ثعلب الماء
ثعلب الماء
ينتمي ثعلب الماء أو القضاعة (بالإنجليزيّة: Otter) إلى فصيلة العرسيات، رتبة اللواحم، طائفة الثدييّات، شعبة الحبليات، مملكة الحيوانات.[1]
تضم فصيلة العرسيات كل من: ثعلب الماء، وابن عرس، والمنك، والغرير، والخز، وفيما يتعلق بثعالب الماء فهي حيوانات صغيرة إلى متوسطة الحجم لها أرجل قصيرة، وأجسام طويلة ونحيلة، وذيل طويل مستدق الطّرف، ويغطي جسمها -باستثناء القدمين والخطم- فراء ناعم وكثيف، وتتميّز بامتلاكها حواس متطورة وغرائز حادة تساعدها على الصّيد، كما أنّها حيوانات شبه مائية تحصل على غذائها من الماء، وتتمكّن من العيش في البيئات البحريّة والمياه العذبة.[2]
أنواع ثعلب الماء
يوجد 13 نوعًا من ثعالب الماء تنتمي إلى 7 أجناس تنتشر في جميع أنحاء العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية،[3] وهذه الأجناس هي: جنس القضاعيّة، وجنس ثعلب الماء مرقط العنق، وجنس ثعلب الماء الدّوري، وجنس ثعالب ماء العالم الجديد، وجنس ثعلب الماء جناحي الذيل، وجنس ثعلب الماء صغير المخلب، وجنس ثعلب الماء البحري.[4]
جنس القضاعيّة
يضم جنس القضاعيّة (بالإنجليزيّة: Lutra) أنواع ثعالب الماء الآتية:[4]
- ثعلب الماء الأوروبي: (الاسم العلمي: Lutra Lutra)، يعيش ثعلب الماء الأوروبي أو الأوراسي (بالإنجليزيّة: European Otter) في المياه العذبة، وقد يصل في بعض الحالات إلى البحر بحثًا عن الغذاء إلّا أنّه يسارع إلى غسل الملح عن جسمه عندما يعود إلى الماء العذب، وهو أكثر أنواع ثعالب الماء انتشارًا، حيث ينتشر في أجزاء من آسيا، وإفريقيا، بالإضافة إلى جميع أنحاء أوروبا، وقد انخفضت أعداد هذا النّوع في خمسينات القرن الماضي لدرجة كبيرة؛ نتيجة لفقدان الموائل، والاستخدام المفرط لمبيدات الآفات السّامة، إلّا أنّ الأعداد ارتفعت مجددًا في بعض البلدان بحلول عام 1999م بفضل بعض المبادرات الهادفة لحماية هذا النّوع، يتميّز ثعلب الماء الأوروبي بأنّه ليليّ النّشاط بشكل عام، وهو محب للعزلة إلّا أنّه قد يعيش ضمن عائلة، ويتكوّن نظامه الغذائي من: الأسماك، والقشريات، والبرمائيات، والزّواحف، والطّيور، والبيض، والحشرات، والدّيدان.[4][5]
- ثعلب الماء أشعر الأنف: (الاسم العلمي: Lutra Sumatrana)،[4] يتميز ثعلب الماء أشعر الأنف (بالإنجليزيّة: Hairy-nosed Otter) بغزارة الشّعر في أنفه، وبشفة عليا بيضاء اللون، ويتكوّن نظامه الغذائي من الأسماك بشكل أساس، ويأكل أيضاً الضّفادع، والسّحالي، وسّلاحف المستنقعات، وثعابين الماء، والقشريات، والحشرات التي تعيش في المستنعقات والمياه الساحلية الضحلة، يعيش ثعلب الماء أشعر الأنف في جنوب شرق آسيا، وهو نوع نادر ومهدّد بخطر الانقراض؛ نظرًا لوجود الكثير من المخاطر التي تهدده ضمن حدود بيئته الطّبيعية، لذلك يتمّ الآن حفظه وتكثيره تحت إشراف البشر خارج نطاق بيئته حتى تستقر أعداده ويصبح من الممكن نقله إلى المحميات الطبيعيّة.[5]
جنس ثعلب الماء مرقط العنق
يضم جنس ثعلب الماء مرقط العنق (بالإنجليزيّة: Hydrictis) نوعًا واحدًا يُسمى أيضاً ثعلب الماء مرقط العنق (بالإنجليزيّة: Spotted-necked Otter)، أو ثعلب الماء مرقّط الحلق (بالإنجليزيّة: Speckle-throated Otter) والمعروف علميًا باسم (Hydrictis maculicollis)،[4] تنتشر أفراد هذا النّوع في جميع أنحاء إفريقيا وتحديدًا جنوب الصّحراء الكبرى، وعلى الرّغم من المدى الجغرافي الواسع الذي يشكل حدود بيئته إلّا أنّ أعداد أفراد هذا النّوع قليلة جدًا؛ بسبب زيادة نسبة التلوث، وفقدانه للموائل التي يعيش فيها، ولأنّه شديد التّطلّب فيما يخص البيئة المناسبة لمعيشته، فهو يعيش فقط في المناطق التي تتوفّر فيها المياه العذبة طوال العام، ولا يعيش في البيئات البحريّة أو السّاحلية التي تحتوي على مياه مالحة، من ناحية أخرى لا بدّ أن تحتوي مناطق تواجده على نباتات كثيفة؛ لأنّها توفّر له غطاء يحميه من الحيوانات المفترسة أثناء الرّاحة، وتمنحه مكانًا آمنًا لبناء الأوكار التي تكون عادة مزودة بمدخل يمكن الوصول إليه من تحت الماء.[6]
جنس ثعلب الماء الدّوري
يضم جنس ثعلب الماء الدّوري (بالإنجليزيّة: Lutrogale) نوعًا واحدًا وهو ثعلب الماء ناعم الفراء (بالإنجليزيّة: Smooth-coated Otter) المعروف علميًا باسم (Lutrogale Perspicillata)،[4] ينتشر أفراد هذا النّوع في جميع أنحاء جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، وقد تأكدّ وجوده في كل من: باكستان، والهند، ونيبال، وبوتان، وبنغلاديش، وجنوب غرب الصّين، وميانمار، وتايلاند، وفيتنام، وماليزيا، وإندونيسيا، وبروناي، أمّا في الشّرق الأوسط فلم يتأكد وجوده إلّا في العراق، حيث توجد أفراد هذا النّوع كمجتمع جزئي،[7] وعلى الرّغم من أنّ ثعالب الماء ناعمة الفراء تعيش بشكل أساس في السّهول، إلّا أنّه يمكنها العيش أيضاً في المناطق شبه القاحلة في شمال غرب الهند، وهضبة الدّكن، ومن الجدير بالذّكر أنّ ثعالب الماء ناعمة الفراء تلجأ إلى الأنهار والبحيرات الكبيرة، ومصبات الأنهار، وغابات مستنقعات الخث، وغابات أشجار المانجروف، وحقول الأرز بحثًا عن الغذاء.[8]
جنس ثعالب ماء العالم الجديد
جنس ثعلب ماء العالم الجديد (بالإنجليزيّة: Lontra)، ويضمّ الأنواع الآتية:[4]
- ثعلب ماء الأنهار الشّماليّة: (الاسم العلمي: Lontra canadensis)، تتكيّف ثعالب ماء الأنهار الشّماليّة (بالإنجليزيّة: Northern River Otter) للعيش في الموائل شبه المائيّة في كل من كندا والولايات المتحدة باستثناء أجزاء من الجنوب الغربي، وفي المكسيك في منطقتي ريو غراندي، ودلتا نهر كولورادو، ويمكن لهذا النّوع من ثعالب الماء النمو والعيش في البرك، والمستنقعات، والبحيرات، والأنهار، ومصبات الأنهار التي توجد في المناطق الباردة أو الدّافئة طالما أنّها تتمكّن من العثور على ما يكفيها من طعام،[9] إلّا أنّها تفضل العيش في البحيرات، والبحيرات السّبخيّة التي تحتوي على جحور مهجورة لثدييّات أخرى -مثل القندس الأمريكي- لتستعملها كمكان للسكن، وتتجنب هذه الحيوانات المسطحات المائيّة ذات الشواطئ المنحدرة التي تتكون من رمال وحصى.[10]
- ثعلب ماء الأنهار الجنوببّة: (الاسم العلمي: Lontra provocax)،[4] يعيش ثعلب ماء الأنهار الجنوبيّة (بالانجليزيّة: Southern River Otter) بشكل دائم بالقرب من المياه العذبة، حيث يعيش بالقرب من الأنهار التي تحتوي ضفافها على غطاء نباتي، وفي البحيرات الدّاخليّة، وبالقرب من المناطق السّاحلية الصّخرية لكل من الأرجنتين وتشيلي، ويتكوّن نظامه الغذائي أساسًا من الأسماك، ولكنه يصطاد أيضاً السّرطان، والرّخويات، والطّيور، ومن المشاكل التي يواجهها ثعلب ماء الأنهار الجنوبيّة والتي أدّت إلى انخفاض أعداده: الصّيد الجائر، وفقدان الموائل، بالإضافة إلى وجود أسماك السلمون المستورد التي تنافسه على الأسماك المحليّة، خاصة أنّ سمك السلمون يتحرك بسرعة فلا يتمكّن ثعلب الماء من اصطياده.[5]
- ثعلب ماء أنهار الإقليم المداري الجديد: (الاسم العلمي: Lontra Longicaudis)، يُعرف ثعلب ماء أنهار الإقليم المداري الجديد (بالإنجليزيّة: Neotropical River Otter) أيضاً باسم ثعلب الماء طويل الذّيل (بالإنجليزيّة: Long-tailed Otter)؛ لأنّ طول ذيله قد يكون مساويًا لطول جسمه أو يفوقه طولًا، يعيش أفراد هذا النّوع في جميع أنحاء أمريكا الجنوبيّة باستثناء تشيلي والمناطق شديدة الجفاف، حيث يمتد نطاق وجوده من المكسيك جنوبًا إلى شمال الأرجنتين، ويفضّل العيش في المناخات الدّافئّة المعتدلة، والغابات المطيرة، والغابات دائمة الخضرة، والشواطئ الصخرية، والسواحل، ومن المهم له التّواجد باستمرار بالقرب من المياه المالحة والعذبة حيث يقضي معظم وقته داخل الماء.[11]
- ثعلب ماء البحار: (الاسم العلمي: Lontra Felina)، يعيش ثعلب ماء البحار (بالإنجليزيّة: Marine Otter) على طول ساحل المحيط الهادئ الممتد من شمال البيرو جنوبًا مرورًا بساحل تشيلي إلى جنوب أمريكا الجنوبيّة، بالإضافة إلى بعض المناطق المعزولة في الأرجنتين، يتميّز ثعلب ماء البحار عن باقي أنواع جنس ثعالب ماء العالم الجديد بأنّه يعيش بشكل حصري في البحار، ولا يمكنه العيش في المياه العذبة، وهو يفضّل المناطق ذات الرّياح القوية، والبحار الكثيفة التي تحتوي على العديد من أنواع الأسماك الصّخرية، والرّخويات، والقشريات، يقضي ثعلب ماء البحار معظم وقته في الماء إلّا أنّه قد يلجأ أحيانًا إلى الكهوف ذات النتوءات الصخرية خاصة أثناء موسم التّكاثر؛ لأنّها توفر له الحماية من الحيوانات المفترسة، وتحتوي على العديد من الفرائس، ويُعتقد أنّ ثعالب البحار لا تعيش على سواحل باتاغونيا الأطلسيّة؛ لأنّ شواطئها رمليّة وهي تفضل الشواطئ الصخريّة بشكل خاص.[12]
جنس ثعلب الماء جناحيّ الذّيل
يضمّ جنس ثعلب الماء جناحي الذّيل (بالإنجليزيّة: Pteronura) الذي يتميّز بذيل مسطّح شبيه بالجناح نوعًا واحدًا وهو ثعلب الماء العملاق (بالإنجليزيّة: Giant Otter) المعروف علميًا باسم (Pteronura Brasiliensis)، والذي يُعرف بأنّه أكبر أنواع ثعالب الماء انتشارًا، ولكن عمليات الصيد حولته إلى حيوان قريب من الانقراض، ويصل طوله إلى 170 سم تقريبًا، يعيش ثعلب ماء العملاق في أنهار، وبحيرات، ومستنقعات أمريكا الجنوبيّة، حيث عثُر عليه في الجزء الجنوبي الشّرقي من البيرو باستثناء المناطق القريبة من جبال الأنديز شديدة الانحدار، تعيش ثعالب الماء العملاقة ضمن مجموعات عائليّة كبيرة تضم الأبوين الذين يرتبطان معًا طوال الحياة، وذريتهما، وعلى الرغم من أنّ أفراد المجموعة تحمي غالبًا مناطقها من الدخلاء، إلّا أنّها قد تقبل بانضمام أفراد لا صلة لهم بالمجموعة، تتميّز ثعالب ماء العملاقة بوجود علامات على الرّقبة تميّز كل فرد منها عن الآخر، وهي حيوانات نهاريّة النّشاط، وشديدة الصّخب، وتحظى بشعبيّة كبيرة لدى السّياح الذين يأتون لمشاهدتها في المحميات.[5][13]
جنس ثعلب الماء صغير المخلب
يضمّ جنس ثعلب الماء صغير المخلب (بالإنجليزيّة: Aonyx) الأنواع الآتية:[4]
- ثعلب الماء الإفريقي عديم المخالب: (الاسم العلمي: Aonyx Capensis)،[4] ثعلب الماء الإفريقي عديم المخالب (بالإنجليزيّة: African Clawless Otter) هو ثالث أكبر جنس من أجناس ثعالب الماء، ويعيش في المياه العذبة بشكل أساس، إلّا أنّه قد يصل في تجواله إلى الموائل البحريّة، ثمّ يعود إلى المياه العذبة لغسل الملح عن جسده، كما يمكن العثور عليه في البلدات والمدن، ويستطيع العيش في الأنهار الملوثة، يتميّز هذا النّوع بعدم امتلاكه لمخالب، كما أنّ الأغشية التي تغطي مخالبه مختزلة، ومع ذلك فهو يتمتع بقدرة عالية على الصّيد حتى في المياه المعتمة بفضل شعر شاربه الطّويل الذي يستشعر حركة الفرائس، وبفضل أضراسه الكبيرة القادرة على سحق السرطان والكركند، كما يعيش على الضّفادع، والأسماك، والحشرات، وينشط ثعلب الماء الإفريقي عديم المخلب في فترة الغسق، وهو عادة حيوان محب للعزلة إلّا أنّه قد يعيش ضمن عائلة مكونة من الأم ونسلها -نادرًا الأب- في المواسم التي يتوفر فيها الصيد.[5]
- ثعلب ماء الكونغو عديم المخالب: (الاسم العلمي: Aonyx Congicus)، يعيش ثعلب ماء الكونغو (بالإنجليزيّة: Congo Clawless Otter) في حوض نهر الكونغو بما في ذلك جمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الدّيمقراطية، وغينيا الاستوائيّة، والجابون، وجنوب الكاميرون، وجنوب جمهورية إفريقيا الوسطى، وشمال أنجولا، ويمتد نطاق وجوده شرقًا إلى الغابات والأراضي الرّطبة في رواندا، وبوروندي، وأوغندا، حيث ينتشر في الغابات المطيرة، ومستنقعات الأراضي المنخفضة، وغابات المستنقعات مقطوعة الأشجار، وبعض الأنهار الممتدة ضمن نطاق وجوده.[14][15]
- ثعلب الماء الشّرقي صغير المخالب: (الاسم العلمي: Amblonyx Cinereus)، يُعرف ثعلب الماء الشّرقي صغير المخالب (بالإنجليزيّة: Oriental Small-clawed Otter) أيضاً باسم ثعلب الماء الآسيوي صغير المخالب (بالإنجليزيّة: Asian Small-clawed Otter)،[4] وهو أصغر أنواع ثعالب الماء حجمًا، وينتشر في جنوب الهند، وجنوب الصّين، وجنوب شرق آسيا، وإندونيسيا، والفلبين، ويقضي معظم وقته على اليابسة، ويفضّل العيش في المياه الضحلة الغنية بمصادر الغذاء الجيد، والمناطق ذات الغطاء النباتي المعتدل إلى المنخفض، إلّا أنّه يتكيّف أيضاً للعيش في الأراضي الاستوائية الساحلية الرطبة، والجداول الجبليّة، والأنهار، وغابات المستنقعات، والمياه العذبة، وحقول الأرز، وغابات أشجار المانجروف، والبحيرات، والجداول، والخزانات، والقنوات، وقنوات تصريف المياه، ومناطق المد والجزر التي توجد ضمن نطاق انتشاره، وعلى طول السواحل البحرية، ويتميز هذا الحيوان بأنّه حيوان اجتماعي وذكي، حيث يتشارك في الموائل مع كل من ثعلب الماء الأوروبي، وثعلب الماء ناعم الفراء، وثعلب الماء أشعر الأنف، ويتصف ثعلب الماء الشّرقي بقدرته الفائقة على التكيف مع التغيرات المنّاخية والغذائية.[16][17]
جنس ثعلب الماء البحري
يضمّ جنس ثعلب الماء البحري (بالإنجليزيّة: Enhydra) نوعًا واحدًا وهو ثعلب الماء البحري (بالإنجليزيّة: Sea Otter) المعروف علميًا باسم (Enhydra lutris)، يغطي جلده فراء هو الأكثف من بين جميع أنواع الثدييّات والذي يعوضه عن غياب الطّبقة الدّهنية التي توجد عادة تحت الفراء، والتي تساعد الثدييّات على تحمّل البرد، وتتميّز ثعالب الماء البحريّة بأنّها تعيش ضمن مجموعات تتكوّن من جنس واحد، وتقضي وقتها طافية على سطح البحر، أو غاطسة بحثًا عن المحار، وسرطان البحر، وقنفذ البحر، ومن النادر أن تصل إلى الشاطئ.[5]
انتشرت ثعالب الماء البحريّة سابقًا من المكسيك إلى ألاسكا وحتى اليابان، ثمّ تتناقصت أعدادها حتى شارفت على الانقراض إلّا أنّ أعدادها تزايدت في الوقت المناسب، ويمكن العثور عليها حاليًا في روسيا وكاليفورنيا، وتوجد أيضاً بأعداد كبيرة في ألاسكا، ومع ذلك فهي لا تزال عرضة للكثير من المخاطر من بينها خطر الصّيادين الباحثين عن الفراء، والحيوانات المفترسة مثل الحوت القاتل، والسّموم التي تنقلها المياه، وتفضّل ثعالب الماء البحريّة الأماكن التي يكثر فيها طحلب الكِلْب الذي تلف بها أجسامها حتى لا تنجرف أثناء استراحتها.[5][18]
خصائص ثعلب الماء
فيما يأتي أهم خصائص ثعلب الماء:
تركيب الجسم
تتميّز جميع أنواع ثعلب الماء بلونها البني القريب من لون الشوكولاتة باستثناء الذقن، والحلق، والبطن، حيث تظهر هذه المناطق بلون كريمي شاحب،[19] ولثعالب الماء جسم طويل متعرج مغطى بفراء مكوّن من طبقتين، طبقة خارجيّة تحتوي على شعر طويل عازل للماء، وطبقة داخليّة عازلة مكون من الهواء، ولها رأس مسطّح وأذنان صغيرتا الحجم، وخطم عريض محاط بشعر طويل وقاس، ولثعالب الماء أيضاً ذيل طويل وسميك يساعدها على السّباحة، وأرجل قصيرة قوية، وأقدام تنتهي بخمسة أصابع تفصل بينها أغشية في معظم الأنواع.[19][20]
الحجم
توجد ثعالب الماء بأحجام مختلفة، أكبرها حجمًا وليس ثقلًا ثعلب الماء العملاق الذي يتراوح طوله بين 1.5-1.8 مترًا، أمّا أصغرها حجمًا وأخفها وزنًا فهو ثعلب الماء الشّرقي صغير المخالب الذي يبلغ طول جسمه 90 سم، ولا يزيد وزنه عن 5 كغ، أمّا أثقل أنواعها فهو ثعلب الماء البحري حيث يبلغ وزن الذّكور 41 كغ.[21]
الحواس
فيما يأتي معلومات تتعلّق بحواس ثعالب الماء: [22]
- السّمع: تتمتع ثعالب البحر بحاسة سمع قويّة لها دور أساس في استشعار الخطر.
- البصر: هي الحاسة الأكثر أهمية في الصّيد، ويتمكّن ثعلب الماء من الرّؤية بوضوح بفضل قدرة عدسة العين والقرنية على تصحيح انكسار الضّوء أثناء مروره بين الماء والهواء، وتكون رؤية ثعلب الماء البحري متساوية من حيث الوضوح داخل الماء أو في الهواء إذا توفّر ضوء كافِِ، أمّا في الضّوء الخافت فتكون رؤية ثعلب الماء البحري في الهواء أكثر وضوحًا.
- اللمس: يتلقى دماغ ثعلب الماء معلومات حسيّة متعلقة باللمس من عدة مناطق بالجسم وهي:
- الشّم: تتمتع ثعالب الماء بحاسة شم حادة، وهي الحاسة الأهم في التواصل بين ثعالب الماء، خاصة فيما يتعلق بتحديد المناطق الإقليميّة، وتحديد مدى استعداد أفراد الجنس الآخر للتكاثر.
- الكفوف الأماميّة: تعتمد بعض أنواع ثعالب الماء، ومنها ثعالب الماء عديمة المخالب، وثعالب الماء البحريّة على الكفوف الأماميّة كأعضاء استقبال معنيّة باللمس أثناء بحثها عن الطّعام، لذلك تكون أجزاء الدماغ التي تستقبل المعلومات الحسيّة المتعلقة باللمس من الكفوف الأماميّة كبيرة الحجم.
- الشّارب: يوجد في قاعدة شعر شارب ثعالب الماء شبكة من الأعصاب تنقل المعلومات الحسيّة المتعلقة باللمس إلى الدّماغ، كما أنّ هذا الجزء من الحيوان حساس إلى الاهتزازات تحت الماء.
- الفم: تستخدم بعض أنواع ثعالب الماء مثل ثعالب الماء النّهرية، وثعالب الماء العملاقة الفم كعضو استقبال معني باللمس أثناء بحثها عن الطّعام، لذلك تكون مناطق الدّماغ التي تستقبل المعلومات الحسيّة المتعلقة باللمس من الوجه كبيرة الحجم مقارنة بحجمها في الأنواع الأخرى.
سلوكات ثعلب الماء
تتميّز ثعالب الماء بأنّها حيوانات ليليّة النّشاط، كما أنّها اجتماعيّة جدًا وتعيش في مجموعات يطلق عليها اسم قطيع أو رمث، وهي حيوانات فضولية ومحبة للاستكشاف، ومحبة للهو، فهي تمارس المصارعة، ومطاردة ذيول بعضها، والانزلاق من سدود الماء.[21]
تكيّف الجسم
فيما يأتي أهمّ تكيفات جسم ثعلب الماء:[23]
- يوجد كل من العينان والمنخران أعلى الرّأس؛ ليتمكن ثعلب الماء من الرّؤية والتّنفس حتى لو كان جسمه مغمورًا بالكامل في الماء.
- يتميّز شعر الشّارب بأنّه شديد الحساسية، الأمر الذي يساعده على تحديد موقع الفريسة في الظّلام الشديد عندما تكون الرّؤية شبه معدومة.
- تكون الأذنان صغيرة الحجم ومحمية بصمام يغلق عندما يدخل الحيوان إلى الماء لمنع الماء من الدخول إلى الأذن.
- تكون الأرجل الخلفيّة أطول من الأرجل الأماميّة ما يساعده على الرّكض بسرعة في اليابسة.
- يساعد الشّكل الانسيابي والأقدام ذات الأغشية ثعلب الماء على السّباحة داخل الماء برشاقة تماثل سرعة الفقمة أو الدلفين.
- يستخدم ثعلب الماء كفوفه للتجديف أثناء السّباحة على سطح الماء، ولكنّه يشد أرجله إلى جسمه عندما يكون تحت الماء، ويحررها فقط عند وجود حاجة لتغيير اتجاه السّباحة، ولزيادة سرعة اندفاعه يثني ثعلب الماء الجزء الخلفي من جسمه إلى أعلى وإلى أسفل.
- يتميّز ثعلب الماء البحريّ بمعدل أيض مرتفع يفوق مثيله في الحيوانات الثدييّة المماثلة له في الحجم والتي تعيش على اليابسة، وهو نوع من التّكيف لتعويض الحرارة التي يفقدها الجسم أثناء السّباحة في المياه الباردة بسبب زيادة مساحة سطح الجسم بالنّسبة للحجم، وهو أمر شديد الأهمية للمحافظة على استقرار درجة حرارة الجسم الدّاخلية.[24]
سلوكات من أجل البقاء
تظهر ثعالب الماء تكيفات سلوكيّة تساعدها على العيش والبقاء في بيئتها، ومن الأمثلة على ذلك حرص ثعالب الماء على تنظيف فرائها عن طريق عضه وفركه بالصّخور والأعشاب وجذوع الأشجار؛ وذلك لحمايته من الطّفيليات والإبقاء عليه في حالة جيدة؛ ليؤدي دوره كطبقة عازلة من الماء،[21][23] وحتى تتمكن ثعالب الماء من الحصول على غذائها من المحار، فإنّها تفتح قشرة المحار الصّلبة بطريقة مبتكرة، فتضع صخرة على صدرها وهي عائمة على ظهرها في الماء، وتبدأ بطرق صدفة المحار عليها حتى تتمكّن من فتحها.[25]
الحركة
يتمكن ثعلب الماء من السّباحة عن طريق تحريك جسمه إلى الأعلى وإلى الأسفل، وأرجحة ذيله ذهابًا وإيابًا، ولزيادة سرعته يبدأ بتحريك أرجله الخلفيّة التي تتميّز بوجود أغشية تفصل بين الأصابع، ويجيد ثعلب الماء السّباحة قريبًا من سطح الماء، والغوص عميقًا والدوران، ويمكنه أيضاً أن يسبح على ظهره أو على جانبه، وعند شعوره بالتّعب يمكنه بكل بساطة أن يطفو على سطح الماء لفترة بسيطة، ثمّ يعاود نشاطه.[26]
تجيد ثعالب الماء الغوس، ويمكن أن تظل ثعالب الماء النّهريّة تحت الماء بين 6-8 دقائق، بينما تظل ثعالب الماء البحريّة تحت الماء عادة بين 52-90 ثانية، ويمكن أن تزيد فترة غوصها عند شعورها بالخطر، وبلغ أكبر عمق غاصت فيه الثعالب البحرية حوالي 97 مترًا، على الرغم من أنّها تغوص عادة على عمق أقل من ذلك بكثير بحثًا عن طعامها، حيث تغوص ثعالب الماء البحرية التي تعيش في ألاسكا عادة حتى عمق 40 مترًا، كما أنّه من النّادر وجود ثعالب الماء البحريّة في كاليفورنيا في المياه التي يزيد عمقها عن 20 مترًا.[27]
التّواصل
تتواصل ثعالب الماء فيما بينها بعدة طرق، منها:
- الأصوات: تتواصل ثعالب الماء عن طريق إصدار مجموعة متنوعة من الأصوات مثل: النّباح، والصّراخ، والصّفير، والدّمدمة، والعويل، وغيرها من الأصوات.[28]
- الرّائحة: تفرز ثعالب الماء النّهرية رائحة عطريّة من خلال زوج من الغدد الموجودة بالقرب من قاعدة الذّيل، ولنشر الرّائحة تفرك أجسامها بجذوع الأشجار وأوراقها، وتتدحرج على أجزاء النبّاتات المتساقطة على الأرض؛ بهدف تحديد مناطقها الإقليمية، وإيصال المعلومات المتعلقة بهوية الأفراد فيما بينها، وتمييزهم من حيث الجنس، والقابليّة للتزاوج.[28]
- البراز: تتعمّد ثعالب الماء التبرز في الأماكن البارزة لإثبات وجودها، وتحديد هويتها عن طريق نشر رائحة برازها؛ إذ إنّ رائحة براز الفرد سمة مميزة له لا تتشابه مع رائحة براز فرد آخر.[29]
- التّكديس: تثبّت ثعالب الماء وجودها في مكان ما عن طريق تجميع أكوام صغيرة من الرّمل، أو الحصى، أو العشب، أو الطّين تمّ فركها في جسمها، ويمكن فهم هذا النّوع من السّلوك كدليل على وجودها.[30]
النّوم
تنام ثعالب الماء التي تعيش في المياه العذبة على الأرض أو داخل الجحور، ويمكن أن يكون للفرد الواحد عدة أماكن للنوم، أمّا ثعالب الماء البحرية فتطفو على ظهرها على سطح البحر إذا إرادت النّوم، وتثبّت نفسها بالأعشاب البحريّة حتى لا تنجرف بعيداً، لذلك فهي تحرص على تثبيت نفسها بطحالب الكِلْب قبل أن تخلد إلى النوم، وللهدف نفسه قد يشبك أحد ثعالب الماء أرجله بأرجل ثعلب ماء آخر، وتنام وهي مغلقة العينين،[25][31][32]وفي بعض الأحيان يمكن رؤية مئات من ثعالب الماء التي تختار أماكن محددة لتنام فيها بشكل جماعي.[33]
غذاء ثعلب الماء
يتكوّن معظم النظام الغذائي لثعلب الماء من الأسماك، خاصة سمك الأنقَلَيْس، بالإضافة إلى البرمائيات، والسّلطعون النّهري (جراد المياه العذبة)، والطّيور المائيّة، والثدييّات صغيرة الحجم، حيث يبدأ ثعلب الماء الصّيد مع غروب الشّمس، وهو الوقت الذي تصبح فيه العديد من أنواع الأسماك خاملة ويسهل الإمساك بها، ويعتمد في الصّيد على حاسة البصر وعلى شعر الشّارب الذي يُمكنّه من الإحساس بالاهتزازات النّاتجة عن حركة الأسماك في الماء، عندما يصطاد ثعلب الماء سمكة صغيرة الحجم فمن المتوقع أن يأكل جميع أجزائها، أمّا إذا كانت السّمكة كبيرة فسيأكل ما يكفيه من اللحم ويترك ما يفيض عن حاجته لتأكله الحيوانات الأخرى.[34] تمسك معظم أنواع ثعالب الماء بفريستها باستخدام الفكين، بينما تمسك الأنواع الثّلاثة التي تنتمي إلى جنس ثعلب الماء صغير المخلب الفريسة باستخدام كفوف أطرافها الأماميّة.[20](ملاحظة رند: هل يجب أن يتم رفع الجملة الأخيرة من الفقرة إلى "سلوكيات ثعلب الماء وإفراد عنوان لها "سلوكيات الصيد"؟)
الأماكن التي يعيش فيها ثعلب الماء
تعيش ثعالب الماء في جميع أنحاء العالم باستثناء أستراليا، والقارة القطبيّة الجنوبية، ويمكنها العيش في جميع الأوساط البيئيّة باستثناء الجبال، والصّحارى، والمناطق القطبية، ومن الجدير بالذّكر أنّ جميع أنواع ثعالب الماء -باستثناء ثعالب الماء البحريّة- يمكنها العيش في الماء وعلى اليابسة، حيث تعيش على الصّخور، أو الأخشاب الطافية، أو في الجحور المهجورة التي تبنيها الحيوانات الأخرى مثل القنادس.[28]
دورة حياة ثعلب الماء
متوسط عمر ثعلب الماء
تعيش ثعالب الماء بين 10-15 عامًا، ويموت ما يُقارب من 32% من جراء ثعالب الماء النهرية خلال عامها الأول، و54% منها خلال السّنة الثانية عندما تبدأ بالاعتماد على نفسها، ثمّ تنخفض النّسبة بعد ذلك حين تصبح الجراء أكثر قوة وقدرة على الدّفاع عن نفسها، ومع ذلك فإنّ أقل من ربع جراء الإناث تتمكّن من العيش حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، وعلى الرّغم من ذلك سجل أكبر عمر وصل إليه ثعلب الماء إلى أكثر من 20 عامًا في حدائق الحيوانات.[35]
تكاثر ثعلب الماء
تختلف ثعالب الماء البحريّة عن باقي أنواع ثعالب الماء في طريقة تكاثرها، فهي النّوع الوحيد الذي تبلغ فترة حمل الإناث فيه 5 شهور، وهي أيضاً النّوع الوحيد الذي تلد فيه الأنثى وهي في الماء، في المقابل لا تتجاوز فترة حمل الأنواع صغيرة الحجم من ثعالب الماء شهرين، وتضع بعدها الإناث بين 1-5 جراء -غالبًا يكون عدد الجراء جروين اثنين- داخل الأوكار التي تعيش فيها.[21]
يمكن أن تلد أنثى ثعلب الماء في أي وقت من العام،[34] وتزن جراء ثعالب الماء الوليدة 128 غرامًا للأنواع صغيرة الحجم، و2.3 كغ لثعالب الماء البحريّة، وتكون الجراء حديثة الولادة ورديّة اللون، وضعيفة تمامًا حيث تعتمد على رعاية الأم لها، وتظل الجراء مغلقة العينين حتى تبلغ الشهر الأول من عمرها، وتبدأ بالسّباحة عندما تكمل شهرها الثاني، ومن الجدير بالذّكر أنّ إناث ثعالب الماء تبعد الأب بعد ولادة الصّغار، ومع ذلك قد يعود الأب في بعض الأنواع بعد عدة أسابيع لمساعدة الأم على رعاية الصّغار، وتبدأ صغار ثعالب الماء بالاعتماد على نفسها عندما تكمل عامها الأول، وتصل إلى مرحلة البلوغ بين عامي 2-5 أعوام، حيث يمكنها البدء بإنجاب الجراء.[21][28]
أهمية ثعلب الماء
تُعدّ ثعالب الماء من الأنواع الرّئيسة في الحياة؛ لأنّها تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على المجتمعات التي تعيش فيها، والحفاظ على النّظام البيئي الذي تنتمي إليه، حيث تساعد على طول ساحل المحيط الهادئ على السيّطرة على أعداد قنافذ البحر، إذ تمنع قنافذ البحر غابات طحلب الكِلْب من زيادة أعدادها، بالإضافة إلى أنّها تعزز نمو مروج أعشاب البحر في كاليفورنيا، كما أدّى ازدياد أعداد ثعالب الماء في المنتزه الوطني لخليج ألاسكا إلى إيجاد نظام بيئي أكثر تنوعًا.[36]
الأخطار التي يواجهها ثعلب الماء
فيما يأتي أهمّ الأخطار التي تواجه ثعالب الماء:
التلوّث
تصاب ثعالب الماء بالأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى موتها نتيجة تراكم السّموم في أجسامها عند تناولها فرائس مسممّة بالملوثات التي يلقيها البشر في المسطحات المائيّة التي تعيش فيها، ومن هذه الملوثات السّموم الكيميائية المستخدمة في الزّراعة والصّناعة مثل المعادن الثقيلة، ومنها: الزّئبق، والرصاص، والمبيدات الحشريّة مثل دي دي تي.[37]
الافتراس
تتعرض الأفراد الضّعيفة من ثعالب الماء مثل الجراء، وثعالب الماء الكبيرة جدًا بالعمر للافتراس من قِبل بعض الحيوانات على اليابسة مثل الذّئاب، والطيور الجارحة، والزواحف،[35] أمّا ثعالب الماء البحريّة فهي أكثر عرضة للافتراس من قِبل سمك القرش الأبيض الكبير في كاليفورنيا، والحوت القاتل، والدّب الرّمادي، والذئب البري (القيوط)، والعقاب الأصلع الذي يتغذى على صغار ثعالب الماء في ألاسكا.[38] أمّا ثعالب ماء الأنهار الشّمالية التي تعيش على طول ساحل الخليج فتكون عرضة للافتراس من قِبل التّماسيح، والدّببة السّوداء، وأنواع مختلفة من السّنوريات، والكلبيات.[39]
الأمراض والطّفيليات
تتعرض الأنواع النّهرية من ثعالب الماء للعديد من الأمراض مثل: تسوس الأسنان، وحصى الكلى، وتليّف الكبد، كما أنّها تصاب ببعض الطّفيليات، مثل: الدّيدان المثقوبة، والدّيدان الاسطوانيّة، والدّيدان الشّريطية، والقراد، أمّا ثعالب الماء البحريّة التي تعيش في كاليفورنيا فتتعرض للالتهابات الفطرية، والبكتيرية، والطفيلية، ومن الطفيليات التي تصيب هذا الحيوان، الطفيليات المُقَوَّسَةُ الغُونْدِيَّة التي تنتقل بيوضها من اللافقاريات إلى ثعالب الماء، وتصيبها بالتهاب الدّماغ الذي قد يؤدي إلى موتها، والطفيليات المُتَكَيِّسَةُ العَضَلِيَّة وهو طفيل أولي يضع بيضه في بعض مصادر طعام ثعالب الماء ما يؤدي إلى التهاب الدّماغ، والدّيدان شائكات الرّؤوس التي تنتقل ببيوضها من براز الطيور البحرية إلى اللافقاريات التي تتغذى عليها ثعالب الماء، وحين تصل الديدان إلى أمعائها تثقبها وتسبب لها مرض التهاب الصّفاق.[35]
تدمير الموائل
تُعدّ ثعالب الماء من الحيوانات الانتقائيّة فيما يخص اختيارها للموائل التي تعيش فيها؛ فهي تحتاج إلى مناطق شاطئيّة مليئة بالنّباتات الكثيفة لتتمكن من العيش والعثور على ملاذ آمن للنوم والتّكاثر، ولكن أدّى التّطور الزّراعي المتزايد إلى حدوث بعض التغيّرات السلبية مثل: إزالة النّباتات من ضفاف الأنهار، وتغيّر شكل الأنهار لتصبح أكثر استقامة، وبناء حواجز صناعيّة لمنع الفيضانات، وتجفيف البرك والأراضي الرطبة (الأهوار) مما أدّى إلى تقلص الموائل المناسبة لثعالب الماء، أمّا في المناطق المداريّة فقد أدّى النشاط الزّراعي المتزايد الناتج عن زيادة عدد السكان، والرّعي الجائر، وإزالة الغابات إلى تدهور التّربة وانجرافها، وزيادة ترسب الطّمي في الأنهار، ووصول إمدادات غير منتظمة من الماء إلى الأنهار، الأمر الذي أثّر بدوره على دورة الفيضانات الطّبيعية، وشكّل حواجز أمام حركة ثعالب الماء، وأحدث تغيّرات كبيرة في موائلها.[40]
الصّيد الجائر
تتعرض ثعالب الماء للصيد غير المشروع للحصول على الفراء، كما أنّها تتعرّض للقتل من قِبل الإنسان لدورها في استهلاك الأسماك والقشريات في مزارع تربية الأسماك في أوروبا، وفي مشاريع تربية الأحياء المائيّة في كل من آسيا وإفريقيا.[41]
تغيّر المناخ
يؤدي تغير المناخ إلى تغير الظّروف البيئية مثل عدم انتظام درجات الحرارة وهطول الأمطار، والي يؤثر على النظام البيئي، مثل: وفرة الغذاء، أو نوعية المفترسات، وحتى الأمراض والطّفيليات التي قد تصيبها، مما يضطر ثعالب الماء للبقاء وتحمّل الظروف الجديدة، أو الانتقال إلى أماكن أخرى بحثًا عن ظروف أفضل، علمًا أنّ درجة تأثّر ثعالب الماء بهذا النّوع من التغيّرات يختلف من فرد إلى آخر اعتمادًا على درجة حساسية الفرد، ومدى قابليته للتكيف.[42]
حقائق عن ثعلب الماء
فيما يأتي بعض الحقائق عن ثعالب الماء:
- لا تمتلك ثعالب الماء طبقة دهنيّة تحت الفراء؛ لذلك يكون فراؤها أكثر سُمكًا من فراء أيّ حيوان آخر، إذ يتكوّن من عدد كبير من الشّعر يصل إلى مليون شعرة في الإنش المربع الواحد.[25]
- تتناول ثعالب الماء ما يُساوي ربع وزنها من الطّعام يوميًا.[36]
- تزيد سعة رئتيّ ثعالب الماء عن سعة رئتي أيّ حيوان ثديي أرضي مماثل لها في الحجم بمقدار 2.5 مرة.[36]
المراجع
- ↑ "Lutrinae", www.itis.gov, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ David Stone, Olga Sheean-Stone, Otters, Page 2. Edited.
- ↑ "Otter", www.britannica.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Otter", www.newworldencyclopedia.org,23-11-2008، Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "otter", www.otterspecialistgroup.org, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "Spotted-Necked Otter: Habitat, Diet, Lifespan & Facts", study.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "Smooth-coated Otter", www.iucnredlist.org, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ " Smooth-coated Otter", www.iucnredlist.org, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "North American River Otter", www.nwf.org, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "North American River Otter", www.iucnredlist.org, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "Neotropical Otter: Habitat & Facts", study.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Melissa Savage, "marine otter"، animaldiversity.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ " Giant Otter", www.iucnredlist.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Congo Clawless Otter", www.iucnredlist.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Congo Clawless Otter", www.iucnredlist.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Asian small-clawed otter", nationalzoo.si.edu, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "the Asian Small-Clawed Otter", www.otterspecialistgroup.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Sea Otter", www.marinemammalcenter.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Nicola Chester (2014), RSPB Spotlight: Otters, London: Bloomsbury Publishing, Page 6. Edited.
- ^ أ ب Pat Foster-Turley, Sheila Macdonald, Chris Mason, "Otters21، portals.iucn.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Alina Bradford (18-6-2016), "Facts About Otters"، www.livescience.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "otters", seaworld.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب David Stone, Olga Sheean-Stone, Otters, Page 3-4. Edited.
- ↑ J. Bodkin (2001), "Sea Otters"، www.sciencedirect, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Otters", www.nationalgeographic.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Sara Miller (2008), Otters, New York : The Rosen Publishing Group, Page 10. Edited.
- ↑ "Otters", seaworld.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Otter", animals.sandiegozoo.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Nicola Chester (2014), RSPB Spotlight: Otters, London: Bloomsbury Publishing, Page 166. Edited.
- ↑ "Otters", www.lcps.org, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ "otters", seaworld.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Oleg Lyamin, Alexander Oleksenko, Vladimir Sevostiyanov, and others, "Behavioral sleep in captive sea otters"، www.aquaticmammalsjournal.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Marine Mammals Ashore", texasseagrant.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "otters and stillwater fisheries", www.otterstop.co.uk, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "otters longevity", seaworld.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت " 12 Facts about Otters for Sea Otter Awareness Week", www.doi.gov, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ Marshall Corporation, Encyclopedia of the Aquatic World, Page 800, Part 6. Edited.
- ↑ y Andrew Cohen, "An Introduction to the San Francisco Estuary"، sfestuary.org, Retrieved 11-1-1-2019. Edited.
- ↑ "River Otter Facts: Animals Of North America", www.worldatlas.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ David Stone, Olga Sheean-Stone, Otters, Page 23. Edited.
- ↑ "Otters", portals.iucn.org, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ Nick Iraola (30-8-2019), "Otter’ Ways of Assessing Species Vulnerability to Climate Change"، envirobites.org, Retrieved 13-11-2019. Edited.