بحث حول مكونات التربة
التربة
تُعرَّف التربة بأنها الوسط المساميّ والنشط بيولوجياً، ويوجد في الطبقة العليا من القشرة الأرضية، ويعد أحد ركائز الحياة الأساسية على الأرض. تمثل التربة خزان المياه والمغذيات، والوسط الذي تتم فيه عمليات ترشيح النفايات الضارة وتفكيكها، ولها دور مهم في دورة الكربون وعناصر أخرى في النظام البيئي العالمي. تُعدّ عمليات التجوية الناتجة عن التأثيرات المناخية، والجيولوجية، والبيولوجية، والطبوغرافية سبباً في تطور التربة وتغيرها.[1]
مكوّنات التربة
الجزيئات المعدنية غير العضوية
يتكون أكثر من نصف حجم التربة من الجسيمات المعدنية غير العضوية، التي يعود أصلها إلى الصخور التي تمثل المادة الأم للتربة الناتجة، حيث تتفرع هذه الجسيمات بناءً على حجمها إلى ثلاث مجموعات، هيك الرمل الذي تكون جزيئاته أكبر الجزيئات، والطمي وتكون جزيئاته ناعمة ودقيقة، وأخيراً الطين الذي تكون جزيئاته الأصغر حجماً.[2]
المواد العضوية الحية وغير الحية
تشكل التربة موطناً للكثير من أشكال الحياة، والتي قد تكون مرئيةً كديدان الأرض، أو غير مرئية كما في معظم تلك الأشكال كوجود المليارات من البكتيريا، والفطريات، والكائنات الدقيقة الأخرى، إذ يعتقد العلماء أن الحياة الموجودة في ملعقة واحدة من التربة الجيدة أكبر من العدد الكلي للبشر الذين يعيشون على الأرض، كما تتكون التربة من الدبال (بالإنجليزية: humus) والذي يعد المكون الثاني من المواد العضوية، ويعرف بأنه الحيوانات، والنباتات الميتة، بالإضافة إلى النفايات التي تنتج عن الكائنات الحية، وعلى الرغم من أن المواد العضوية الحية وغير الحية تشكل جزءًا صغيراً من التربة إلا أنها تلعب دوراً مهماً جداً فيها، فالكائنات الحية تعيد تدوير المغذيات، كما يخزن الدبال العناصر الغذائية والمياه اللازمة للنبات، وتعد هذه المواد مفيدةً لتسهيل استخدام التربة.[2]
الهواء والماء
يوجد الماء والهواء في مساحات صغيرة بين جسيمات التربة تُسمَّى المسام، ومن الممكن أن يشكلا نصف حجم التربة تقريباً، وتحتاج النباتات والحيوانات التي تعيش في التربة إلى الهواء والماء للعيش، والنمو.[2]
نسب مكونات التربة النموذجية
تتكون التربة النموذجية من 45% من المواد المعدنية، و20-30% من الماء، و20-30% من الهواء، بالإضافة إلى 5% من المواد العضوية، وعلى الرغم من ذلك تبقى هذه النسب تعميمات فقط، حيث تعد التربة معقدةً وديناميكية جداً، فمن الممكن أن تكون تركيبتها متقلبةً بشكل يومي وفقاً للعديد من العوامل كإمدادات الماء، والممارسات الزراعية.[3]
أنواع التربة
يعد تحديد نوع التربة أمراً مهماً جداً لدعم نمو الحياة النباتية بشكل صحي، ويمكن تصنيف التربة إلى العديد من الأنواع المختلفة التي تمتلك كل منها خصائص مميزة لها كما يأتي:[4]
- التربة الرملية: تشكل النسب العالية من الرمل، والطين الصغير في التربة الرملية سبباً لكونها تُعرف بالتربة الخفيفة عادةً، وتعد هذه التربة تربةً جافة، ودافئة تميل لأن تكون حمضية، ومنخفضةً في المغذيات التي يتم فقدها بواسطة المطر، وللتربة الرملية تصريف سريع للماء، كما أنها أسرع للإحماء من التربة الطينية في الربيع، وتميل إلى الجفاف في فصل الصيف، ويمكن لإضافة المواد العضوية إلى التربة الرملية أن يساعد على تزويدها في العناصر الغذائية عن طريق تحسين قدرتها على الاحتفاظ بالماء والمغذيات.
- التربة الخثية: تحتفظ التربة الخثية (بالإنجليزية: Peat soil) بكمية كبيرة من الرطوبة، وتعد تربةً عالية في المواد العضوية، ونادرة الوجود في الحدائق، لذا فغالباً ما تُستورد لتأمين تربة مثالية للزراعة في هذه الحدائق.
- التربة الطفالية: تتميز التربة الطفالية (بالإنجليزية: Loams soil) بخصوبتها، وسهولة استخدامها، وتعد هذه التربة مزيجاً من التربة الرملية والطينية والطمية، والتي تُدمج مع بعضها لتجنب الآثار السلبية لكل منها، لذلك فإن هذه التربة تشكل توازناً مثالياً، مما يجعلها أفضل مكون لتربة الحدائق.
- تربة الطباشير: تتميز تربة الطباشير (بالإنجليزية: Chalk soil) بكونها شديدة القلوية بسبب احتوائها على كربونات الكالسيوم، أو الجير، وقد تكون هذه التربة خفيفة، أو ثقيلة.
- التربة الطينية: تتكون التربة الطينية من أكثر من 25% من الطين، وتعد تربةً ثقيلة تتميز باستفادتها من المواد الغذائية بشكل كبير، وبقائها رطبة وباردة في الشتاء، وجافة في الصيف، وتحتوي هذه التربة على كميات كبيرة من الماء بسبب وجود الفراغات بين جزيئات الطين.
- التربة الطمية: تعد التربة الطمية (بالإنجليزية: Silt soil) تربةً خفيفة، ورطبة، وتمتلك معدل خصوبة عالية، ويمكن زيادة تماسك التربة واستقرارها عن طريق إضافة المواد العضوية إليها.
الحفاظ على التربة
يُعدّ الحفاظ على التربة أمراً بالغ الأهمية، فهي أساس قوت سبعة مليارات نسمة، والوسيلة التي يمكن من خلالها المحافظة على المياه النظيفة، والمساعدة على تنظيم المناخ، وتشكل التربة الصحية ضماناً للإمدادات الثابتة من الغذاء والتنوع البيولوجي، أما التربة التي تفقد عناصرها الغذائية فلا يمكنها دعم المحاصيل والنباتات التي تمنع التصحر، كما يشكل فقدان التربة مؤشراً على انتشار الفقر، وتراجع النمو الاقتصادي.[5]
يُطلَق مصطلح الحفاظ على التربة على التقنيات والآليات التي تهدف إلى المحافظة على التربة، ويعود فقدانها وفقدان خصوبتها إلى العديد من الأسباب، منها التآكل، والملوحة، والتلوث الكيميائي، بالإضافة إلى فرط استخدامها، كما قد تشكل بعض الممارسات كالحرق، وأعمال القطع في المناطق الأقل تطوراً سبباً في إزالة الغابات، وتآكل التربة على نطاق واسع، وفقدان مغذياتها، والتصحر في بعض الأحيان، وهناك العديد من الممارسات الزراعية والطرق التي يمكن عن طريقها الحفاظ على التربة، ومنها استخدام مصدات الرياح، والأسمدة الخضراء، ومراقبة نِسَب الملوحة في التربة، وإدارتها، والحفاظ على مستوى الحموضة فيها، ومنع الرعي الجائر، ومشاركة الوعي والمعارف الزراعية، وغيرها من الطرق.[6]
المراجع
- ↑ Garrison Sposito (2018-9-27), "Soil"، www.britannica.com, Retrieved 2018-11-20. Edited.
- ^ أ ب ت "What is in soil? ", www.sciencelearn.org.nz, Retrieved 2018-11-20. Edited.
- ↑ "Soil Composition", www.ctahr.hawaii.edu, Retrieved 2018-11-20. Edited.
- ↑ "Soil types", www.boughton.co.uk, Retrieved 2018-11-21. Edited.
- ↑ Iulia Iliut (2012-12-5), "Saving Soil - Saving Livelihoods"، www.iaea.org, Retrieved 2018-11-21. Edited.
- ↑ "What is Soil Conservation?", www.conserve-energy-future.com, Retrieved 2018-11-21. Edited.