الطهارة من الجنابة للصيام
تعريف الجنابة
الجنابة لغةً هي ضد القرابة، وجنب الشي أي ابتعد عنه وتجنبه، ويسمى الجنب جنباً لأنه منهي عن أداء العبادات المفروضة؛ كالصلاة، والصيام ما لم يطهر ويزيل أثر النجس من بدنه وثيابه، ولمجانبته الآخرين والطعام حتى يغتسل، ويستوي في الجنب الذكر والأنثى، والواحد والتثنية والجمع.
أما الجنابة اصطلاحاً فتعني رفع الحدث الأكبر الناتج عن خروج ماء المني من الأعضاء، سواء أكان ذلك يقظة أو في المنام، وهو أمر موجب للغسل والطهارة، سواء خرج بسبب الجماع أو الاحتلام أو الاستنماء وممارسة العادة السرية، فقال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) [المائدة: 6].
تعريف الطهارة
الطهارة لغةً هي النظافة، وإزالة النجاسة الحسية والمعنوية من الجسم والثوب ومكان الصلاة، وأما شرعاً فتعني رفع الحدث بالماء أو التراب، وهي شطر الإيمان الثاني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ) [صحيح مسلم].
الصيام والجنابة
من المعلوم أن الجماع بين الزوجين يبطل الصيام أثناء نهار رمضان، بينما يحق لهم ذلك في الليل، ويمكنهم تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر فهذا لا يؤثر على صحة الصيام.
تأخير الغسل من الجنابة
تأخير الغسل جائز، وإن كان لغير ضرورة، شريطة ألا يفوّت المسلم صلاةً عليه، كما يجوز للجنب أن ينام دون أن يغتسل، ولكن يستحب له أن يتوضأ قبل أن ينام أو أن يأكل، وجاء في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه و(م قائلاً: أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم إذا توضأ)
كيفية الطهارة من الجنابة
قبل الحديث عن خطوات الطهارة لا بد من التنويه أن طهارة الرجل لا تختلف عن طهارة المرأة، وطهارة الحائض والنفاس لا تختلف عن طهارة الجنب، ويمكن تلخيصها في ما يأتي:
- استحضار نية رفع الحدث الأكبر بالقول: نويت رفع الحدث الأكبر، أو نويت التطهر من النجس الأكبر، والنية محلها القلب، ولا يشرع التلفظ بها.
- غسل الكفين قبل إدخالهما في إناء الماء الطاهر.
- استخدام اليد اليسرى في غسل منطقة الفرج.
- تعميم الماء على أجزاء الجسد التي يتطلبها الوضوء العادي كوضوء الصلاة، مع تأخير غسل القدمين.
- غسل الرأس كاملاً، مع ضمان وصول الماء إلى منابت الشعر، ويجوز للمرأة ألا تفك ضفيرتها ما دام المطلب في وصول الماء إلى جذور الشعر قد تحقق.
- غسل الجزء الأيمن من الجسد.
- غسل الجزء الأيسر من الجسد.
- غسل الرجلين والخروج من حوض الاستحمام، وهنا لا بد من التنويه إلى أن الوضوء يدخل في الغسل، فلا ينبغي إعادة الوضوء بعد الغسل.