أسباب نزول سورة القلم
سورة القلم
سورة القلم أو سورة ن، هي السّورة الثّامنة والسّتّون من سور القرآن الكريم، وهي من السّور المكّيّة، والّتي نزلت على الرّسول صلّى الله وسلّم وهو في مكّة المكرّمة، قبل هجرته إلى المدينة المنوّرة، وعدد آياتها اثنتان وخمسون آية، وسبب تسميتها سورة القلم يعود للقسم الّذي ابتدأ به الله هذه السّورة: بسم الله الرّحمن الرّحيم: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) { القلم: 1}.
أقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم، ليدلّنا على قيمة التعلّم والعلماء عنده، فجعل القلم من الأمور العظيمة الّتي يُقسم بها، كالشّمس، والقمر، واللّيل، والفجر، ويدلّنا كذلك على منزلة العلماء عند الله تعالى، ومنزلة من يطلب العلم، فبالعلم تتهذّب النّفوس، وتتعالى، ويكون النّاس خير أمّةٍ أُنزلت للنّاس، كما أرادنا الله سبحانه وتعالى أن نكون.
أهم محاور سورة القلم
ذُكرت في سورة القلم سبعة محاور وأفكارٍ رئيسيّة، نلخّصها كالتّالي:
- تفتتح السّورة بذكر محاسن أخلاق الرّسول صلّى عليه وسلّم ومكارمها، وأقسم الله تعالى بالقلم تأكيداً لها، وهو لأمرٌ عظيم، حيث لم يتمتّع أيّ مخلوقٍ بمكارم أخلاق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حتّى كاد كفّار قريش أن يصيبوه بالعين والحسد.
- ذكرت الآيات التّالية مساوئ أخلاق الكفّار وأعداء الله، وما لهم من جزاء.
- بيّنت الآيات الّتي تليها توجيه إنذارٍ من الله تعالى إلى المشركين، بذكره لقصّة أصحاب الجنّة.
- شرحت الآيات التّالية عن عذاب جهنّم ومصير الكفّار والمعرضين عن دين الله، وتهديداتٍ وإنذارات لهم.
- ذكرت آياتٌ من سورة القلم أمر الله سبحانه وتعالى لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم، أن يصبر ويُعرض عن أذى الكفّار له.
- اختتمت الآيات بوصف عظمة القرآن الكريم، ووصف بعض المؤامرات الّتي كانت تُحاك ضدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
سبب نزول سورة القلم
لم يرد في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر سببٍ واحدٍ شاملٍ لنزول سورة القلم؛ بل ورد ذكر سببين رئيسيّين في آيتين تضّمّنتهما السّورة، وهما:
- قوله عز وجل: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) { القلم: 4 }، وقد نزلت لذكر محاسن أخلاق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث لم يتمتّع أحدٌ بمكارم أخلاقه وصفاته الحميدة، من إيثارٍ وردّ أذى ومسامحة وغيرها، ولم يكن يدعوه أحدٌ من أصحابه وأهل بيته، إلّا وقال لبيك، ولذلك نزلت هذه الأية.
- قوله عزّ وجل: ( وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُوا ) { القلم: 51 }، وقد نزلت حين أراد كفّار قريش إصابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالعين والحسد.