بحث عن كيفية حماية التربة من التلوث
تلوّث التربة
يمكن اعتبار التربة ملوّثة عندما تحتوي على مادة أو مواد بكميات وتركيزات مختلفة، فيتسبب ذلك في حدوث خطر على صحة الإنسان، والنبات، والحيوان،[1] ويعدّ تلوث التربة أحد مشاكل التلوث البيئي، حيث يرتبط ارتباطاً هاماً بتلوث الهواء والماء، ذلك لأنّ نظم الماء والهواء والتربة يرتبط بعضها ارتباطاً وثيقاً، إذ إنّ أيّ اضطراب في أحد النظم يؤدي إلى اضطراب بقية النظم الأخرى، لذا فإنّ التلوّث المستمر للتربة يُتلف طبيعة التربة الخصبة، والتي استغرقت العمليات الطبيعية آلاف السنين لتكوين تلك التربة الصالحة للزراعة.[2]
كيفيّة حماية التربة من التلوث
يجب اتباع طرق متعددة لحماية التربة والتقليل من تلوّثها، ومنها التالي:[3]
- إعادة التشجير: هي زراعة المزيد من الأشجار في الأماكن التي يتم فيها قطع الأشجار، وتقوم الكثير من البلدان بإعادة التشجير للحدّ من تآكل التربة، كما يجب اتخاذ تدابير وقائية ضد أولئك الذين يقومون بقطع الأشجار.
- المعالجة البيولوجية: يكون ذلك من خلال إدخال الكائنات الحية الدقيقة في التربة، وذلك لأنّ تلك الكائنات تعتبر صديقة للبيئة، وتساهم في استعادة التوازن الطبيعي.[3]
- اعتدال الممارسات الزراعية: يجب تجنب بعض الممارسات الزراعية، والقيام بتنفيذها باعتدال كي لا تزيد من تآكل التربة، ومن ضمن تلك الممارسات هي: الإفراط في الزراعة، والرعي الجائر.[3]
- التدوير وإعادة الاستخدام: يكون ذلك من خلال استخدام المواد التي يمكن أن تُستخدم مرة أخرى مثل الأشياء المصنوعة من الورق، والزجاج، والألمنيوم، كما يجب تجنب استعمال بعض المواد مثل أوراق البوليثين.[3]
- استخدام المنتجات القابلة للتحلل: يمكن استخدام المنتجات القابلة للتحلل الحيوي مثل كرتون التغليف، حيث يمكن تقسيمها بسهولة؛ لتصبح جزءً من التربة.[3]
- الحدّ من استخدام المبيدات والأسمدة: تعتبر المبيدات والأسمدة من أهم الأسباب المؤدية إلى تلوث التربة، لذلك فإنّ الحدّ من استخدام هذه المواد يؤدي إلى بقاء التربة بحالة جيدة.[3]
- الحدّ من تملّح التربة: يُعرف تملح التربة على أنّه تراكم الأملاح القابلة للذوبان في التربة.[4]
- معالجة مياه المجاري: وذلك قبل استعمالها لريّ النباتات للوقاية من انتشار الأمراض وانتقالها إلى الإنسان، بالإضافة إلى المحافظة على خصوبة الأرض على المدى الطويل.[5]
- وضع التشريعات اللازمة لمكافحة تلوث التربة: مثل التشريعات الخاصة بحماية الطبيعة، وتنشيط الأبحاث المرتبطة بحماية البيئة الزراعية، والتشريعات المتعلقة بالتخلص من الفضلات السائلة والصلبة، والتشريعات المتعلقة بحماية البيئة الزراعية.[5]
أسباب تلوث التربة
ينقسم تلوث التربة من حيث أسبابه إلى عدّة أنواع وأهمها:[2]
- الأمطار الحامضية: هي الأمطار التي تحتوي على النتريك والكبريتيك، واللذين يؤثران في الكائنات الدقيقة داخل التربة، مما يؤدي إلى اختلال التوازن بينها، وبالتالي فقدان بعض الأملاح والعناصر الضرورية في التربة.[2]
- التلوث الكيميائي: يؤدي الاستعمال المفرط للأسمدة الكيميائية وخاصة الأسمدة التي تحتوي على الأمونيا إلى تلوث مصادر المياه السطحية والجوفية، وذلك لأنّ النبات لا يستهلك جميع الأسمدة المضافة، مما يساهم في عدم الاتزان بين العناصر الغذائية داخل النبات، وتراكم نسبة مرتفعة من النترات داخل أوراق وجذور النبات، مما يؤدي إلى تغير طعم ولون ورائحة الخضروات والفواكه.[2]
- التلوث الفيزيائي: يكون من خلال تلوث التربة بمعادنٍ سامة تتركز في أنسجة وثمار النباتات، وتصل تلك المعادن إلى التربة من النفايات التي يتم طمرها في التربة، أو من مياه الري الملوثة، أو نتيجة لتساقط المركبات العالقة في الهواء والحاملة لتلك المعادن، ومن أمثلة المعادن الثقيلة السامة: الرصاص، والألمنيوم، والزئبق، والزرنيخ، والزنك، والكادميوم، والنحاس.[2]
- التلوث بالمخلفات الصلبة: هي مخلفات تنتج من المخلفات المنزلية، والمواد البلاستيكية، وبقايا السيارات، والأوراق، والتي تتراكم لفتراتٍ طويلة.[5]
- الحرائق: سواء كانت حرائق طبيعية أو حرائق متعمّدة للغابات أو الحدائق، وتؤدي الحرائق إلى منع وصول الهواء للتربة بسبب انسداد مساماتها، والقضاء على الغطاء النباتي والمحتوى الميكروبي الضروري للتربة، كما تساهم في منع تهوية التربة، وانقراض بعض الحيوانات والنباتات التي تعيش في الغابات أو الحدائق المحروقة.[6]
- الإشعاعات: تكون عن طريق إلقاء المواد المشعة أو القنابل اليدوية والذرية أو التجارب الإشعاعية، حيث تذوب تلك المواد في التربة، ويقوم النبات بامتصاصها بواسطة الجذور على شكل أيونات، والتلوث الذي يمكن أن يحدث للإنسان من تلك النباتات عن طريق التربة تصل نسبته إلى 20 بالمئة.[5]
- المبيدات: هي مواد كيميائية تُستعمل للقضاء على الحشائش، والحشرات الضارة، والطفيليات، التي تنقل الأمراض للإنسان وتُهدد صحته، وهناك عدة أنواع من المبيدات مثل: مبيدات قاتلة للبرمائيات، والزواحف، والطيور، التي تهدد المحاصيل الزراعية، ومبيدات مضادة للفطريات، وسموم قاتلة للحيوانات اللافقارية، والقواقع، والديدان، والحشرات، والقوارض، بالإضافة إلى مُنظّمات النموّ للنبات أيضاً.[6]
- ملوثات أخرى: هي ملوّثات تنتقل إلى الإنسان عن طريق الأغذية، ومن أهمها الملوثات الذائبة في مياه الري أو المياه الجوفية، أو الكائنات الدقيقة الموجودة في مياه الصرف الصحي مثل: فيروس الكبد الوبائي، والديدان المعوية المُسببة للكوليرا.[2]
الأضرار الناتجة من تلوث التربة
ينتج من تلوث التربة بعض الآثار الضارة على الإنسان والبيئة، نذكر منها الآتي:[7]
- الأضرار الصحية: تكون عن طريق ملامسة التربة الملوّثة للجلد، أو ابتلاع التربة، أو شرب المياه الملوثة، كما أنّ استنشاق الغازات السامة والغبار الذي يحتوي على مواد ضارة، أو تناول المنتجات الزراعية من المناطق الملوثة.
- الأضرار الاقتصادية: فقدان قيمة التربة الملوّثة، مما يؤدي إلى توقفها عن الإنتاج الزراعي.
- الأضرار البيئية: يؤدي تلوث التربة إلى تسمم النظام البيئي ككل ومن ضمنه تسمم الحيوانات والنباتات.
نتائج تدهور التربة
هناك العديد من الآثار المُترتبة على تدهور التربة، ومن ضمنها:[7]
- انقراض بعض أنواع من النباتات والحيوانات مع مرور الزمن.
- نقص المواد الغذائية الهامّة لبناء الإنسان ونموّه.
المراجع
- ↑ د.وليد رفيق العياصرة، التربية البيئية واستراتيجيات تدريسها، عمّان: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 176. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح حسين وحيد عزيز الكعبي (2011-4-14), "تلوث التربة"، www.uobabylon.edu.iq, Retrieved 2018-3-18. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح LOUISE BETHANY (2017-4-3)، "تلوث-التربة-أسبابه،-آثاره،-والحلول"، permaculturearabia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف.
- ↑ د.وليد رفيق العياصرة، التربية البيئية واستراتيجيات تدريسها، صفحة 188. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "تلوث التربة الزراعية : أسبابه .. أخطاره ... و وسائل مكافحته"، ouruba.alwehda.gov.sy، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف.
- ^ أ ب فايز عبد المقصود شكر، الصحة المدرسية، صفحة 58. بتصرّف.
- ^ أ ب وليد رفيق العياصرة، التربية البيئية واستراتيجيات تدريسها، صفحة 185-186. بتصرّف.