-

أشعار وقصائد نزار قباني

أشعار وقصائد نزار قباني
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كأَنَّني شِرَاعْ

يقول نزالر قباني:

ليلاً ، إلى شواطئِ الإِيقاعْ .

يَفْتَحُ لي ، أُفْقَاً من العَقيقْ

ولَحْظَةَ الإِبْداعْ

وجْهُكِ .. وجهٌ مُدْهِشٌ

وَلَوْحَةٌ مَائيَّةٌ

ورِحلَةٌ من أبْدَعِ الرِحْلاتِ

بينَ الآسِ .. والنَعْنَاعْ ..

وجْهُكِ ..

هذا الدفترُ المفتوحُ ، ما أَجْمَلَهُ

حينَ أراهُ ساعةَ الصَبَاحْ

يحملُ لي القَهْوةَ في بَسْمَتِهِ

وحُمْرةَ التُفَّاحْ ...

وجْهُكِ .. يَسْتَدْرِجُني

لآخِرِ الشِعْرِ الذي أَعرفُهُ

وآخِرِ الكَلامْ ..

وآخِرِ الوَرْد الدِمَشْقِيِّ الذي أُحبُّهُ

وآخِرِ الحَمَامْ ...

وجْهُكِ يا سيِّدتي .

بَحْرٌ من الرُمُوزِ ، والأسئلةِ الجديدَهْ

فهل أعودُ سالماً ؟

والريحُ تَسْتَفِزُّني

والموجُ يَسْتَفِزُّني

والعِشْقُ يَسْتَفِزُّني

ورِحْلتي بعيدَهْ ..

وَجْهُكِ يا سيِّدتي .

رسالةٌ رائعةٌ

قَدْ كُتِبَتْ ..

ولم تَصِلْ ، بَعْدُ ، إلى السَمَاءْ ..

سبتمبر

يقول نزار قباني في قصيدته "سبتمبر":

الشعر يأتي دائماً

مع المطر.

و وجهك الجميل يأتي دائماً

مع المطر.

و الحب لا يبدأ إلا عندما

تبدأ موسيقى المطر..

إذا أتى أيلول يا حبيبتي

أسأل عن عينيك كل غيمة

كأن حبي لك

مربوط بتوقيت المطر…

مشاهد الخريف تستفزني.

شحوبك الجميل يستفزني.

و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

و كنزة الكشمير..

و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

جريدة الصباح..

مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

تستفزني..

فما الذي أفعله ؟

بين اشتعال البرق في أصابعي..

و بين أقوال المسيح المنتظر؟

ينتابني في أول الخريف

إحساس غريب بالأمان و الخطر..

أخاف أن تقتربي..

أخاف أن تبتعدي..

أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

أنت جنون شتوي نادر..

يا ليتني أعرف يا سيدتي

علاقة الجنون بالمطر!!

سيدتي

التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

حاملة في يدها قصيدة..

و في اليد الأخرى قمر..

يا امرأة أحبها..

تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

يا امرأة تحمل في شحوبها

جميع أحزان الشجر..

ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

يا امرأة توجز تاريخي..

و تاريخ المطر!!.

حب بلا حدود

يا سيِّدتي:

كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

بعد ولادة هذا العامْ..

أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.

أنتِ امرأةٌ..

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

ومن ذهب الأحلامْ..

أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوامْ..

يا سيِّدتي:

يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.

يا أمطاراً من ياقوتٍ..

يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غاباتِ رخام..

يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..

في إحساسي..

في وجداني.. في إيماني..

فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

يا سيِّدتي:

لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.

أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

سوف أحِبُّكِ..

عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..

وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..

وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..

و سوفَ أحبُّكِ..

حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

وتحترقُ الغاباتْ..

أسألك الرحيلا

لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا