الصبر على قضاء الله
الصبر على قضاء الله
أمر الله -تعالى- نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- والمؤمنين من بعده بالصبر على مقاليد الأمور، وحُكم الله -سبحانه- فيهم، ويُراد بالصبر في اللغة الحبس، وإذا صُيّر إلى الاصطلاح شمل معنى الثبات على أحكام الكتاب والسنة، وحبس النفس عن الجزع والسخط، فإن حقّق العبد مفهوم الصبر في حياته بلغ درجة الصابرين ونال أجرهم عند الله -تعالى-.[1]
أنواع العباد بالنظر إلى البلاء
تتعدّد ردّات فعل البشر حين ينزل البلاء فيهم، وقد ذكر العلماء أنّ الناس أمام قضاء الله -تعالى- أربعة أصنافٍ:[2]
- مَن يتسخّطون على المصيبة ويكرهونها، ويشعر الواحد منهم في نفسه أنه خيرٌ من أن تنزل فيه تلك الأقدار، وأنه لا يستحقّ عيشها وتحمّلها، وأنه قد ظُلم عندما نزل فيه هذا القضاء.
- مَن يصبر على ما أصابه مع كرهه لهذا البلاء وعدم رغبته بوجوده، إلّا أنه لا يتسخّط من نزوله في ظاهره وفي باطنه، ويحمل هذا الموضع حكم الواجب على المرء؛ فهو مأمورٌ بالصبر على ما نزل به من القضاء كيف ما كان.
- مَن يرضى عمّا نزل به من مُصابٍ، ويُراد بالرضا أن يكره العبد المصيبة لكنّه لا يتمنّى عدم وقوعها، وهذه الدرجة أعلى من درجة الصابر وأعظم أجراً وفضلاً وقد أخذت حكم الاستحباب.
- مَن يفرح بالمصيبة إذا نزلت به، وهذه أرفع درجةٍ من درجات تلقّي أقدار الله -تعالى-، فمن كَمُل إيمانه وقوي رضاه بقدر الله -تعالى- فرح بنزول البلاء كيف ما كان، ولا ينفي هذا تألّمه من المُصاب إذا نزل لكنّه يفرح بقضاء الله -تعالى- إذ نزل فيه بالشكل الذي ارتضاه له.
الصبر الذي يُؤجر عليه العبد
رتّب الله -تعالى- للصابرين أجوراً عظيمةً، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)،[3] وحتى ينال العبد الأجر كاملاً لصبره؛ عليه أن يتمثّل خُلق الصبر الجميل، والصبر الجميل كما ذكر العلماء هو الصبر الذي لا شكوى معه لأحدٍ، ولا جزع فيه ولا تضجّر ولا اعتراض على أمر الله وحُكمه.[4]
المراجع
- ↑ "الصبر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-19. بتصرّف.
- ↑ "الصبر على أقدار الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2019.بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية: 10.
- ↑ "ماهية الصبر الذي ينال به الشخص أجر الصابرين"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-19. بتصرّف.