أشعار عن الزمن
نمشي بهذه الحياة لا ندري ما ينتظرنا، ولكننا نوقن أن الزمن يمشي بسرعة فائقة والذي يذهب لن يعود ولن يأتي مرة أخرى، لهذا علينا دائماً أن نستغل كل لحظة بفرح وتفاؤل بدلاً من ضياعه دون تحقيق أبسط ما نرجو:
أشعار عن الزمن
تعبت من ممشى على غير مشهاي
تعبت من ممشى على غير مشهاي
وتعبت من صبر على غير غايه
طاحت عزومي لين قلت نواياي
وابعدت من مبدأي صوب النهاية
مغير أهوجس واضرب الرأي بالرأي
واثر المغربل ما يخلصه رايه
الوقت ذا هو هو بطبعه وانياي
أنا صدوق وذا زمان الدعايه
يالله إن تعاوني على كبر بلواي
ويالله أن تقديني طريق الهدايه
أشكي من الماضي وخوفي من الجاي
ولي في ملمات الليالي ذرايه
لو كنت أعرف دواي ما خفت من داي
أخير من طب الطبيب الوقايه
سبحان من يعرف مقاسيم دنياي
في صفحتن ما تنعرض للقرايه
إذا غدى وقتي جزوع من حكاي
أدوي بهاجوسي على كل مايه
فا إلا كسرني هاجسي صوب مركاي
فايه جبرني نخوة دموعي أيه
وأن شفت همي ما نقص من تشكواي
إخترت من نطح الهموم القفايه
وقت غداً كنه علي أكبر عداي
يفرح علي مجمعين الوشايه
صادفت صكات الزمن فالأول صباي
وصادمت قد شيبي بوجه المرايه
لا ألين نبات الأرض غارس ورواي
وشوك السلم ماخذ على إسمي وصايه
أعد غلطاتي واحسب خطاياي
لا نيب مندل ولا نيب تايه
أيس وتيبس عقب ماايس شفاياي
وامل وبعض آمال قلبي غوايه
لا أسوم أنا وجهي ولا أمد يمناي
ثنتين تحسب للمذله لدايه
بلقي هموم الليالي مقفاي
لين أقلب آخر صفحتن للروايه
برضى بمقسومي على طية رشاي
لا عاد لي شف ولالي هوايه
مالي جدى إلا ونة القلب ودعاي
وعناية الله ما وراها عنايه
بسكت وسري ساجنه في حناياي
يالين تروي المقبلات الحكاية
زماني العدل ما شفته
زماني العدل ما شفتة وله الهام
ولا شفت العشك بيكم وله الهام
أطخ الراس ما ممكن وله الهام
عزيزة أرويحتي لا مو بدية
الزمن من راح عمي ضل يعاني
وتعبت أهواي بعدك ضايع اني
يعمي البيت بعدك ضيعاني
لئن كل لحضة انتة ادور بية
أخ أمنل زمن لو شفت شيبان
ولجلك يا وطن شيبو شبان
شي يترك جهالة ورحل شي بان
رحل من غير مي ودع خوية
الزمن ماجر عدل وياي بس يوم
وريد أرتاح من التعب بس يوم
أمي أتون علي وتكول بس يوم
كافي أمنل بجي كافي أذية
الزمن زعل احبيبي وليش بجاه
وباب الكلب جي مسدود بجاه
تعيب علذي يحاجيك بل جاه
ولوة الجاه جان إنتة خطية
نعيب زماننا والعيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
دع الأيام تفعل ما تشاء
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء
نبكي على الدُنيا وما من معشرٍ
نبكي على الدُنيا وما من معشرٍ
جمعتهُمُ الدُنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرةُ الجبابرةُ الأُلى
كنزوا الكُنوز فما بقين ولا بقوا
من كُل من ضاق الفضاءُ بجيشه
حتى ثوى فحواهُ لحد ضيقُ
خُرس إذا نودوا كأن لم يعلموا
أن الكلام لهُم حلال مُطلقُ
والموتُ آتٍ والنفوسُ نفائس
والمُستغرُ بما لديه الأحمقُ
والمرءُ يأمُلُ والحياةُ شهية
والشيبُ أوقرُ والشبيبةُ أنزقُ
ولقد بكيتُ على الشباب ولمتي
مُسودة ولماء وجهي رونقُ
حذرا عليه قبل يوم فراقه حتى
لكدتُ بماء جفني أشرقُ
أما بنو أوس بن معن بن الرضا
فأعزُ من تُحدى إليه الأينُقُ
كبرتُ حول ديارهم لما بدت
منها الشُموسُ وليس فيها المشرقُ
وعجبتُ من أرضٍ سحابُ أكُفهمْ
من فوقها وصُخورُها لا تورقُ
وتفوحُ من طيب الثناء روائح
لهُمُ بكُل مكانةٍ تُستنشقُ
مسكيةُ النفحات إلا أنها
وحشية بسواهُمُ لا تعبقُ
أمُريد مثل مُحمدٍ في عصرنا
لا تبلُنا بطلاب مالا يُلحقُ
يا ذا الذي يهبُ الجزيل وعندهُ
أني عليه بأخذي أتصدقُ
أمطر علي سحاب جودك
ثرة وانظُر إلي برحمةٍلا أغرقُ
كذب ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهله
مات الكرامُ وأنت حي تُرزقُ
عِش ما بدا لك آمناً
عِش ما بدا لك آمناً
في ظل شاهقة القصور
يسعى إليك بما إشتهيت
لدى الرواح وفي البكور
وإذا النفوس تقعقعت
في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً
ما كنت إلا في غرور
لا شيء ألقى في الحياة يسرني
لا شيء ألقى في الحياة يسرني
مثل الذي ألقاه من أتعابي
سايرت كل الناس حسب طباعهم
فوجدت فيهم ندرة الأصحابِ
ورجوت أن ألقى صديقاً مخلصاً
أفضي إليه من السرائر مابي
فوجدت أن الناس يصعب ودهم
وتقل فيهم ميزة الأطيابِ
لا عجب فإن صلاتنا
باتت على الأطماع والأسلابِ
والناس ضاقت بالهموم ولم تعد
فيهم صفات الحب والأحبابِ
نسي الشقيق مع الزمان شقيقه
وكأنهم في البعد كالأغرابِ
آه فالمصلحة مال فرق بينهم
وقضى على الأرحام والأنسابِ
وعلاقة الأفراد فيما بينهم
كعلاقة المتخوف المرتابِ
جربت حوا فإذ هي أفعى
وقد كشرت عن الأنيابِ
وجربت آدم وإذ هو ذئب
وكل الذي فوق التراب ترابِ
الصدق والإخلاص قد زال عندهم
وتنافر لأتفه الأسباب
أسفي على هذا الزمان
فإنه أضحى لكل منافقاً عذابِ
فكرت في الإنتحار يوماً
فجائني رجلاً يسأل عن الأسبابِ
وقال بأن الحياة ملذة ولا تسأل
فالذي جرى بك أهون من ما جرى بي
فالدنيا مطلب كل خاسر
وما فاز من كان للدنيا راغبِ
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها
إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه
وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت
أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها
فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ
من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها
والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ
الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها
والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها
ولست أرشدُ إلا حين أعصيها
واعمل لدار غداً رضوانُ خازنها
والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل
والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً
تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعةٍ في ظلام الليل يحييها