تقرير عن الدول الإسلامية
الدولة الإسلاميّة
يمكن تعريف الدولة لغةً بأنّها؛ الاستيلاء والغلبة، وأمّا اصطلاحاً فيمكن تعرّيفها بأنّها؛ مجموعةٌ من البشر تقيم في إقليمٍ محدّدٍ بشكلٍ دائمٍ تتمتّع بقوانين عامّةٍ وبحكومةٍ قادرةٍ على إدارة الشؤون الدوليّة،[1] والحقيقة أنّ الدولة مكوّنةٌ من ثلاثة عناصر: العنصر الأول؛ هو الإقليم؛ أي موقعٌ محدّدٌ من الأرض، والعنصر الثاني؛ هو الشعب، وهم مجموعةٌ من البشر يعيشون في موقعٍ جغرافيٍّ، والعنصر الثالث؛ هو السلطة التي يخضع لها الشعب، ومن واجباتها إدارة شؤون الدولة الداخليّة والخارجيّة، وحمايتها من أيّ اعتداءٍ خارجيٍّ، ومن أهم ما يميّز الدولة الإسلاميّة؛ أنّ المرجعيّة التشريعيّة فيها عائدةٌ لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنّ الإنسان لا يمثّل أيّ مرجعيّةٍ تشريعيّةٍ فيها، بالإضافة إلى أنّه يجب على الحاكم الالتزام والتقيّد بحدود الشرع، وللمسلمين الحقّ في متابعته، ومراقبته، ومحاسبته.[2]
واجبات الدولة في الإسلام
أنزل الله تعالى في القرآن الكريم مجموعةً من التشريعات؛ لتكون نظام دولةٍ كاملٍ، لها أُسسها ومبادئها، وبما أن هذه التشريعات نزلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ؛ فلا شكّ أنّها مشتملةٌ على ما فيه سعادة البشريّة في الدنيا والآخرة، وفيها أسباب القوة الماديّة والعقديّة والسياسيّة، وقد فرضت هذه التشريعات على الدولة مجموعةً من الواجبات، ومنها:[3]
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فرض الله تعالى الدعوة إلى الفضيلة والنهي عن الرذيلة على الفرد والدولة، حيث قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،[4] فلا بُدّ من الالتزام بما شرعه الله تعالى واجتناب ما نهى عنه.
- الجهاد في سبيل الله: شُرع الجهاد؛ للدفاع عن الدولة الإسلاميّة من أيّ اعتداءٍ خارجيّ، وإنهاء أيّ فتنٍ أو قلاقل على الصعيد الداخليّ، بالإضافة إلى الدعوة إلى الإسلام، ولتبقى كلمة الله تعالى هي العليا، وفي القرآن الكريم والسنّة النبويّة الكثر من الآيات والأحاديث التي تبيّن شروط الجهاد وأحكامه.
- ولاية النظر في المظالم: أوجب الإسلام على الدولة إقامة العدل، والفصل في الخصومات بين الناس، وهو ما يُطلق عليه في زماننا بالسلطة القضائيّة، ويقول الدكتور صابر دياب في كتابه ولاية المظالم ومجالسها: (قد اشتَهر قضاء الدولة الإسلاميّة بالعدل في الحُكم، وفي تطبيق الأحكام الشرعيّة، وفي ضمان حرية كلّ أفراد الأُمّة الإسلاميّة؛ أي: كل مَن يستظلون براية الدولة الإسلاميّة، ويتمتعون برعايتها -مسلمين كانوا أم غير مسلمين- طالَما كانوا مستأمَنين للدولة وعليها، ولا يصدر منهم ما يعكّر أمنَها ويهدّد استقراره).
- تحقيق التكافل الاجتماعي: فمن واجبات الدولة الإسلاميّة تحقيق التكافل والرعاية الاجتماعيّة لأفراد المجتمع، وذلك من خلال جمع أموال الزكاة والخراج، وإنفاقها على الفقراء والمساكين.
- توفير وسائل العمران: بما أنّ الله تعالى خَلق الإنسان لعبادته وعمارة الأض، وقدّر بأن يكون الإسلام ديناً ودنيا، فإنّ الاهتمام بالعمران وتوفير وسائل العيش الكريم الحرّ لأفراد المجتمع من واجبات الدولة الإسلاميّة.
- القيام بالعلوم الدينيّة والدنيويّة: إنّ تطوير العلوم ورفع مستوى التعليم من واجبات الدولة الإسلاميّة، وقد ازدهر العلم الدينيّ والدنيويّ في ظلّها، فقد حثّ الخلفاءُ الناسَ على البحث العلمي، ورفعوامن مكانة العلماء، وأكثروا العطاء لهم، فقد كان الخلفية العباسيّ المأمون يعطي لمن يترجم كتاباً وزن الكتاب ذهباً، والحقيقة أنّ العلوم كلها ازدهرت في عهدهم كالكيمياء، والرياضيات، والطبّ، والعلوم الشرعيّة: كاللغة، والفقه، وعلوم القرآن، وعلم الحديث.
الدولة الأمويّة
تأسّست الدولة الأمويّة في سنة 41 للهجرة، ومن أهمّ ما ميّز العصر الأمويّ اتساع رقعة الدولة الإسلاميّة بسبب الفتوحات، حيث امتدّت الدولة من الأندلس وشمال فرنسا غرباً إلى الصين شرقاً، وحُصرت القسطنطينة عدة مرّاتٍ، وأصبح بحر الروم بحيرةً إسلاميّةً، ورُفعت رايات الإسلام في أفريقيا، وأسيا، وأوروبا؛ ممّا أدى إلى دخول الناس في الإسلام أفواجاً، واستمر عهد القوة منذ تولي معاوية بن أبي سفيان مروراً بابنه يزيد، حتى عام 64 للهجرة، ثمّ عصفت بالدولة الأمويّة مرحلة من الفتن والصراعات الداخليّة التي استمرت حتى عام 86 للهجرة، وتولّى الحكم في هذه المرحلة معاوية بن يزيد بن أبي سفيان، مروراً بمروان بن الحكم، ثمّ ابنه عبد الملك بن مروان، ثمّ عادت الدولة الأمويّة للقوّة من جديد في عام 86 إلى عام 125 للهجرة، ومرّ على الحكم في هذه الفترة خمسة خلفاء، وهم: الوليد بن عبد الملك بن مروان، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز بن مروان، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وقد تمّيزت الدولة في هذه المرحلة بكثرة العلماء، وازدهار التعليم، ثمّ كانت نهاية العهد الأمويّ بمرحلةٍ من الضعف منذ عام125 إلى عام 132 للهجرة.[5]
الدولة العبّاسيّة
بعد مرحلة الضعف التي دمرت الدولة الأمويّة، قامت الدولة العبّاسيّة على أنقاضها، والحقيقة أنّ الدولة العبّاسيّة قامت بطريقةٍ لم يسبق للمسلمين أن قاموا بها، بعد أن كانت الشورى هي الطريقة التي يتمّ اختيار الخليفة من خلالها، قامت الدولة العبّاسيّة بالخروج المسلّح على الحاكم، ومن غير أيّ مشورةٍ من المسلمين، ممّا أدّى إلى إهدار دماء المسلمين من بني أميّة، وقد تأسّست الدولة العباسيّة على يد أبي العبّاس السفّاح، الذي كان أول خلفائها، ثمّ أخيه أبي جعفر المنصور، وقد تميّزت فترة حكمهم بتوطيد أركان الدولة، والقضاء على بعض أصحاب الأطماع في الثورة، والتمكين لأنفسهم على حساب العباسيين الآخرين مثل: أبو مسلم الخرساني، وأبي سلمة الخلال، ومن الجدير بالذكر أنّ عهد هارون الرشيد كان أفضل الفترات التي مرّت على المسلمين خلال فترة حكم العبّاسيين، فقد تميّزت هذه المرحلة التي شملت فترة خلافته، وخلافة ابنه المأمون، ثمّ المعتصم بن الرشيد، فالواثق بن المعتصم بالإصلاحات، وقوّة السلطة المركزيّة، والتنظيمات الإداريّة، بالإضافة إلى أنّ الدولة الإسلاميّة في ذلك الوقت كانت القوّة العظمى الوحيدة في العالم.[6]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى الدولة في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
- ↑ "الدولة الإسلامية بين الدينية والمدنية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
- ↑ "من واجبات الدولة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 104.
- ↑ "مختصر قصة الدولة الأموية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.
- ↑ "مختصر قصة الخلافة العباسية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2018. بتصرّف.