حماية البيئة في الإسلام
البيئة
أوجدَ الله تعالى الإنسان على الأرض ليكونَ خليفةً ويعبده وحده -عزّ وجل-، لذلك فهو مكلّفٌ بالحفاظ على كلِّ ما في هذه الأرض وما في الكون جميعاً، فهذه البيئة بكل ما تملكه من عناصر ترتبط فيما بينها بعلاقاتٍ منظّمةٍ من أجل استمراريّة الحياة وسيرها بشكل طبيعيّ، وقد كان الإسلام حريصاً على حثّ المسلم على المحافظة على البيئة التي تحيطُ به واستغلالها بالشكل السليم، وعدم الإساءة إليها أو الاعتداء على أيٍّ من عناصرها.
حماية البيئة في الإسلام
كان سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّ على زراعة الأشجار، ويتّضح ذلك من خلال الأحاديث الكثيرة التي وردتْ بهذا الشأن، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ)، ولا تقتصر أهميّة زراعة الأشجار على المحافظةِ على جمال الطبيعة إلّا أنّها تفيد في الحدّ من عمليّات التصحّر، وتزيدُ من نسب الأكسجين الموجودة في الجوّ وتقلّل نسبىة ثاني أكسيد الكربون، مما يقلّل من تلوّث الهواء.
نهى -صلّى الله عليه وسلّم- عن الاعتداء على الأشجار بالقطع والتخريب، فعن عبد الله بن حبشيّ أنّ النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ)، وقد ظهرَ ذلك أيضاً في وصاياه -صلّى الله عليه وسلّم- لجيشه الخارج في غزوة مؤتة بعدم حرق النخل أو قلع الأشجار، على الرغم من أنّ المتحاربين يقضون على الأرض التي يتحاربون عليها، وفي بعض الحروب كان المقاتل يحرق الأرض التي يتركها من أجل تدميرِها والقضاء عليها، ومنع أيّ أحد من الاستفادة منها.
توجد قاعدةً شرعيّةً في الدين الإسلامي مفادُها ((لا ضررَ ولا ضرار))، وهذا يدلّ على تحريم الإسلام لأي أضرار قد تنتج من بعض السلوكيّات، سواء كانت هذه الأضرار تصيبُه نفسه أو تصيب ما يحيط به.
من مظاهر اهتمام الإسلام بالبيئة حثُّه على النظافة والتزام الوضوء بالماء الطاهر الخالي من النجاسة عند تأدية الصلوات، ومن شروط تأدية الصلاة نظافة المكان المنويّ الصلاة فيه والتأكّد من طهارته، وحثّه -صلّى الله عليه وسلّم- على تنظيف الأفنية، وإماطة الأذى عن الطريق وتنظيف الشوارع من الأوساخ والقاذورات من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم.
عندما يؤمنُ المسلم إيماناً صحيحاً فإنّه يشعر بأحقيّة الآخرين في الاستمتاع بالبيئة المحيطة والاستفادة منها بالشكل السليم، كما أنّه يبتعد عن سوء استخدام عناصرها لعدم إيقاع الضرر بغيره من المخلوقات، فهذه مبادىء الدين الإسلاميّ، ودلائل الإيمان الصادق.