من أول من صام من البشر
أول من صام من البشر
عرفت البشرية الصّيام كسلوكٍ وعبادةٍ مُنذُ أنْ خَلق الله تعالى البشريّة على هذه الأرض ووضع لها منهجاً ربانياً تَسير عليه وتهتدي بنوره، وقد ورد في التاريخ والأثر أنَّ أوَّل إنسانٍ عَرف الصّيام كمنسكٍ وعبادةٍ يَتقرّب بها العبد إلى ربّه جلّ وعلا هو آدم - عليه السّلام - أبو البشر جميعاً، فقيل إنّ صيامه كان ثلاثة أيّامٍ في الشّهر.
اقتدى بآدم عليه السلام من بعده سيّدنا نوح - عليه السّلام -؛ حيث كان يصوم ثلاثة أيام من كلِّ شهرٍ شكراً لله تعالى على النّجاة من الطّوفان، كما صام من بعده الأنبياء والصّالحون، وهناك خلافٌ بين المؤرخين والعلماء على كيفيّة الصّيام، فما هو الصّيام لغة واصطلاحًا؟ ومن هو أوّل من صام في الإسلام؟ وما هو أفضل الصّيام؟.
معنى الصّيام
يعرّف الصّيام لغةً أنّه الانقطاع عن أمرٍ مُعين، فيقال صام فلان عن الكلام صوماً، أيّ انقطع عنه وتركه لسببٍ مُعيّن وحتى حين، وفي ذلك قوله تعالى على لسان مريم ( إنّي نذرتُ للرّحمنِ صَوماً فلنْ أُكلِّمَ اليومَ إنسِيّا )، أمّا الصّوم في اصطلاح العلماء فهو الامتناع عن الأكل والشّرب وكل المفطرات بنيّةٍ مَخصوصةٍ لذلك تَعبّداً لله تعالى أو تنفّلاً، ويكون هذا الانقطاع من وقتِ أذان الفجر الثّاني حتى غروبِ شمس ذلك اليوم.
أوّل من صام بعد البعثة النبوية
الصّيام هو ركنٌ مُهمّ من أركان الإسلام، فَرَضه الله تعالى على المسلمين وكتبه في العام الثّاني للهجرة، وقد كان النّبي - عليه الصلاة والسلام - يصوم ثلاثةَ أيّامٍ من كلّ شهر وكذلك فعل المسلمون، كما وجد النّبي الكريم اليهود في المدينة يَصومون يوماً ويحرصون على صيامه، وهذا اليوم هو يوم عاشوراء.
لمّا سأل النّبي صلى الله عليه وسلم اليهود عن سبب صيامهم لهذا اليوم فقالوا إنّ الله تعالى نَجّا في هذا اليوم موسى - عليه السّلام - وقومه من فرعون، فكان جواب النبي أنّ المسلمين هُم أحقُّ بموسى منهم؛ فأمر بصيامه، وكان واجباً حتّى فرض الله صيام شهر رمضان المبارك، فيكون بذلك النّبي وصحابته هم أوّل من صام في الإسلام.
الأيّام التي يندب فيها الصّيام
حثّ النّبي عليه - الصلاة والسّلام - على الصّيام باعتباره جَنّة أي حصنٌ ووقايةٌ من الوقوع في الشّهوات والمعاصي، وكان من سُنّتِه أنْ يصوم ثلاثة أيّام في الشهر وهي الأيّام البيض، كما حرص عليه الصّلاة والسّلام على صيام الإثنين والخميس من كلِّ أسبوع؛ لأنّ الأعمال في هذه الأيّام تُعرض على الله تعالى، وبيّن كذلك أنّ أفضل الصّيام عند الله هو صيام داود - عليه السّلام - حيث كان يصوم يوماً ويُفطر يوماً.