-

احترام الكبير في القرآن

احترام الكبير في القرآن
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

احترام الكبير في القرآن

من مكارم الأخلاق التي دعا إليها القرآن الكريم خلق احترام الناس، وخصّ بالذكر احترام الكبير وتوقيره، وذلك من معرفة أقدار الناس وإنزالهم منازلهم أيضاً، ولم تكن تلك الأوامر والتنبيهات في الدين إلّا لتتمّ بناء المجتمع المثاليّ المتعاون على الخير، ومن تلك التنبيهات أن يحترم الصغير الكبير ويُجلّه، ويُقدّر عمره الذي عاشه في الإسلام قبله، وألّا يتطاول عليه في القول أو يتقدّمه في الفعل، ويُنزِله منزله في الاحترام والتوقير على الدوام، وفي المقابل فإنّ المطلوب من الكبير أن يرحم الصغير ويرفق به حتّى يُوجد الوئام والتكامل بين المسلمين.[1][2][3]

أشكال الإحسان إلى الكبار في السنّ

إنّ أوّل ما دعا إليه الإسلام وأكّده من توقير الكبير؛ توقير الوالدين وبرّهما والإحسان إليهما عند الكبر، فهما أعظم الناس فضلاً على الإنسان وقد تعبا طويلاً على تربيته وتنشئته، ووجب عليه أن يردّ هذا الإحسان إليهما ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن أعظم ما قال الله -تعالى- في حق الوالدين عند الكبر: (إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)،[4] وفيما يأتي تعدادٌ لبعض أشكال الإحسان إلى كبار السنّ وخاصةً الوالدين:[2][5]

  • منح المسنّ الحنان والعطف، وإشعاره بالاهتمام والرعاية.
  • عدم الإلحاح عليه بما يُظنّ أنّه الأفضل في بعض الاختيارات، فإنّ كبار السنّ لا يطيقون الإلحاح وكثرة محاولات الإقناع في بعض الأمور.
  • التحدّث مع المسنّ بصوتٍ مسموعٍ، وإخباره بما يدور حوله، إذ إنّ ضعف سمعه وبصره يحجب عنه بعض الأخبار التي تحصل حوله.
  • التفاعل مع المسنّ إذا رغب في الحديث عن الماضي مهما كرّر ذلك، فإنّ ذلك ما يحبّه المسنّ ويجعله يشعر بالفرح والرضا.
  • الحرض على إشغال وقت المسنّ بما ينفعه من أمور دينه؛ كالاستماع إلى القرآن الكريم، وتذكيره بالمداومة على ذكر الله -تعالى-، وحثّه على الاحتساب إن أصابه مكروهٌ.
  • الشعور بالحياء من الكبير، واحترام وجوده في المجلس إذا كان جالساً.
  • تقديم الكبير في سائر الشؤون؛ كأن يُقدّم في الأخذ والعطاء والإمامة، وغير ذلك.
  • تقبيل يد الكبير احتراماً له.

احترام كبير السنّ حتى من الكفار

من فضائل الإسلام أنّه جاء مُهذّباً للأخلاق حتّى مع النصارى واليهود، فهذا عمر بن الخطّاب رأى عجوزاً يهودياً في حالةٍ صعبةٍ يَسأل الناس، فعلم أنّه يسأل الناس بُغية تسديد الجزية وقضاء حاجاته، فلام نفسه على أخذ الجزية منه في هذا العمر، ووضعها عنه وعن من هم على حاله، مُحترماً شيبتهم، ثمّ أمر له بشيءٍ من بيت مال المسلمين.[5]

المراجع

  1. ↑ "الاسلام ومعرفة أقدار الناس"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "رعاية الوالدين عند كبرهما"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-5. بتصرّف.
  3. ↑ "احترام الكبير"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-27. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الإسراء، آية: 23.
  5. ^ أ ب "توقير الكبير خلق الإسلام العظيم"، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-4. بتصرّف.