علاج الباركنسن
باركنسون
يُعرف مرض الباركنسون (بالإنجليزية: Parkinson's Disease) على أنّه أحد الاضطرابات العصبيّة، التي تحدث بسبب نقص في إنتاج مادّة الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) في الدماغ، ويُعزى هذا الانخفاض إلى التّلف التدريجي الذي يصيب خلايا المادة السوداء (بالإنجليزية: Substantia Nigra) الموجودة في الدماغ، والمسؤولة عن إنتاج الناقل العصبي الدوبامين، وفي الحقيقة تبدأ أعراض الباركنسون بالظهور عندما تنخفض نسبة الدوبامين إلى أقل من 60-80% من نسبته الطبيعيّة في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ عدد حالات الإصابة بمرض الباركنسون في ازدياد، حيث يصل عدد المصابين بهذا الاضطراب في الولايات المتحدة إلى أكثر من 50 ألف حالة سنويّاً، واستناداً إلى إحصاءات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، والمركز الوطني للإحصاءات الصحية، فإنّ مرض باركنسون يحتل المرتبة 14 بين الأمراض التي تؤدي مضاعفاتها إلى الوفاة في الولايات المتحدة.[١]
علاج مرض باركنسون
في الحقيقة إنّ مرض الباركنسون لا يمكن علاجه، ولكن تساعد بعض الطرق المختلفة على التخفيف من شدة أعراضه، ومن هذه الطرق العلاجيّة المستخدمة، نذكر منها ما يلي:[٢]
العلاج الدوائي
تعمل الأدوية المستخدمة لعلاج الباركنسون على تعويض نقص الدوبامين أو زيادة نسبته في الجسم، مما يساعد على السيطرة على المشاكل المرافقة لمرض الباركنسون، بما فيها اضطراب المشي والحركة، وحدوث الرعاش وغيره، ومن الأدوية التي يصفها الطبيب ما يلي:[٢]
- كاربيدوبا- ليفودوبا (بالإنجليزية: Carbidopa-levodopa): وهو من أكثر الأدوية فعاليّة واستخداماً، حيث تدخل مادة ليفودوبا إلى الدماغ، لتتحول هناك إلى الدوبامين، فتعوّض بذلك النقص في كمية هذا الناقل العصبي في الدماغ، ويُساعده على الدخول إلى الدماغ ارتباطه بالكاربيدوبا، الذي يمنع تحوّله إلى الدومابين خارج الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من حدوث الأعراض الجانبيّة لاستخدام هذا الدواء، كالغثيان، والدوخة، واضطراب الحركة.
- كاربيدوبا- ليفودوبا (بالإنجليزية: Carbidopa-levodopa) الوريدي: يلجأ الطبيب إلى إعطاء هذه التركيبة الدوائيّة عن طريق الوريد للأشخاص المصابين بالحالات المتقدمة من مرض الباركنسون، إذ يعاني المريض من تذبذب في النسبة الدوائيّة في الدم، فيتم حقنه بالكاربيدوبا- ليفودوبا وريديّاً للحفاظ على نسبته ثابتة في الجسم، مما يساعد على السيطرة على أعراض الباركنسون، ومن الجدير بالذكر أنّ من مشاكل هذه العمليّة أنّ عمليّة تركيب الأنبوب العلاجي قد تتسبّب بالإصابة بالعدوى في مكان الحقن.
- محفز الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine agonists): تعمل هذه الأدوية عمل الدوبامين في الدماغ، فهي لا تتحوّل إلى دوبامين، وإنّما تسبّب تأثيراً يشبه تأثير الدوبامين، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية يتم صرفها تزامناً مع الليفودوبا، لأنّ مفعولها يستمر لفترة أطول، وفي الحقيقة تُسبّب هذه المجموعة الدوائيّة بعض الأعراض الجانبيّة المشابهة لما يُحدثه تناول كاربيدوبا-ليفودوبا، بالإضافة إلى أنّها قد تُسبّب الهلوسة، والنعاس، والسلوكيات القهريّة (بالإنجليزية: Compulsive behaviors)، ومن الأمثلة على محفزات الدوبامين؛ براميبكسول (بالإنجليزية: Pramipexole)، وروبينيرول (بالإنجليزية: Ropinirole)، وروتيغوتين (بالإنجليزية: Rotigotine)، وآبومورفين (بالإنجليزية: Apomorphine).
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين: تمنع مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزية: Monoamine oxidase inhibitors) واختصاراً MAOIs تحطم الدوبامين؛ فهي تثبط إنزيم أكسيداز أحادي الأمين بي (بالإنجليزية: Monoamine oxidase B) الموجود في الدماغ، والمسؤول عن تحطيم الدوبامين، ومن الأمثلة على هذه الأدوية سيليجيلين (بالإنجليزية: Selegiline)، وراساجيلين (بالإنجليزية: Rasagiline).
- الأدوية المضادة للكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic): تُستخدم هذه المجموعة الدوائيّة للسيطرة على الرعشة التي يعاني منها مريض الباركنسون، ولكنها تسبّب مجموعة من الأعراض الجانبيّة المزعجة مثل ضعف الذاكرة، والهلوسة، والإمساك، وجفاف الفم وغيرها، ومن الأمثلة عليها؛ بنـزتروبين (بالإنجليزية: Benztropine)، وترايهيكسفينيدل (بالإنجليزية: Trihexyphenidyl).
- أمانتادين (بالإنجليزية: Amantadine): يستخدم هذا العلاج للسيطرة على الأعراض الخفيفة، التي تحدث في المراحل الأوليّة للإصابة بمرض الباركنسون، كما يمكن صرفه مع دواء كاربيدوبا-ليفودوبا للتحكم في الحركات اللاإرادية الناتجة عن استخدام هذه التركيبة الدوائيّة، ومن الأعراض الجانبيّة التي قد يسبّبها هذا الدواء؛ ظهور بقع بنفسجية على الجلد، وانتفاخ الكاحل، والهلوسة.
- مُثبطات كاتيكول-أوه-ميثايل ترانسفيراز: تزيد مثبطات كاتيكول-أوه-ميثايل ترانسفيراز (بالإنجليزية: Catechol-O-methyl transferase inhibitors) من مُدة تأثير الليفودوبا، إذ إنّها تعمل على تثبيط الإنزيم الذي يحطم الدوبامين، ومن الأمثلة على هذه المجموعة؛ إنتاكابون (بالإنجليزية: Entacapone).
العمليات الجراحية
تغيير نمط الحياة
قد يقوم الطبيب بعمل نظام صحي للمريض، حتى يستطيع التعايش مع المرض، والتخفيف من أعراضه، وهناك بعض الأمور والإجراءات التي من الممكن أن يتبعها مريض الباركنسون، نذكر ما يلي:[٢]
- تناول غذاء صحّي: بالرغم من عدم وجود مادة غذائية معينة تعالج مرض الباركنسون، إلا أنّ تناول الأطعمة الصحيّة قد يساعد على التخفيف من أعراض المرض، حيث إنّ تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف، وشرب كميات كافية من الماء يساعد على منع حدوث الإمساك المرافق للباركنسون.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: إنّ ممارسة التمارين الرياضيّة، ومتابعتها مع المختص الفيزيائي بشكلٍ منتظم، يعمل على تقوية عضلات المريض، كما يزيد من ليونة حركة المريض، وتعمل التمارين الرياضيّة أيضاً على التقليل من الاكتئاب والقلق عند المريض.
- تجنّب السقوط: يتعرّض المريض للسقوط بسهولة خلال المراحل الأخيرة من المرض، إذ يمكن اتباع بعض التعليمات لتجنّب السقوط مثل عدم حمل أشياء أثناء المشي.
- القيام بالأنشطة اليوميّة: يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بمساعدة مريض الباركنسون على قيامه بأنشطته اليوميّة، من ارتداء الملابس، وتناول الطعام، والاستحمام، والكتابة، وغيرها من الأنشطة اليوميّة الروتينيّة.
العلاج البديل
هناك مجموعة من العلاجات البديلة، التي من الممكن أن تساعد مرضى الباركنسون على التأقلم مع المرض، والتخفيف من أعراضه، ومن هذه العلاجات ما يلي:[٢]
- تناول المكملات التي تحتوي على مرافق الإنزيم Q10 بجرعات عالية.
- عمل مساج للتخفيف من التوتر العضلي، والمساعدة على الاسترخاء.
- الوخز بالإبر.
- ممارسة تمارين اليوغا.
- اتباع تقنية ألكسندر التي تخفف من التوتر العضلي والألم.
- ممارسة تمارين التأمل.
- العلاج عن طريق اقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها.
- العلاج بممارسة الفن والموسيقى.
أعراض مرض باركنسون
تظهر أعراض مرض الباركنسون بشكلٍ تدريجي وتتطور، مسببةً صعوبة في قيام الفرد بأنشطته اليوميّة، ومن أكثر هذه الأعراض شيوعاً لدى مرضى الباركنسون ما يلي:[٣]
- الرعاش (بالإنجليزية: Tremor)؛ حيث يبدأ الرعاش في اليدين والذراعين، وقد يصيب القدمين والفك، وغالباً ما يصيب الرعاش جهة واحدة من الجسم، ومع تقدم المرض من الممكن أن يمتد ليصيب الجهة الأخرى.
- تصلب العضلات، وألمها.
- المعاناة من بطء، ومحدودية في الحركة.
- صعوبة في المشي، وفي الحفاظ على توازن الجسم.
- المعاناة من مشاكل في الذاكرة.
- صعوبة في البلع وزيادة في إفراز اللعاب.[٤]
- زيادة التعرّق.[٤]
- الحاجة الملحة للتبول، وزيادة عدد مرات التبول.[٤]
- حدوث مشاكل في الانتصاب عند الذكور.[٤]
- المعاناة من انخفاض في حاسّة الشم.[٤]
المراجع
- ↑ Verneda Lights, Elizabeth Boskey (25-7-2012), "Parkinson's Disease"، www.healthline.com, Retrieved 21-4-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Parkinson's disease", www.mayoclinic.org,7-7-2015، Retrieved 21-4-2018. Edited.
- ↑ "Parkinson's Disease - Symptoms", www.webmd.com, Retrieved 21-4-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Sietske N. Heyn,Charles Patrick Davis, "Parkinson's Disease 17 Early Symptoms, Causes, Treatment, Stages"، www.medicinenet.com, Retrieved 21-4-2018. Edited.