-

بحث عن تربية الطفل في الإسلام

بحث عن تربية الطفل في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تربية الطفل في الإسلام

عُنِيَ الإسلام بتربية الأطفال باعتبارهم الَّلبنة الأولى في بناء المجتمع، فإن استقامت تربيتهم، استقام بناء هذا المجتمع وارتفع، فهم يحتاجون إلى التربية حتى تصقل مواهبهم، وينشأوا نشأة صالحة، ويتلقوا ثقافتهم من موارد نقية، كما يحتاجون إلى التربية حتى يتم الموازنة بين ميولهم وطاقاتهم، ولذلك عُنيت الشريعة الإسلاميّة بتربية الأطفال حتى قبل ولادتهم، كالآتي:[1]

  • حثّت الشّريعة الإسلامية على حسن اختيار الزوجة الصالحة، التي تعرف حقّ الله وأسرتها، كون طفلها ينشأ في الخمس سنوات الأولى من عمره على طباعها.
  • مراعاة آداب الجماع في ليلة البناء، ودعاء المسلم ربه قبل الجماع بأن يجنّبه ومولوده شر الشيطان.
  • حسن اختيار الاسم للمولود؛ لأنّ الناس يُدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم.

ومن شأن حسن التربية للأطفال أن تؤتى بثمار طيبة للوالدين، فالولد الصالح ينفع والديه في حياتهما ومماتهما، كما إنّ الله يكرم عباده الصالحين بأن يجمعهم بذريتهم وأهليهم يوم القيامة في جنّته،[1] قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ ).[2]

أساليب تربية الأبناء

لعل أهم أساليب التربية في الإسلام القدوة الحسنة، حيث تكون أبلغ من آلاف المواعظ، فالطفل ينظر دائماً إلى والديه، ويحاكي أفعالهما في إطار التطور الذاتي عنده، فينبغي عليهما أن يربطاه دائماً بمنهج السلف الصالح وأخلاقه، حتى يهتدي بهذا المنهج ويقتدي به،[3] ومن أساليب التربية كذلك تنمية ثقافة الحوار بين الوالدين وأبنائهم، فالإبن حينما يبلغ سن السابعة يصبح قادراً على الإدراك والتمييز، وبالتالي يكون من الممكن إيصال المفاهيم السليمة إلى عقله، كما يصبح قادراً على الحديث والمشاركة في حوارات ومواضيع أسرته، بدلاً من الاقتصار على الاستماع والمشاركة في شجارات الأطفال بعيداً عن الحوار، والتي لا تؤدي إلى تنمية عقله وإدراكه.[4]

معوقات تربية الأبناء

من المعوقات التي تواجه عملية تربية الأبناء عدم اهتمام الوالدين بتوجيه الطفل وتنمية روحه، بل يركزون على مأكله ومشربه ولباسه، وهذا يعاني انشغال الآباء عن مهمّتهم الأساسية في تربية الأبناء، وربما أخذت الخادمة أو المربية هذا الدور فغرست في نفوس الأبناء وعقولهم ما لا يصلح من العقائد التي يصعب التخلص منها فيما بعد، كما تعتبر وسائل الإعلام معوقاً أساسياً أمام تربية الأبناء حينما تبث الأفلام التي تؤثر على عقيدة الأبناء، وكذلك الألعاب الإلكترونية التي تلعب دوراً هدّاماً لأخلاق الطفل وعقيدته، وتجعله أسيراً لها، متعلقاُ بها.[4]

نماذج مشرقة من تربية السلف لأبنائهم

نقل لنا التاريخ الإسلامي صوراً مشرقة من أساليب تربية السلف الصالح لأبنائهم، فقد روى صالح بن الإمام أحمد بن حنبل كيف كان أباه يرسل في طلبه حينما يأتيه رجل زاهد متقشف، حتى يقتدي به ويقتفي أثره، وعندما دخل الفرزدق يوماً مع أبيه على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأشار والد الفرزدق إليه، وقال لعلي: يوشك أن يصبح ابني شاعراً، فقال له علي: أقرئه القرآن فهو خير له، فأثّرت تلك الكلمات في نفس الفرزدق حتى قام بتقييد يديه ورفض أن يفكهما حتى يحفظ كتاب الله تعالى، فما فك القيد حتى حفظه كاملاً، ومن النماذج المشرقة في تربية الأبناء عند السلف ما نُقل عن أنس بن مالك من أنهم كانوا يربّون أبناءهم على محبة الصحابة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما يعلمونهم سوراً من القرآن الكريم.[5]

خصائص التربية الإسلامية

تتميز التربية الإسلامية بعدة خصائص، من بينها أنّها ربانية المصدر لأحكام الشريعة الإسلاميّة، وبالتالي فهي غير قابلة للتغيير أو التبديل بحسب أهواء الناس، كما إنّ التربية في الإسلام شاملة ومتكاملة، فهي صالحة لكل زمان ومكان، كما توازن بين متطلبات الروح والمادة، ولا تفصل بين الدنيا والآخرة، بل تعالج كل شؤون الحياة، كما إنّها تنظم علاقة الإنسان بربه مثلما تنظم علاقته بنفسه أو بغيره، ومن خصائص التربية قدرتها على معالجة جميع جوانب حياة الإنسان الجسدية والخُلقية والعقلية، وحينما دعت إلى التمسك بالأخلاق حذرت من الوقوع في الرذيلة بمنهج واضح يُبيّن كيفية إقامة هذا التوازن في حياة الإنسان، والتربية في الإسلام كذلك ثابته، وفي نفس الوقت تتسم بالمرونة، فهناك مبادىء وقواعد كلية ثابته، وهناك اجتهادات في أمور جزئية حثّت عليها الشريعة وأباحتها ما دامت لا تتعارض مع القواعد الكلية، ومن خصائص التربية في الإسلام واقعيتها؛ فهي تخاطب الأفراد بما تفهمه عقولهم، فتكلفهم بما يتوافق مع فطرتهم، وتنهاهم عن كل ما تأباه نفوسهم وفطرتهم السليمة.[6]

المراجع

  1. ^ أ ب هند مرزوق الحمياني (30-3-2014)، "تربية الأطفال من منظور إسلامي "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الطور، آية: 21.
  3. ↑ إيمان الوكيل ، "القواعد الذهبية في تربية الأبناء تربية سوية"، www.saaid.net ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-17. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ندى صالح الريان ، "تربية الأطفال الوسائل والمعوقات "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
  5. ↑ فوزية الخليوي ، "" المنهج الإيماني" الذي رسمه السلف في تربية الأولاد"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
  6. ↑ "تربية الطفل في الإسلام خصائصا وأهدافها ووسائلها "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-17. بتصرّف.