ لتنمو، مثل: درجات حرارة تتراوحُ بين 73-82 درجة فهرنهايت، وهطول أمطار يتراوحُ بين 60 -80 بوصة سنوياً، بالإضافة إلى فترة جفاف تمتدُّ من شهرين إلى 3 أشهرٍ، وتتمُّ زراعةُ شُجَيرات القهوة في صفوف مُتباعِدةٍ، في بداية موسم الأمطار، وتحتاجُ حبوبُ البُنِّ من 3-4 سنواتٍ؛ لتبدأَ بالظهور، وخلال ذلك تحتاجُ الشُّجَيرات إلى العناية والتشذيب؛ لتحفيزِ الثمرةِ، وإعطاءِ الشتلاتِ التوازنَ، والقوّةَ.[1][4]

وعندما يصبحُ لونُ الثمرةِ أحمرَ أرجوانيّاً، تكون قد نضجَت تماماً؛ ليتمَّ قَطفُها ومُعالَجتُها، عن طريق تقشيرِها، ومن ثمَّ تجفيفِها؛ وذلك حتى يتمَّ التخلُّص من الرطوبةِ الموجودةِ في الحبوب، ويتمُّ استخدامُ عدّة طُرُقٍ للمعالجة، هي: الطريقة الأولى، وهي العمليّة الجافّة؛ حيثُ يتمُّ استخدام الآلآت البسيطة فتُوضَعُ الحبوبُ بعد تقشيرِها وغليِها في الشمس، ثمَّ يتمُّ تحريكُها يدويّاً؛ لمنع تعفُّنِها، ويستغرقُ ذلك عدّة أيّام إلى أربعة أسابيع، وتُعتبَرُ هذه الطريقةُ غيرَ عمليّة إلى حدٍّ ما، أما الطريقة الثانية فتُسمَّى بالعمليّة الرطبة، وهي تحتاجُ إلى معدّاتٍ أكثر تطوُّراً، كما أنّ عيوبَها أقلّ؛ حيثُ يتمُّ التقشيرُ باستخدام الآلات، ثم يُزَالُ اللبُّ عن البِذرةِ باستخدامِ تقنيةِ التخمير، ثم تُجفَّفُ الحبوبِ وتُلمَّعُ ميكانيكيّاً.[1][4]

في حين أنَّ الطريقة الثالثة تشتملُ على دَمْجٍ للطريقَتَين: الأولى، والثانية؛ حيثُ تتمُّ إزالة اللبِّ بطُرُقٍ ميكانيكيّةٍ، ثم يتمُّ تجفيفُ الحبوبُ دونَ اللجوء لعمليّةِ التخمير، وتُحافِظُ هذه الطريقةُ على تَوازُنِ طَعْمِ حبّة القهوة، ويُفضَّلُ تصديرُ الحبوبِ مباشرةً؛ وذلك لتجنُّبِ المشاكلِ التي قد تحدُثُ أثناءَ التخزين، وخاصّة في الدُّوَل الفقيرة المُنتِجةِ للقهوة، وفي بَعض المناطق تتمُّ إزالةُ الكافيين من القهوة قَبلَ عمليّة التحميص، وذلك بعدّة طُرُق؛ حيثُ يتمُّ تحميصُ حبوب القهوة على درجات حرارة مُرتفِعة تتراوحُ بينَ 180-250 درجة مئويّة؛ لتصبحَ بُنِّيةً، وغامقةً، وغنيّةً، كما تتفتَّحُ مساماتُها، ويُعطي التحميصُ للقهوة الرائحةَ المُميَّزة، ثمَّ يتمُّ تبريدُها بطريقةٍ سريعةٍ، وفَرْزها؛ للتخلُّص من الحبوب السيِّئةِ، والداكِنةِ، ثمَّ تُترَكُ الحبوبُ كما هي، ولا يتمُّ طَحنُها حتى يحينَ وقتُ الشراءِ من قِبَلِ المُستهلِك، وتتمُّ تعبئةُ مسحوقِ القهوة في أكياس مُخصَّصة ومُفرَغة من الهواء؛ حتى لا تفقِدَ جُزءاً من نكهتِها.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Coffee, History", www.britannica.com, Retrieved 2018-4-1. Edited.
  2. ↑ "The History of Coffee", www.ncausa.org, Retrieved 2018-4-3. Edited.
  3. ^ أ ب LINDSEY GOODWIN (2018-3-19), "Ethiopian Coffee Culture"، www.thespruce.com, Retrieved 2018-4-3. Edited.
  4. ^ أ ب René Coste, "Coffee production"، www.britannica.com, Retrieved 2018-4-3. Edited.