-

الثبات على الصلاة

الثبات على الصلاة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصلاة

للصلاة في حياة المسلم أهميةٌ كبيرةٌ جداً فهي ثاني أركان الإسلام، ولأهميتها الكبيرة فإنّ فرضها على المسلمين كان مميزاً عن باقي فرائض الإسلام إذ فرضها الله تعالى على المسلمين في رحلة الإسراء والمعراج، ولهذا يجب الحرص على أداء الصلاة باستمرار وعدم التكاسل عنها، إذ بيّن تعالى في مواضع كثيرةٍ في القرآن الكريم حساب المتكاسل عن الصلاة وتاركها ومنها قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)[سورة التوبة : 54].

مكانة وفضل الصلاة

إنّ أوّل الوسائل للثبات على الصلاة هي معرفة مكانتها وفضلها في الإسلام وعند الله تعالى، فمن أحبّ الله تعالى وطلب رضاه عمل جاهداً على أداء الأعمال التي يحبّها الله تعالى والتي يطلب فيها رضاه، فالصلاة هي عمود الدين وأساسه وأوّل ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله، وكان الحفاظ على الصلاة أيضاً أحد آخر الوصايا التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته.

كيفيّة الثبات على الصلاة

الصلاة هي إحدى العبادات المفروضة على المسلم والتي لا يجوز له تركها مطلقاً إلّا في الحالات التي يُعذر فيها تارك الصلاة كالجنون، والنوم، والنسيان، وحتى في هذه الحالات فعلى الإنسان قضاء الصلاة في حال تذكرّها أو الاستيقاظ أو في حال لم يكن الجنون دائماً، وقد يشعر بعض المسلمين بثقلٍ في الصلاة في بدايتها إلّا أنّه عليه أن يجاهد نفسه عليها حتى يذوق حلاوتها في النهاية ويستمتع بمناجاة الله تعالى في الصلاة.

من الوسائل التي تساعد على الثبات على الصلاة هي عدم تأخيرها، فبمجرد أن يسمع المسلم الأذان عليه أن يتوضأ ويصلي، فمن أكبر الوسائل التي يحاول الشيطان من خلالها الوسوسة للإنسان بترك الصلاة هي التسويف، ومن المهم أن يخالط المسلم الصحبة الصالحة التي تعينه على الصلاة وتحثّه عليها وتذكره بها على الدوام.

من المهم أن يتذكر الإنسان فضل الصلاة دوماً وأنّها نورٌ للإنسان، وأن يستعين بالله تعالى على الثبات على الصلاة ويتعوّذ به من الشيطان ووساوسه، إذ إنّ الثقل من الصلاة ليس إلّا أوهاماً من نفس الإنسان ووساوس الشيطان، وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعانة بالله تعالى على عبادته فيروي معاذ بن جبل أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أخذَ بيدِهِ وقالَ: (يا معاذُ واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ فقالَ أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي علَى ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عبادتِكَ).