أدعية لفك الكرب
فضل فك الكرب
لقضاء حاجات الناس وفكها فضلٌ كبير، فهي من أعظم القُرُبات والطاعات لله تعالى، وبها ينال المؤمن محبة الناس، فالإنسان يميل إلى الناحية الاجتماعية كونها سبيل لتحقيق احتياجاته المختلفة، ومنها الكُرُبات التي يمر بها في حياته، ومن أعظم الأسباب في تهوين أموره حين الموت وبعده؛ تفريج الكرب عن الآخرين، فقد وَرَدَ (أنَّ أَبَا قَتَادَةَ، طَلَبَ غَرِيمًا له، فَتَوَارَى عنْه ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقالَ: إنِّي مُعْسِرٌ، فَقالَ: آللَّهِ؟ قالَ: آللَّهِ؟ قالَ: فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عنْه).[1][2]
أدعية لفك الكرب
كثُرت الأحاديث النبويّة الواردة في السنّة النبويّة وفي هدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المُتحدثة عن تفريج الكرب، آتياً ذكرُ بعضٍ منها:[3]
- قال صلّى الله عليه وسلّم: (اللهمَّ إنّي أعوذُ بك منَ الهمِّ والحزَنِ، والعَجزِ والكسلِ، والبُخلِ والجُبنِ، وضلَعِ الدَّينِ، وغلبَةِ الرجالِ).[4]
- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (كانَ إذا نزلَ بِه همٌّ أو غمٌّ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ).[5]
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول عند الفزع: (أعوذُ بِكلِماتِ اللَّهِ التامَّةِ من غضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ ومن همزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ).[6]
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).[7]
- قال صلّى الله عليه وسلّم: (ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها، إلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ له خَيْرًا منها).[8]
- قال صلّى الله عليه وسلّم: (ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: "اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي" إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا).[9]
- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (أنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يدعو ويقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).[10]
معينات في تفريج الكرب
تتباين الكُربات والمحن بين الناس بشكل كبير، تحتاج إلى مهوّنات لتخفيفها عن النفس، ومنها أن يعلم المؤمن ما حلّ به قضاء وقدر من الله لا فرار منه، وأن الناس سواسيه جميعهم مبتلون في هذه الحياة الدنيا، على المسلم أن يحتسب أمره لله فلا يجزع، ويثق تمام الثقة أنّ ما حلّ به لُطفٌ من الله تعالى، وما من كربٍ أو مُصيبة أعظم من موت الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حتى قال عليه السلام: (يا أَيُّها الناسُ! أَيُّما أحدٍ من المؤمنينَ أُصِيبَ بمصيبةٍ، فلْيَتَعَزَّ بمصيبتِه بي، عن المصيبةِ التي تُصِيبُه بغيري، فإنَّ أحدًا من أُمَّتي، لن يُصابَ بمصيبةٍ بعدي أَشَدَّ عليه من مصيبتي)،[11] وعليه قراءة سير الصابرين من الأنبياء والصالحين الصابرين، كصبر أمهات الشهداء على مُفارقة ابنائهم، وللمداومة على الدعاء فضلٌ عظيمٌ عند الله؛ فدعاء من حلّ به كرب يكون الأقرب للإجابة عند الله بإذنه، لقوله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).[12]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم: 1563، صحيح.
- ↑ د. سعيد عبد العظيم (21-7-2005)، "تفريج الكربات"، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.
- ↑ د. أحمد بن عثمان المزيد (2-5-2011)، "هَدْيُهُ -صلى الله عليه وسلم- في علاجِ الكَربِ والهَمِّ والغَمِّ والحزنِ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2019.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2893، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 6791، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3528، حسن.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة، الصفحة أو الرقم: 4186، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 918، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1822، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2730، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7879، صحيح.
- ↑ سورة النمل، آية: 62.