-

الصبر عند الموت

الصبر عند الموت
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصبر على الموت

كتب الله -سبحانه- الموت على جميع الخلق، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير، وبين الصغير والكبير، أو الذكر والأنثى، فكلّ من على الأرض فانٍ، والكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والمؤمن من أيقن فضل وأجر الصبر على موت وفقد الأحبة، فلا يخلو الإنسان من مواجهة المصائب؛ ولا شكّ بأنّ فقد الصفيّ والحبيب من أشدّ المصائب التي تفطر القلوب، وتحرق الأكباد؛ فعلى المسلم المبتلى بفقد عزيزٍ أن ينظر في كتاب الله وأن يتأمّل ويتدبر آياته؛ حتى تطمئن جوارحه، ويسكن قلبه؛ فقد ضاعف الله -تعالى- أجر من صبر وشكر واحتسب أمره إلى الله، كما بشّر الله الصابرين في كتابه العزيز؛ فقال: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).[1][2]

ثواب الصبر على الفقد يوم القيامة

ذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ رُوي عنه أجر الصابرين على فقد الأحبة يوم القيامة، فقد قال: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ)،[3] والصفيّ كما ذكر العلّامة ابن حجر العسقلاني هو الولد والأخ وكلّ من يحبّه الإنسان، والقبض؛ هو قبض الروح، والاحتساب؛ هو الصبر على تلك المصيبة ورجاء الأجر من الله عليها.[4]

مراتب الصبر على المصيبة

للصبر على المصيبة عدّة مراتب؛ أوّلها: ترك ما لا ينبغي من شقّ الجيوب ولطم الخدود، ورفع الصوت والنياحة على الميت وجزع القلب، فالصابر هو من يكفّ لسانه ويده وجوارحه وقلبه عمّا لا ينبغي، ثمّ تأتي بعد ذلك مرتبة الرضا؛ حينما يرضى العبد بما قدّره الله -تعالى- له، ويطمئن بما كتبه عليه، والمرتبة العليا تتمثّل بالشكر؛ حيث يعتقد المسلم بأنّ مصيبته نعمةٌ من الله له، ويترتب عليها من مضاعفة الأجور وتكفير السيئات.[5]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة ، آية: 155-157.
  2. ↑ ظافر بن حسن آل جبعان (2015-6-18)، "فضل الصبر على المصيبة "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-28. بتصرّف.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6424، صحيح.
  4. ↑ "ثواب الصبر على موت الأحبة "، www.islamweb.net، 2009-4-22، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-28. بتصرّف.
  5. ↑ "مراتب الصبر وفضله "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-28. بتصرّف.