-

أسباب غزوة بدر الكبرى

أسباب غزوة بدر الكبرى
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

غزوة بدرٍ الكبرى

هي إحدى المعارك الفاصلةٍ بين الحقّ والباطل، بين قُريشٍ والمسلمين، ووقعت هذه المعركة على أرض بدرٍ وهو اسمٌ لموضعٍ يبعد عن المدينة المنوّرة حوالي مائة وخمسة وخمسين كيلومتراً من النَّّاحية الجنوبيّة الغربيّة.

منطقة بدرٍ تُحيط بها الجبال الشَّاهقة من كافّة الجوانب، ويُمكن الوصول إليها عبر ثلاثة منافذ هي: العُدوة القصوى جهة الجنوب، والعُدوة الدُّنيا جهة الشَّمال، والمنفذ الشَّرقيّ وهو طريق القوافل الرئيسيّ بين مكّة والشَّام، كما أنّه طريقٌ لأهل المدينة المنوّرة إلى بدرٍ.

أسباب غزوة بدرٍ الكبرى

جاءت أسباب غزوة بدرٍ الكبرى كنتيجةٍ طبيعيّةٍ وردّ فعلٍ للنّبي صلى الله عليه وسلم وصحابته على استفزازات قريشٍ، واعتدائاتها المتكررة على عِير المسلمين، والتي تكررّت لأكثر من مرَّة على النَّحو التَّالي:

  • في شهر ربيعٍ الأول من السَّنة الثَّانية للهجرة أغار كرز بن جابر الفهريّ على مراعي أهل المدينة، واقتاد معه عدداً من ماشيتهم؛ فخرج النّبي صلى الله عليه وسلم في أثره لاستعادة ما أُخذ من أهل المدينة؛ لكن استطاع كرزٌ الفرار.
  • أراد النّبي صلى الله عليه وسلم ردّ الصَّاع لقريشٍ؛ فخرج في شهر جُمادى الأولى أو الآخرة من نفس السَّنة إلى منطقةٍ تُدعى ذي العشيرة ومعه ما يربو عن مائةٍ وخمسين من أصحابه؛ لاعتراض عِير قُريشٍ التِّجاريّة الذَّاهبة إلى بلاد الشَّام؛ لكنّ قائد القافلة الحَذِر واليَقِظ أبو سُفيان عَلِم بتحرُّكات المسلمين؛ فأصدر أوامره بتغيير خطّ سير القافلة ويسلُك طريق ساحل البحر الأحمر بدلًا من طريق بدرٍ المعتاد؛ فأفلت من المسلمين، وهذه الحادثة كانت السَّبب الفعليّ وراء غزوة بدرٍ الكُبرى.

استعداد الطرفين لمعركة بدر

النّبي صلى الله عليه وسلم عندما وصله الخبر من الرَّجليّن اللذيّن أرسلهما لجمع أخبار قافلة قريشٍ القادمة من الشَّام، بدأ بحثّ أصحابه على الخروج لملاقاة القافلة؛ فجمع ما يقارب ثلاثمائةٍ وخمسة عشر رجلاً من الأوس والخزرج والمهاجرين.

أمّا أبو سفيان فبعد أن غيّر مسار القافلة أرسل رجلاً إلى قريشٍ يُخبرهم بنيّة المسلمين، وخروجهم من المدينة لاعتراض القافلة؛ فأعدوا العدَّة للحرب وخرجوا من مكّة باستثناء أبي لهبٍ، وفي طريقهم لملاقاة المسلمين وصلتهم رسالةٌ أخرى من أبي سفيان تخبرهم بتمكنه من الفرار والنَّجاة بالقافلة، ويطلب منهم الرُّجوع إلى مكّة.

لكن أبا جهلٍ أخذته العزّة بالإثم وأصرّ على مواجهة المسلمين في معركةٍ حاسمةٍ يقضي بها على الإسلام والمسلمين، وكان عددهم ألفاً. أمّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما عَلِم بأنّ الأمر تحوّل من اعتراض قافلةٍ إلى حربٍ مع جيشٍ يفوقهم عدداً وعُدَّةً استشار أصحابه؛ فأشاروا عليه بالمواجهة واستمع إلى آرائهم ونصائحهم؛ فكان النَّصر المؤزّر حليفهم.