بحث حول الزكاة
الزكاة
جاءَ الإسلام بحلول جذريّة لمشاكل البشرية جمعاء، فمنحهُم العدل الذي غابَ عنهُم من خِلال سطوة القويّ على الضعيف، وحِرمان المرأة من حُقوقها، واستعباد الناس واسترقاقهِم، وكثرة الغِنى والثراء الفاحش في أيدي أناس دونَ غيرهِم.
كما سنَّ الإسلام تشريعاتٍ كانَ من شأنِها أن تجعل المُجتمع يعيش في سويّةٍ واحدة كأسنان المِشط، ومن بين الحُلول التي كانت على مساس مُباشر بالحالة الاقتصاديّة للأفراد والجماعات هي فرض الزكاة، فما هيَ الزكاة وما هو دليل فرضيّتها وما هيَ الأموال التي تجب فيها الزكاة وما هوَ نصابها؟
تشريع الزكاة
تُعدّ الزكاة من أركان الإسلام التي فرضها الله تعالى علينا، فقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلام: (بُنيَ الإسلام على خمس: شهادةُ أن لا إله إلاّ الله وأنَّ مُحمّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصيام رمضان)، وقد وردَ الحثّ على الزكاة في القُرآن الكريم في مواطنَ كثيرة، منها قولهُ تعالى: ( خُذ من أموالهِم صدقةً تُطهّرهُم وتُزكّيهِم بها).
تكونُ الزكاة من خِلال إخراج المال من أغنياء الناس ووضعها في مصارفها الشرعيّة كالفُقراء، والمساكين وغيرهِم، حيث سنقف عليها، والزكاة تعني التطهير أي أنّ هذا المال الذي يُخرجهُ الغنيّ من فائض حاجته هوَ تطهير لبقيّة ماله كما هوَ تطهيرٌ لنفسهِ أيضاً.
الأموال التي تجب فيها الزكاة
تجب الزكاة على مال المُسلِم الحُرّ الذي بلغَ النصاب الشرعيّ، بحيث يكون هذا المُسلم مالكاً لهذا المال وحالَ عليهِ الحول، حيث نذكر بعضاً من الأموال التي تجب عليها الزكاة على سبيل المثال والتبيين، ومنها:
- زكاة الذهب والفضّة، حيث إنَّ النصاب الذي تجب فيه زكاة الذهب عُشرونَ ديناراً، أي عندَ بُلوغ الذهب عندك عُشرونَ ديناراً وجبت فيهِ الزكاة، ونأخذ من الفضة زكاة نصف دينار أي رُبعُ العُشر، بينما في الذهب مائتا درهم، وفيه كذلك أن يتمّ إخراج رُبعُ العُشر.
- زكاة الزُروع: وتكونُ زكاةُ هذهِ الزُروع ليسَ عندما يحولُ عليها الحول، وإنّما عندَ حصادها وجنيها، لقولهِ تعالى: ( وءَاتوا حقّهُ يومَ حصاده)، ونصاب هذهِ الزُروع والثمار خمسةُ أوسق، والوسق هوَ ما يُعادل 122 كيلوغرام.
- زكاة الأنعام (الإبل والغنم والبقر): أمّا الإبل فأول نصابها الذي تجب فيه الزكاة فهوَ خمسٌ، ويجبُ فيها زكاةُ شاة، بينما نصاب البقر فهوَ بُلوغهُ ثلاثون بقرة وهذا أوّل نصاب البقر ويجبُ فيه الزكاة التبيع وهو ابن السنة الواحدة ودخلَ في السنة الثانية، بينما أوّل نصاب الغنم الذي تجب فيه الزكاة فهوَ بُلوغُ الغنم أربعون، وتجب الزكاة عند بُلوغ هذا النصاب الأوّل شاةً جذعةً من الضأن أو ثنيّةً من المعز.
مصارف الزكاة
تًصرف الزكاة على مُستحقّيها كما بينها الله تعالى، وهُم الفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلّفة قُلوبهم، وفي الرقاب وهُم المُسترقّون والغارمين أصحابَ الديون، وفي سبيل الله من المُجاهدين، والمُرابطين، وابن السبيل وهوَ المُسافر في طاعةٍ وليسَ في معصية.